الأطفال في مرمى مخاطر الحرب.. الذخائر غير المنفجرة تهدد حياتهم في سوريا
تُعدّ مخلفات الحرب والذخائر غير المنفجرة من أبرز المخاطر التي تواجه المدنيين في سوريا وتهدد أمنهم وسلامتهم، خصوصاً في المناطق التي شهدت صراعات واشتباكات عسكرية خلال السنوات الماضية.
وخلال الفترات السابقة، شهدت مناطق متفرقة من البلاد انفجارات متكررة أودت بحياة العشرات، وألحقت بآخرين إصابات بالغة، وسلبت السوريين شعورهم بالأمان والاستقرار، حتى باتوا يعيشون في خوف دائم على أبنائهم وأفراد أسرهم.
120 انفجار خلال تسعة أشهر
في تصريح خاص لشبكة "شام" الإخبارية، كشف رائد الحسون، مسؤول عمليات مخلفات الحرب في الدفاع المدني السوري، أن فرق الدفاع المدني استجابت منذ بداية العام الحالي وحتى 30 أيلول/سبتمبر الماضي، لـ120 انفجاراً ناجماً عن مخلفات الحرب والألغام في مناطق متعددة بسوريا.
وأسفرت هذه الحوادث عن إصابة 307 أشخاص، من بينهم 4 متطوعين، وتسجيل 110 قتلى، بينهم 3 متطوعين، ما يعكس الخطر المستمر الذي تشكّله المخلفات على المدنيين وفرق الإنقاذ على حد سواء.
الأطفال.. الضحايا الأكثر عرضة لمخلفات الحرب
يُعدّ الأطفال أكثر الفئات تضرراً من مخلفات الحرب؛ إذ لا يدركون خطورتها، وغالباً ما ينجذبون إلى الأجسام الغريبة التي تعترض طريقهم، فيظنونها ألعاباً فيقتربون منها بدافع الفضول، دون أن يعلموا أنها قد تكون ذخائر غير منفجرة، قادرة على حصد أرواحهم في لحظة.
انفجارات مخلفات الحرب تتواصل.. ضحايا بين الأطفال والبالغين
في حادثة انفجار وقعت قبل أيام قليلة، أعلن الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) عن مقتل طفل وإصابة شقيقه وطفل آخر بجروح بليغة، نتيجة انفجار قنبلة عنقودية من مخلفات القصف السابق لقوات النظام البائد وحلفائه، أثناء لعبهم في أحد الحقول الزراعية بمنطقة أبو الضهور بريف إدلب الشرقي.
وفي واقعة أخرى، أشارت شبكات إخبارية محلية إلى مقتل طفل قرب بلدة الكرك الشرقي في ريف درعا، جراء انفجار مادة من مخلفات الحرب. كما توفي شاب وأصيب ثلاثة أطفال بسبب انفجار لغم داخل أحد الأحياء السكنية في مدينة معرة النعمان، الواقعة في ريف إدلب الجنوبي، بتاريخ 30 تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
تكثيف الجهود التوعوية لمكافحة مخلفات الحرب
تشدد المنظمات المعنية على ضرورة تكثيف الجهود في مواجهة الألغام والذخائر غير المنفجرة، من خلال إطلاق حملات توعوية واسعة تستهدف مختلف شرائح المجتمع، تهدف إلى تعريف المدنيين بمخاطر المخلفات وتزويدهم بالإرشادات اللازمة لحماية أنفسهم وأطفالهم.
وتؤكد على أهمية ربط برامج التوعية بجهود إزالة المخلفات، خاصة في المناطق التي تشهد تكرار الانفجارات، لضمان تقليل المخاطر وتعزيز السلامة العامة. ويشيرون أيضاً إلى أن تكثيف التعاون بين الجهات المعنية يسهم في حماية المدنيين بشكل أفضل.