الأنشطة التعليمية.. سلاح فعّال لترسيخ التعلم وجذب الأطفال للمدرسة
الأنشطة التعليمية.. سلاح فعّال لترسيخ التعلم وجذب الأطفال للمدرسة
● أخبار سورية ١٩ ديسمبر ٢٠٢٥

الأنشطة التعليمية.. سلاح فعّال لترسيخ التعلم وجذب الأطفال للمدرسة

تُعد الأنشطة التعليمية أداة أساسية في تحبيب الأطفال بالمدرسة، لا سيما في مراحل رياض الأطفال والصفوف الابتدائية، حيث ينتقل الطفل من عالم المنزل إلى بيئة مدرسية جديدة قد يرافقها خوف أو قلق في بداية تجربته التعليمية. ويُسهم إدراج الأنشطة ضمن العملية التعليمية في تخفيف هذا التوتر، وتحويل المدرسة إلى فضاء ممتع محفّز للتعلم.

ولأن الأطفال يميلون بطبيعتهم إلى التعلم العملي، فإن أساليب التعليم التقليدية التي تعتمد على الشرح والتلقين وحدها قد تجعل بعض الطلاب يشعرون بالملل ويؤثر ذلك سلباً على تركيزهم واستيعابهم. في المقابل، يخلق التعليم المعتمد على الأنشطة تفاعلاً مباشراً بين الطفل والمعرفة، فيشعر بأنه يقضي وقتاً ممتعاً بينما يتعلم.

وفي تصريح خاص لشبكة شام الإخبارية، تحدثت براءة باطوس، مديرة روضة “آفاق كراميل” في مدينة إدلب، عن تجربة الروضة في اعتماد نموذج إدراج الأنشطة ضمن تعليم الأطفال، مشيرة إلى أن الطفل عندما يتعامل مع المحسوسات والأشياء العملية التي تساعد على ترسيخ المعلومة في ذهنه تكون النتائج أفضل بكثير من الطرق التقليدية. وأوضحت باطوس أن بعض الأهل قد يلاحظون في البداية أن أبنائهم لم يستوعبوا الدرس كما ينبغي، لكنهم يتفاجأون لاحقاً بقدرتهم على استخدام المعرفة التي اكتسبوها، حتى وإن لم يظهر ذلك مباشرة بعد الدرس، وهو ما يعود إلى طبيعة الأنشطة التراكمية التي تجمع الخبرات والمعارف وتنتظر الوقت المناسب لتظهر نتائجها لدى الطفل.

وأشارت إلى أن التعلم عن طريق اللعب وتنفيذ الطفل للأنشطة بيده يرسّخ المعلومات بشكل أفضل وأعمق في ذهن المتعلم مقارنة بالطرق التقليدية، مؤكدةً أن ذلك لا يعني الاستغناء عن السبورة والدفتر والقلم، فهما جزء ضروري من العملية التعليمية، لكن لا ينبغي الاعتماد عليهما وحدهما. وفي الوقت نفسه، لا يمكن التخلي عن الأنشطة، خاصة في ظل التطور المستمر في التكنولوجيا وأساليب التدريس الحديثة.

وقدمت باطوس أمثلة عملية على ذلك، مثل تعليم مفهوم العدد الأكبر والعدد الأصغر عبر ألعاب الفرز، حيث تُوضع مجموعات من العناصر أمام الطفل وتُطلب منه فرزها وفق الحجم أو العدد، ما يؤدي إلى فهم عملي للمفهوم بدلاً من مجرد حفظه نظرياً.

كما أكدت باطوس أن للأنشطة دوراً فاعلاً في تعزيز المهارات الاجتماعية لدى الأطفال، لا سيما الأنشطة التي تعتمد على روح الفريق والعمل الجماعي. ويتم التركيز على هذه الأنشطة بشكل خاص مع الأطفال الذين يعانون من فوارق اجتماعية أو ميول إلى الانعزال والخجل، إذ تُكلف كل مجموعة أو طفل بمهمة محددة داخل الفريق، مما يعزز شعورهم بالانتماء ويطور مهاراتهم في التواصل والتعاون.

ختاماً، تثبت تجربة إدراج الأنشطة التعليمية أن التعلم التفاعلي لا يسهم فقط في ترسيخ المعلومات لدى الأطفال، بل يعزّز أيضاً مهاراتهم الاجتماعية ويجعل المدرسة مكاناً محبباً لهم منذ السنوات الأولى لتعليمهم، معزّزة بذلك تأسيس علاقة إيجابية مع التعلم لا تُنسى بسهولة.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ