التنمر بين زملاء المدرسة: مسؤولية المعلم في بناء بيئة آمنة
التنمر بين زملاء المدرسة: مسؤولية المعلم في بناء بيئة آمنة
● أخبار سورية ١٨ نوفمبر ٢٠٢٥

التنمر بين زملاء المدرسة: مسؤولية المعلم في بناء بيئة آمنة

يقضي الطلاب وقتاً طويلاً في المدرسة بين زملائهم، حيث يواجهون مواقف متنوعة، بعضها إيجابي وبعضها سلبي. ومن أبرز هذه المواقف السلبية تعرض بعض الطلاب للتنمر من قبل أقرانهم، مما يترك آثاراً كبيرة على نفسيتهم، ويضعف اهتمامهم بالتعليم، ويؤثر على علاقاتهم بالزملاء وبالمناهج الدراسية.

ويستدعي هذا الوضع تدخل المعلم بشكل إيجابي، من خلال وضع استراتيجيات فعّالة لحماية الطلاب المتأثرين بالتنمر، وفي الوقت نفسه توجيه المتنمرين لتصحيح سلوكهم وتعليمهم احترام الآخرين داخل البيئة المدرسية.

وجوه التنمر: أشكال متعددة تهدد الطلاب
تتجلى مواقف التنمر بعدة أشكال، أبرزها السخرية من مظهر الطالب، وطريقة كلامه، وملابسه، وحركاته وتصرفاته. وقد تتراوح هذه التصرفات بين تعليقات لاذعة، أو شتائم مباشرة، أو أي سلوك يهدف إلى إحباط الطالب وتقليل ثقته بنفسه، ما يفاقم تأثيرات التنمر على نفسيته ويعيق تقدمه الأكاديمي والاجتماعي داخل المدرسة.

قصة طفل واجه السخرية من زملائه
وتروي المعلمة رائدة العيسى، معلمة صف، لشبكة شام الإخبارية، قصة واقعية من مسارها المهني، إذ صادفت ذات مرة طالباً رفض إكمال اليوم الدراسي وطلب الذهاب إلى منزله مدعياً المرض. وعند الحديث معه، تبين أنه لم يكن مريضاً، وإنما تعرض للسخرية من زملائه بسبب تلعثمه بالكلام خلال الدرس، ما أحزنه ودفعه للمغادرة.

استراتيجيات المعلمين للتعامل مع التنمر داخل الصف
وفي سياق الحلول والإرشادات للتعامل مع التنمر، تؤكد العيسى أن على المعلم زرع القيم الإيجابية في نفوس الطلاب، ووضع قواعد واضحة بالصف، منها منع التنمر، وتوعية التلاميذ بأن هذه الصفة سلبية وتؤذي الآخرين وتعطي انطباعاً سيئا عن صاحبها.

 وتضيف أنه عند وقوع حادثة تنمر، يجب الاستماع لكلا الطالبين: المتنمر والمتعرض للتنمر، موضحة أن الطالب المتنمر قد يعاني من أزمة ثقة بالنفس أو مشاكل عائلية، أو اكتسب هذه الصفة دون إدراك آثارها السلبية.

وأكدت العيسى أن النقد من قبل المعلم يجب أن يوجَّه للسلوك نفسه، وليس للشخص، ومن الأفضل مدح الطالب عندما يتوقف عن التنمر لضمان عدم عودته إلى هذا السلوك. وشددت على أهمية تقديم التوعية للطلاب حول التنمر وتأثيراته على الٱخرين، والاستعانة بالمرشد التربوي في هذا الشأن.

وخلاصة القول، إن التنمر سلوك سلبي يهدد البيئة المدرسية، مما يؤثر على الطلاب وعلاقتهم بالمدرسة ودافعيتهم للتعلم. مما يبرز الحاجة إلى دور فاعل للمعلمين والمرشدين التربويين في تقديم الدعم للطلاب المتأثرين، وفي الوقت نفسه تصحيح سلوك الطلاب المتنمرين، لضمان بيئة تعليمية آمنة ومحفزة للجميع.

الكاتب: فريق العمل - سيرين المصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ