
الدفاع المدني: صعوبات كبيرة تواجه فرق الإطفاء في إخماد حرائق دير شميل بسبب التضاريس والرياح
اندلع حريق حراجي واسع يوم الأربعاء 20 آب قرب منطقة دير شميل في ريف حماة الغربي، حيث واجهت فرق الإطفاء في الدفاع المدني السوري وأفواج الإطفاء الحراجي، إضافة إلى المتطوعين من أهالي المنطقة، صعوبات كبيرة في التعامل مع النيران بسبب وعورة التضاريس الجبلية وعدم وجود طرقات أو خطوط نار تفصل بين الغابات.
أرسلت عدة مراكز للدفاع المدني مؤازرات لدعم الفرق العاملة على الأرض، فيما انتشرت فرق الإطفاء منذ فجر الخميس 21 آب على مسافات قريبة من محيط النيران ورغم ذلك، لم تتمكن من الوصول إلى بؤر الحريق المتركزة في رؤوس الجبال الوعرة وزادت سرعة الرياح من تعقيد الموقف، حيث تسببت الهبات القوية في توسيع نطاق انتشار النيران.
استعانت الفرق بآليات تابعة لوزارة الزراعة عملت على فتح خطوط نار في عدة محاور لتسهيل وصول الفرق إلى مواقع الحرائق هذا الإجراء ساهم في الحد من تمدد النيران ومنع وصولها إلى مناطق جديدة، ما أعطى فرق الإطفاء والأهالي فرصة أكبر لاحتواء الموقف.
وأشارت المعطيات الأولية إلى أن الجهود المشتركة بين فرق الدفاع المدني وأفواج الإطفاء الحراجي والمبادرات الأهلية أسفرت عن وقف تمدد النيران في أغلب المحاور، فيما تستمر عمليات الإخماد والتبريد حتى ساعة إعداد التقرير.
وباتت حرائق الأحراج في سوريا تشكل تحدياً سنوياً، خصوصاً في فصل الصيف حين تتسبب درجات الحرارة المرتفعة والجفاف بزيادة احتمالية اندلاعها. وتبرز خطورة حرائق دير شميل في كونها اندلعت في منطقة جبلية كثيفة الغطاء النباتي، ما يصعّب من السيطرة عليها ويهدد بخسائر واسعة في الغابات الطبيعية.
وكان أعلن وزير الطوارئ وإدارة الكوارث، "رائد الصالح"، يوم الأحد 17 آب/ أغسطس، عن السيطرة الكاملة على حرائق الغابات والأحراج التي اندلعت في ريف حماة الغربي، مؤكداً أن عمليات الإخماد والتبريد انتهت بشكل تام مع إبقاء المنطقة تحت المراقبة الدقيقة تحسباً لأي تجدد للنيران بفعل الرياح.
وقال "الصالح"، في بيان رسمي إن الشكر موصول لفرق الإطفاء في الدفاع المدني وأفواج الإطفاء وأفواج الإطفاء الحراجي، وللفرق التي قدمت من دمشق وريفها وحمص وحلب وإدلب ودرعا، إضافة إلى الطيران المروحي والفرق الهندسية والجهات الحكومية التي شاركت في هذه المهمة.
وأكد أن الدور الشعبي كان حاسماً حيث وقف الأهالي جنباً إلى جنب مع الإطفائيين، ما أثبت أن التضامن المجتمعي لا يقل أهمية عن الإمكانات الرسمية في مواجهة الكوارث.
وخلال الأيام الماضية، تمددت الحرائق من ريف اللاذقية إلى محاور واسعة في ريف حماة الغربي ووصلت إلى مناطق في ريف حمص الغربي ففي اللاذقية تمكنت الفرق من إخماد الحرائق في باب جنينة ودير ماما بروما وجوبة برغال وأغلب البؤر في كسب، بينما بقيت بؤرة نشطة في وادي النبعين الذي شكل تحدياً كبيراً بسبب وعورة تضاريسه، الأمر الذي دفع فرق الإطفاء إلى مد أكثر من 66 خرطوماً بطول يتجاوز 1600 متر للوصول إلى قلب الوادي.
وفي ريف حماة الغربي سجل محور جورين عرزيلات أخطر تمدد للنيران قبل أن تتم السيطرة عليه بمشاركة واسعة من الأهالي، كما تمت محاصرة النيران في شطحة والنهر البارد لتدخل مرحلة التبريد والمراقبة.
أما في ريف حمص فقد أخمدت فرق الإطفاء حريقاً واسعاً اندلع في أحراج قرية كفرا قرب مرمريتا ومنعت النيران من الوصول إلى منازل المدنيين بعد جهود استمرت لساعات طويلة.
وشاركت في عمليات الإطفاء أكثر من سبعين فرقة عمل مجهزة بسيارات إطفاء وصهاريج مياه وآليات هندسية ثقيلة لفتح طرقات وخطوط نار تسهل وصول الإطفائيين إلى البؤر المشتعلة، كما وصلت مؤازرات من عدة محافظات لدعم الجهود المحلية.
لكن رغم ذلك واجهت الفرق صعوبات كبيرة بسبب شدة الرياح وتبدل اتجاهها وارتفاع درجات الحرارة، إضافة إلى وعورة المنطقة التي منعت وصول الآليات إلى كثير من المواقع، فضلاً عن وجود ألغام ومخلفات حرب شكلت خطراً مضاعفاً على الإطفائيين.
هذا وخلفت الحرائق خسائر بشرية ومادية، إذ أصيب عدد من الإطفائيين بكسور وحروق طفيفة إلى جانب حالات إرهاق وضيق تنفس نتيجة الدخان الكثيف والعمل المتواصل كما التهمت النيران مساحات واسعة من الأراضي الزراعية والأحراج التي تعد مصدر رزق لعائلات كثيرة.
هذا وأعرب وزير الطوارئ السوري عن بالغ الحزن والأسى لما لحق بالأهالي من خسائر مؤكداً أن الحكومة ستعمل على دعمهم ومساعدتهم في استعادة سبل عيشهم، مشدداً في الوقت نفسه على أن سلامة المواطنين وحماية الغابات ستظل في صميم أولويات الدولة، باعتبارها ثروة وطنية لا تقل أهمية عن أي مورد اقتصادي آخر.