إضاءة مبنى البنك المركزي بألوان العلم.. بالتزامن مع حفل رسمي لإطلاق العملة
دعا مصرف سورية المركزي، عددًا من الشخصيات الرسمية والاقتصادية لحضور الحفل الرسمي الخاص بإطلاق العملة السورية الجديدة، والذي يُقام مساء يوم الاثنين في مدينة المعارض على طريق مطار دمشق.
ويأتي هذا الحدث ضمن إطار الاستعدادات الوطنية لبدء تداول الليرة السورية الجديدة التي رافقها برنامج إعلامي وتنظيمي واسع وأشار حاكم مصرف سورية المركزي "عبدالقادر حصرية"، إلى أن واجهة المصرف المركزي في دمشق ستضاء مساء اليوم بألوان العلم الوطني السوري.
في حين تتحول لاحقًا إلى عرض بصري يعرض فئات العملة الجديدة في مشهد يجمع بين الرمزية الوطنية وتعزيز الثقة بالمستقبل الاقتصادي للبلاد وأوضح أن هذه الخطوة تأتي كجزء من احتفالات سورية بإطلاق العملة الجديدة.
وأكد أنها تحمل رسالة استمرارية وثبات، وتربط بين تاريخ الوطن وخطواته القادمة نحو الاستقرار والتحديث واعتبر أن هذه اللحظة تجسد روح الانتماء الوطني وتشكل مشهدًا بصريًا يبعث الأمل لدى المواطنين.
وفي مقابلة تلفزيونية، تحدث الحصرية عن التعاون القائم بين القطاع المصرفي السوري ونظيره الأردني، مبينًا أن لقاءات مصرفية أردنية سورية عُقدت بهدف تطوير هذا التعاون وتعزيزه وأضاف أن الأردن قدم خدمات مرتبطة بالقطاع المصرفي لسورية، كما زار وفد سوري المملكة للاطلاع على التجربة الأردنية في مجال أنظمة المدفوعات والرقابة المصرفية.
ولفت إلى أن ثلاثة مصارف مرخصة في سورية خلال الأعوام 2005 إلى 2010 تضم شراكات أردنية، لكنها تعرضت لتأثيرات الحرب في سورية، وقد تكون حاليًا في مرحلة إعادة التطوير وإعادة ترتيب أوضاعها كما أشار إلى وجود اهتمام من بعض المصارف الأردنية بالعمل في السوق السورية، مبينًا أن جهات مصرفية أردنية زارت سورية خلال الفترة الماضية.
وتأتي هذه التطورات في سياق مخرجات القمة المصرفية الأردنية السورية التي عقدتها جمعية البنوك في الأردن في ديسمبر 2025 برعاية محافظ البنك المركزي الأردني عادل شركس وحاكم مصرف سورية المركزي عبد القادر حصرية حيث جرى التأكيد في ختام القمة على أن المرحلة المقبلة ستشهد خطوات عملية لتعزيز التعاون المصرفي بين البلدين، من خلال تشكيل لجان مشتركة وإطلاق برامج تمويل وتبادل خبرات وتطوير الأنظمة التقنية وتهيئة بيئة مالية آمنة وشفافة، بما يسهم في دعم جهود إعادة الإعمار في سورية وتعزيز التكامل الاقتصادي الثنائي.
وفي سياق متصل، أعلن المصرف التجاري السوري عن التوقف المؤقت في تقديم خدماته المصرفية اعتبارًا من يوم الثلاثاء، وذلك استعدادًا لتنفيذ إجراءات استبدال العملة وتحضير الأنظمة البرمجية اللازمة لإطلاق الإصدار النقدي الجديد، استنادًا إلى تعميم مصرف سورية المركزي بهذا الخصوص.
ووفقًا لبيان المصرف المركزي تبدأ عملية الاستبدال بتاريخ 1 كانون الثاني 2026، حيث سيتم في المرحلة الأولى استبدال الفئات الكبيرة من العملة القديمة وهي فئات الألف ليرة والألفي ليرة والخمسة آلاف ليرة.
وتم تحديد مدة الاستبدال بتسعين يومًا قابلة للتمديد، على أن يصدر قرار التمديد قبل ثلاثين يومًا من انتهاء المدة الأصلية وقد اعتمد المصرف تسعًا وخمسين مؤسسة مالية تضم أكثر من ألف وخمسمئة فرع داخل أراضي الجمهورية العربية السورية كمراكز رسمية وحصرية لتنفيذ عمليات الاستبدال.
كما نصت التعليمات على أن تحرّر جميع العقود والوثائق المالية بعد بدء عملية الاستبدال بالليرة السورية الجديدة حصريًا، مع ضرورة ذكر نوع العملة بشكل واضح داخل الوثائق.
وسيصدر مصرف سورية المركزي نشرات رسمية لأسعار الصرف بالعملة القديمة والجديدة لضمان وضوح التعاملات ومنع أي لبس أو مضاربة وخلال فترة الاستبدال تُلزم جميع المنشآت الاقتصادية بعرض الأسعار بالعملتين القديمة والجديدة حمايةً للمستهلك وتعزيزًا لمبدأ الشفافية.
واعتبارًا من بداية عام 2026 ستكون جميع الأرصدة المصرفية والإلكترونية مقيدة بالعملة السورية الجديدة وقد أكد المصرف أن عملية الاستبدال مجانية بالكامل، ويمنع فرض أي رسوم أو عمولات أو ضرائب تحت أي مسمى على المواطنين مقابل هذه الخدمة.
هذا وتبقى العملة القديمة والجديدة متداولتين خلال فترة الاستبدال، حيث تتمتعان بالقوة الإبرائية القانونية ذاتها، ويجري تطبيق معيار الاستبدال على الأسعار والرواتب والأجور والعقود والالتزامات المالية في القطاعين العام والخاص. وسيتم متابعة تنفيذ هذه الإجراءات من قبل مصرف سورية المركزي بالتعاون مع الوزارات والهيئات المختصة لضمان حسن التطبيق والالتزام الكامل بالتعليمات.