التهديدات الخيالية: كيف تصنع القصص المرعبة مخاوف حقيقية عند الأطفال
التهديدات الخيالية: كيف تصنع القصص المرعبة مخاوف حقيقية عند الأطفال
● أخبار سورية ٩ ديسمبر ٢٠٢٥

التهديدات الخيالية: كيف تصنع القصص المرعبة مخاوف حقيقية عند الأطفال

تتبع بعض العائلات في سوريا أسلوب التخويف في تربية الأطفال، معتمدة على قصص الجنّ والوحوش والخرافات، أو إطلاق تهديدات مرعبة مثل الحبس في غرفة الفئران أو استدعاء الشرطة، وغيرها من الأساليب التي تُعدّ قاسية على طفل في هذا العمر المبكر.

لماذا يلجأ الأهالي إلى التخويف؟
تلجأ بعض الأسر إلى هذه التهديدات عندما ترغب في منع ابنهم من القيام بتصرف معين، وغالباً ما تنبع هذه التصرفات من التقليد الأعمى لما عاشه الأهل في طفولتهم، إلى جانب اعتقادهم بأنها وسيلة مضمونة للسيطرة السريعة على الأطفال، وقلة اطلاعهم على طرق التربية الحديثة.

الآثار النفسية للتخويف على الأطفال
تؤكد الدراسات النفسية أن الأطفال الذين يسمعون أموراً مخيفة من أهلهم قد يطوّرون خوفاً غير واقعي تجاه مواقف أو أشياء عادية، ويصبح هذا الخوف جزءاً من طريقة تفسيرهم للعالم. 

كما أن الطفل الذي يتعرّض للقصص والتهديدات المخيفة، حتى لو كانت بهدف الانضباط، قد يعاني من كوابيس وصعوبة في النوم. ويؤدي ذلك إلى تراجع شعوره بالأمان والثقة بالبيئة المحيطة، وضعف ثقته بنفسه، فيتجنب التجارب الجديدة ويصبح أقل جرأة على استكشاف محيطه، ما يؤثر على تطوره المعرفي والاجتماعي.

عندما تتحول الحماية إلى خوف
وفي هذا السياق، تروي نهيدة أبو جميل، سيدة مقيمة في مدينة الدانا بريف إدلب الشمالي، لشبكة شام الإخبارية قصة حصلت مع ابنتها، قائلة إن جدتها حذرتها من الخروج بعد المغرب، مستخدمة قصة عن الجن الذين يختطفون الأطفال في الليل ويأكلونهم. 

وتضيف أن هدف الجدة كان حماية الفتاة ومنعها من الخروج في أوقات غير آمنة، لكن القصة أثرت على الطفلة بشكل غير متوقع. فقد أصبحت تخاف، وتعاني من كوابيس ليلية، وتخشَ النوم وحدها، حتى الذهاب إلى الحمام أصبح مصدر قلق، وتصرّ على أن يرافقها أحد في الليل.

بدائل فعّالة للتربية بعيداً عن الترويع 
تقول بتول، مدرسة في إحدى الثانويات، إن هناك أساليب عدة يمكن للأهالي استخدامها لمنع أبنائهم من السلوكيات الخاطئة دون اللجوء إلى التهديد أو التخويف، مثل الحديث معهم بكل لطف والتوضيح لهم سبب عدم قبول السلوك المرفوض ونتائجه.

وتشير إلى إمكانية اعتماد العواقب الطبيعية أو المنطقية بدل قصص الخيال المرعبة ، مثل: "إذا لم ترتب ألعابك قد تضيع ولا تستطيع إيجادها"، "إذا لم تدرس فلن تنجح مثل بقية أصدقائك" بدل التهديد بالجن أو الوحوش. كما تنصح المدرسة بتول بـ تعزيز الخيارات الإيجابية والمكافآت عند اتباع السلوك المرغوب، بدل اللجوء إلى العقاب النفسي.

ختاماً، أظهرت الدراسات والتجارب الواقعية أن التخويف والتهديد بالقصص المخيفة يترك آثاراً سلبية على الأطفال، من تشكل مخاوف غير واقعية لديهم وضعف ثقتهم بأنفسهم. لذلك، من الضروري اعتماد الحوار الواضح وتعزيز السلوك الإيجابي بدل التهديد، لتنشئة أطفال واثقين قادرين على مواجهة العالم بأمان واطمئنان.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ