البكور يطلق حملة “السويداء منّا وفينا” بهدف إعادة النسيج الوطني وتحسين البنى التحتية
البكور يطلق حملة “السويداء منّا وفينا” بهدف إعادة النسيج الوطني وتحسين البنى التحتية
● أخبار سورية ١٠ أكتوبر ٢٠٢٥

البكور يطلق حملة “السويداء منّا وفينا” بهدف إعادة النسيج الوطني وتحسين البنى التحتية

أعلن محافظ السويداء مصطفى البكور، الخميس 9 تشرين الأول/أكتوبر 2025، استكمال الاستعدادات لإطلاق حملة وطنية بعنوان “السويداء منّا وفينا”، تهدف إلى إعادة النسيج الوطني وتحسين البنى التحتية في المحافظة، بالتعاون مع متطوعين من مختلف المحافظات السورية.

وقال البكور في تصريحات للإخبارية السورية إن الحملة تشمل ترميم عشرات المدارس ودور العبادة والمنازل والمراكز الخدمية، إلى جانب تأهيل شبكات الكهرباء والمياه والطرقات، مؤكداً أن ما تشهده السويداء من تدهور في الخدمات ليس نتيجة تقصير حكومي، بل بسبب “مواقف داخلية وغياب قنوات التواصل الرسمية مع الدولة”.

وأشار المحافظ إلى أن الحكومة “مستعدة لتأمين المحروقات والقمح والطحين بكميات كافية”، شرط وجود جهة رسمية تتولى الإشراف المالي، لافتاً إلى أن “لجنة غير قانونية استولت على نحو 20 مليار ليرة سورية ومليون دولار من بنك السويداء، وصرفت الأموال دون رقابة”.

وفي موازاة الإعلان الرسمي، انطلقت الحملة أيضاً على الصعيد الشعبي والفني، حيث دعا الفنان السوري جهاد عبده إلى المشاركة في حملة “السويداء منّا وفينا” عبر فيديو نشره على حساباته الرسمية، قائلاً إن هدفها “جبر الخواطر المكسورة” ومؤكداً أن “السويداء علّمتنا الكرامة، وهذه حملة الشهامة والوفا”.

كما انضم الفنان مكسيم خليل إلى الحملة برسالة مؤثرة قال فيها: “لأن سوريا سند الكل، واجب علينا أن نكون سنداً لبعضنا. يمكن تكون هالخطوة بداية تجمعنا من جديد، لنرجع نمسك بإيدين بعض في سوريا لكل السوريين.”

ورحّب المحافظ البكور بانضمام الفنانين إلى الحملة، قائلاً إن “الغاية منها ترقيق القلوب وتصفية النفوس، ليعلم الجميع أن السوريين لن يستغنوا عن السويداء ولا عن أهلها”. وأضاف: “هناك أصوات داخل المحافظة تقول إن لا شيء بقي خارج السويداء، ونحن نقول: أنتم منّا وفينا.”

وتتزامن الحملة مع دخول قوافل إغاثية جديدة عبر طريق دمشق – السويداء، ضمّت شاحنة تابعة للهلال الأحمر العربي السوري تحمل محروقات وسلالاً غذائية وصحية، في إطار خطة الاستجابة الإنسانية الحكومية.

في المقابل، قوبلت الحملة بانتقادات من بعض الناشطين وأبناء السويداء الذين اعتبروها “منافية للواقع” و”محاولة لتجميل الصورة” دون اعتراف بالانتهاكات التي شهدتها المحافظة.

وتأتي حملة “السويداء منّا وفينا” في وقتٍ لا تزال فيه المحافظة تلملم جراحها بعد الاشتباكات المؤلمة بين فصائل محلية درزية من جهة وعشائر بدوية بالإضافة لتدخل قوات نظامية تابعة للجيش والأمن العام ، خلّفت قتلى ونازحين وأضرارًا واسعة في عدد من القرى .

ومع استمرار محاولات الدولة والمجتمع المحلي لإعادة الهدوء، تمثّل الحملة رسالة رمزية لإحياء الثقة بين السويداء وبقية المحافظات السورية، ولبدء مسار إعادة الإعمار الاجتماعي قبل العمراني.

لكن في المقابل، يبرز صراعٌ على الخطاب العام حول معنى هذه المبادرات: فبينما يراها المشاركون فيها أنها فرصة لتوحيد الصفوف وإعادة النسيج الوطني، تعمل جهات خارجية وبعض الناشطين المقيمين في الخارج على تأجيج الانقسام وإبقاء الصدع مفتوحًا بين السوريين، من خلال تصوير أي تقارب أو تعاون وطني على أنه “تجميل للواقع” أو “تبييض للسلطة”.

ويشير مراقبون محليون إلى أن هذه الأصوات تبيع الناس أوهامًا سياسية من بعيد، بينما يعيش معظم أهالي السويداء اليوم ظروفًا قاسية داخل المحافظة، حيث ينام مئات العائلات في المدارس والمراكز المؤقتة، بانتظار العودة إلى منازلهم التي تضررت جراء القتال.

وبينما ينشغل الأهالي بتأمين لقمة العيش والدفء مع اقتراب الشتاء، يتواصل في الخارج سجالٌ لا يعكس أولويات الناس الحقيقية، بل يعمّق الفجوة التي تسعى الحملة إلى ردمها.

وبذلك، تمثل “السويداء منّا وفينا” اختبارًا جديدًا لقدرة السوريين على تغليب لغة المصالحة على لغة الانقسام، وتأكيد أن السويداء ليست قضية محلية فحسب، بل مرآة لمدى نضج المشروع الوطني السوري بعد الحرب.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 
الكلمات الدليلية:

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ