ابتسامات تصنع الأمل: فرحة السوريين تتألق في الحملات الإنسانية
شهدت الأشهر الأخيرة انطلاق عدد من حملات جمع التبرعات في مناطق مختلفة من سوريا، بهدف توجيه الأموال التي يتم جمعها لتنفيذ مشاريع تهدف إلى تحسين أوضاع الحياة في المناطق المتضررة نتيجة الحرب والنزوح والقصف.
من بين هذه الحملات التي تم القيام بها حديثاً: "لعيونك يا جرجناز"، و "فجر القصير"، وسبقهما تنظيم حملات أخرى مثل "الوفاء لإدلب" و"ريفنا بيستاهل وغيرها، بهدف دعم المجتمعات المحلية وتحسين واقع الحياة فيها
وبرغم الوضع المعيشي والخدمي القاسي التي تعاني منه العديد من المناطق وأهلها، حققت هذه الحملات نجاحاً فاق التوقعات، نظراً للمشاركة الواسعة التي حظيت بها من قبل السوريين داخل البلاد وخارجها مما يعكس مدى حب السوريين لوطنهم، وقدرتهم على تجاوز آثار الحرب.
وما لفت الانتباه وأسر الأنظار لم يكن النجاح الباهر الذي حققته هذه الحملات وحده، ولا الأرقام القياسية التي سجلتها، بل أيضاً مشاهد الفرح التي غمرت السوريين، سواء من كانوا حاضرون داخل هذه الحملات أو الذين تابعوا الأخبار خلف شاشاتهم عبر منصات التواصل الاجتماعي، وتعكس تعليقاتهم محبتهم العميقة لوطنهم وانتمائهم له.
فمع كل تبرع، سواء كان صغيراً أو كبيراً، كانت الأجواء تمتلئ بالتكبيرات والبهجة، وتبدو الابتسامات واضحة على وجوه الحاضرين. كان بعضهم يقفز من الفرحة، ويعبر عن امتنانه لكل من ساهم، سواء كانوا أطفالاً، نساءً، مجاهدين، مغتربين، أشخاصاً أثرياء أو مواطنين عاديين. وفي كل مكان، ترفرف أعلام سورية الحرة، وتلمع العيون بحماسة ولهفة، لترسم مشهداً حياً يفيض بالفرح والانتماء.
الفرحة لم تقتصر على الحاضرين مباشرة في هذه الفعاليات، بل شملت أيضاً من تابعوا أخبارها خلف الشاشات عبر منصات التواصل الاجتماعي، والذين حرصوا على مشاركة أخبارها وفيديوهاتها وصورها على صفحاتهم، مع توثيق ذلك بتعليقات تعكس مدى محبتهم وانتمائهم لوطنهم.
تحمل هذه الفرحة العديد من الدلالات المميزة والإنسانية. فهي تعكس الأمل الذي يعيشه السوريون بأن بلادهم ستتحسن، وأنها ستتجاوز ما تعرضت له من دمار نتيجة سياسات نظام بشار الأسد، وأنها ستُعاد إلى حياتها الطبيعية وجمالها وازدهارها.
كما تمثل مشاهد الفرحة شكلاً من أشكال التواصل الإنساني الذي يتجاوز حدود المكان والزمان، ويجسد حب السوريين وتعلقهم بوطنهم، رابطاً بينهم جميعاً على اختلاف مواقعهم وأماكنهم.
بالإضافة إلى ذلك، تعكس الفرحة الصمود الذي أظهره السوريون، وتجاوزهم لمراحل القسوة التي عاشوها من قتل وتشريد ودمار وقصف ونزوح وفقدان الأحبة والممتلكات والموارد، وإصرارهم على الاستمرار وإعادة بناء بلادهم رغم كل ما مروا به.