الثاني خلال أشهر.. قوات أوكرانية تتبنى هجوم ضد قاعدة عسكرية روسية في سوريا
نقلت صحيفة "كييف بوست" عن مصدر في الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، قولها إنه قوات خاصة من مجموعة خيميك التابعة للمديرية الرئيسية للمخابرات الأوكرانية هاجمت صباح يوم الأحد 15 سبتمبر، قاعدة عسكرية روسية في سوريا.
وذكرت أن العملية جرت على مشارف جنوب شرق حلب، وقالت إن القاعدة التي استهدفتها قواتها الخاصة كانت تستخدم من قبل القوات الروسية لتصنيع واختبار الطائرات بدون طيار الهجومية، فضلاً عن إنتاج "أجهزة متفجرة مرتجلة مموهة" تم تخزين رؤوسها الحربية في الموقع.
ونشرت الصحيفة مقطع حصري حصلت عليه والذي صوره ضابط استخبارات، يظهر علم حزب الاتحاد الديمقراطي خلف ساتر ترابي على مسافة من مرآب يستخدم كقاعدة روسية، وبعد فترة وجيزة، يحدث انفجار في المنشأة الروسية، يليه تفجير ذخيرة.
ذكرت أن خبراء عسكريون ومتفجرات من صحيفة كييف بوست قاموا بفحص الفيديو واعتبروا أن الانفجار نجم على الأرجح عن طلقة بندقية وليس قذيفة آر بي جي، ربما بسبب اصطدامها بمتفجرات تدعي منظمة HUR أنها زرعتها مسبقًا في الداخل.
ولم يتمكن موقع "كييف بوست" من التحقق بشكل مستقل من مكان أو توقيت الهجوم، على الرغم من أنه يبدو أنه وقع في منطقة صحراوية وفي وضح النهار، وبالإضافة إلى سوريا، تواصل القوات الخاصة الأوكرانية مطاردة مرتزقة فاغنر الموالين للكرملين دول بالقارة الأفريقية.
وفي تموز/ يوليو 2024 أعلنت مصادر صحفية أوكرانية عن تنفيذ عملية ضد مواقع داخل مطار كويرس العسكري، الذي تتخذه القوات الروسية كقاعدة جوية بريف حلب الشرقي، وبثت مشاهد مصورة من العملية.
وقالت صحيفة "كييف بوست" الأوكرانية نقلا عن مصادر في المخابرات الأوكرانية، أن من نفذ العملية هي مجموعة من القوات الخاصة تدعى "خيميك" التي قالت إنها نفّذت ضربة مدمرة ومركبة، داخل مطار كويرس شرقي حلب.
ولفتت المصادر إلى أن تاريخ الاستهداف 25 تموز/ يوليو 2024 بعد يوم واحد من لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع الإرهابي بشار الأسد، في موسكو، ونوهت بأن هدف العملية هو استهداف معدات عسكرية روسية داخل القاعدة الجوية.
وأضافت أن "القاعدة كانت تستخدم لتدريب ونقل المرتزقة الأجانب إلى الحرب في أوكرانيا"، وبثت مقاطع مصورة وصوراً حصرية، تظهر العملية "المركبة" التي نفّذتها المجموعة، والتي كان هدفها "تقويض الأصول الروسية في سوريا".
ووفقا لما تظهر المقاطع المنشورة التي بثّتها الصحيفة، أنها للحظات الرئيسية من الهجوم وبدأ أولاً، "بتدمير مجمع حرب إلكترونية متحرك روسي"، ثم "هجوم طائرات من دون طيار على أهداف عسكرية روسية داخل القاعدة الجوية نفسها".
ويظهر من خلال المقطع المنشور، ومدته دقيقتان و49 ثانية، مجهولون يستهدفون عربة يبدو بأنها عسكرية، بواسطة قذيفة صاروخية، ما أدى إلى تدميرها واحتراقها، وكذلك، عملية إطلاق طائرة مسيّرة، يتحكم بتوجيهها أشخاص مجهولون، يتحدثون اللغة العربية، قبل أن تُلقي قنابل على هدف داخل القاعدة المفترضة.
من جانبها نقلت وسائل إعلام روسية تحليلات حول الهجوم واعتبرته ضمن مساع لإظهار نجاح وهمي لأوكرانيا، كما شكك محللون روس بصحة هذه الاستهدافات، وحزيران الماضي، قالت مصادر إن قوات أوكرانية هاجمت دوريات روسية قرب الجولان السوري المحتل في الجنوب السوري.
وكانت نفت "هيئة تحرير الشام" في تصريح لشبكة "شام"، الأنباء التي يتم تدولها عن مفاوضات بين الهيئة والجانب الأوكراني، من أجل إطلاق سراح مقاتلين من جنسيات جورجية وشيشانية في سجون الهيئة للقتال في صفوف الجيش الأوكراني مقابل تسليم أوكرانيا طائرات مسيرة قتالية للهيئة، والتي أوردتها عدة وسائل إعلام من بينها صحيفة "آيدين" التركية ونقلت عنها قناة "RT" الروسية.
وقال المكتب الإعلامي للهيئة، إن المعلومات الواردة في التقارير المذكورة ليس لها أي صحة وتحتوي عدة مغالطات، حيث أن هيئة تحرير الشام لا يوجد لها سجون خاصة، والسجون في المنطقة تتبع للمؤسسات الحكومية حصراً ولا يوجد بها معتقلين من الجنسيات المذكورة، إضافة إلى أن المهاجرين الموجودين في شمال غرب سوريا ملتزمون بسياسة قيادة المحرر ونشاطها المحلي ضد نظام الأسد وقوى الاحتلال الروسي والإيراني.
واعتبرت الهيئة في تصريحها، أن تبني قناة "RT" الروسية لهذه الرواية يأتي في سياق استمرار الاحتلال الروسي خلق الأكاذيب حول المناطق المحررة وتقديم ذرائع جديدة لعدوانه عليها، داعية كافة وسائل الإعلام لتحري سبل الدقة والمصداقية الصحفية وتلقي المعلومات من مصادرها الحقيقية.
وكانت تداولت مواقع إعلام عدة نقلاً عن صحيفة "أيدينليك" التركية التي نقلت عن مصادر لم تحددها، أن السلطات في كييف أجرت مفاوضات مع ممثلي "هيئة تحرير الشام"، وأن الوفد الأوكراني طلب إطلاق سراح مقاتلين من الشيشان وجورحيا محتجزين لديها، مقابل تزويد أوكرانيا للهيئة بطائرات مسيرة.
وعلق وزير الخارجية الروسي "سيرغي لافروف" على الأخبار تلك خلال اجتماعه مع سفراء الدول الأجنبية في موسكو بالقول: "تفيد المعلومات التي وردتنا بوصول عناصر في الاستخبارات الأوكرانية إلى منطقة وقف التصعيد في محافظة إدلب السورية، باشروا تجنيد مسلحي "جبهة النصرة" التي تحولت إلى "هيئة تحرير الشام" لاستخدامهم في عمليات قذرة جديدة يخططون لها".
ولفت لافروف إلى أن الاستخبارات الأوكرانية مهتمة أيضا بمناطق أخرى في العالم، وأضاف: "يوجهون أنظارهم جنوبا إلى منطقة الصحراء والساحل في القارة الإفريقية، حيث ينفذون بالتعاون مع جماعات محلية عمليات إرهابية تستهدف القوات المسلحة في عدد من بلدان المنطقة".
من جهتها، علقت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على الخبر وكتبت عبر قناتها على "تليغرام": "لقد ظل نظام كييف على اتصال مع الرعاع الإرهابيين لفترة طويلة وفي عدة مجالات: التورط في هجمات إرهابية ضد مواطنين روس، وتبادل المعلومات والتكنولوجيا".
ولفتت إلى أن المشكلة أكبر من ذلك، مضيفة: "بانكوفايا (شارع في منطقة بيشيرسكي في كييف يقع فيه مقر السلطة الأوكرانية) نفسه تحول إلى جماعة إرهابية دولية جديدة، تقف خلفها واشنطن ولندن".