
إلهام أحمد: لا حل في الشرق الأوسط دون "إسرائيل".. وترفض رفع العقوبات عن سوريا
شددت إلهام أحمد، الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في “الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا” (AANES)، في مقابلة مع صحيفة إسرائيلية، على أن أمن الشرق الأوسط يتطلب إشراك إسرائيل في الحلول الإقليمية، مؤكدة أن “أمن الحدود السورية يتطلب انخراط جميع الأطراف، بما فيها إسرائيل”، ومشيرة إلى أن “دور إسرائيل سيكون بالغ الأهمية في استقرار سوريا”.
وتسيطر الإدارة الذاتية الكردية على نحو 30% من الأراضي السورية، بما يشمل معظم موارد النفط والغاز والأراضي الزراعية والمياه في البلاد. وخلال فترة حكم نظام الأسد، شكلت هذه المنطقة حاجزًا جزئيًا أمام النفوذ الإيراني الممتد نحو لبنان والبحر المتوسط وإسرائيل. ويعتبر “قسد”، الجناح العسكري للإدارة الذاتية، الحليف الأبرز للولايات المتحدة والتحالف الدولي في محاربة تنظيم داعش.
رفض رفع العقوبات وتحذير من “تحرير الشام”
أحمد أعربت عن رفضها القاطع لأي تحركات تهدف إلى إزالة “هيئة تحرير الشام” من قوائم الإرهاب الدولية، محذرة من أن رفع العقوبات عن سوريا دون ضمانات سيعزز سيطرة الهيئة على البلاد ويقصي المكونات الأخرى. وقالت: “إزالة تحرير الشام من قوائم الإرهاب ورفع العقوبات عن سوريا سيؤدي إلى استحواذها على الحكم وإقصاء الآخرين دون تغيير أيديولوجيتها”. كما أشارت إلى أن الفصيل يسعى لإظهار نفسه بمظهر جديد منفصل عن القاعدة، لكنها أكدت أن الوقت ما زال مبكرًا للحكم على مدى صدقية هذا التحول.
وأضافت أن قسد مستعدة للانضمام إلى الجيش السوري الجديد، لكن بشروط محددة، مشيرة إلى أن “قوات سوريا الديمقراطية لا تمانع أن تكون جزءًا من وزارة الدفاع أو الجيش الرسمي السوري، ولكن يجب أن يكون لها وضع خاص ودور في قيادة الجيش”.
العلاقة مع إسرائيل ودور الولايات المتحدة
أحمد، التي تنحدر من مدينة عفرين شمال غرب سوريا، تُعد من أبرز الشخصيات الكردية في المشهد السياسي السوري، وقد ظهرت كمتحدثة بارزة للإدارة الذاتية خلال السنوات الماضية. وخلال المقابلة، أكدت أن “الأزمة في الشرق الأوسط لن تجد حلًا ديمقراطيًا دون دور إسرائيل والشعب اليهودي”، مشيرة إلى أن “إسرائيل هي أحد الأطراف التي يجب أن تشارك في صياغة الحل”.
كما كشفت أنها أجرت محادثة هاتفية مع وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، في مؤشر واضح على توجه الإدارة الذاتية للتواصل مع إسرائيل.
أما عن مستقبل الوجود الأمريكي في سوريا، فأعربت عن تفاؤلها باستمرار دعم واشنطن للإدارة الذاتية، مشيرة إلى أن “تصاعد هجمات تنظيم داعش في الولايات المتحدة وسوريا، إلى جانب الهجمات التركية، يدفع إدارة ترامب إلى اتخاذ موقف واضح بهذا الشأن”.
مخاوف من الصدام مع الحكومة الجديدة في دمشق
أوضحت أحمد أن هناك خلافًا جوهريًا بين رؤية الإدارة الذاتية والنهج الذي تتبعه الحكومة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع، مؤكدة أن الإدارة الذاتية ترفض أي نموذج حكم مركزي، وهو ما تسعى “تحرير الشام” إلى فرضه. وقالت: “إذا حاولت تحرير الشام فرض نموذج الحكم الموحد، فذلك سيفتح الباب لحرب أهلية جديدة، لأن سوريا باتت مقسمة إداريًا وعسكريًا بين عدة قوى”.
ورغم هذه الخلافات، شددت أحمد على ضرورة ضمان محاسبة الشخصيات المتورطة في جرائم النظام السابق، قائلة: “لقد كنت معتقلة في سجون الأسد في لبنان، وأعرف جيدًا وحشية هذا النظام. كان إسقاطه ضرورة، لكن الأهم الآن هو ضمان عدم إفلات المسؤولين عن الجرائم من العقاب”.
واختتمت أحمد حديثها بالتأكيد على أن قوات “قسد” لن تتخلى بسهولة عن ما بنته خلال السنوات الماضية، قائلة: “لقد قضينا 14 عامًا في بناء ما نملكه اليوم، وقدمنا تضحيات هائلة، ولن نتنازل عنه بسهولة”.