إسرائيل ستطالب دمشق بإدانة مقاطع تظهر جنوداً سوريين يهتفون لغزة
قالت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الثلاثاء، أنّ تل أبيب ستطلب من حكومة الرئيس أحمد الشرع إصدار إدانة رسمية لمقاطع فيديو زعمت أنها تُظهر جنوداً سوريين يهتفون ضد إسرائيل خلال العروض العسكرية التي نُظّمت أمس الإثنين في عدد من المدن السورية بمناسبة ذكرى التحرير وسقوط نظام الأسد.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إنّ الأجهزة الأمنية رصدت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية تسجيلات لجنود سوريين يطلقون، وفق وصفها، “رسائل عدائية” تجاه إسرائيل أثناء مشاركتهم في الاستعراضات العسكرية. وأضافت أنّ هذه المقاطع تتعارض مع أجواء التفاؤل التي يُعبّر عنها البيت الأبيض بشأن إمكانية التوصل إلى تفاهمات أمنية بين دمشق وتل أبيب.
وذكر مراسل الشؤون العسكرية في الإذاعة، دورون كدوش، أنّ المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تنظر إلى هذه الهتافات باعتبارها “إشارة مقلقة” في توقيت حساس، وأنّ إسرائيل تدرس اتخاذ خطوات دبلوماسية، بينها مطالبة دمشق بتوضيح رسمي أو إصدار إدانة علنية.
وجاء هذا الموقف الإسرائيلي بعد تداول واسع لمقاطع صُوّرت خلال العروض العسكرية التي شهدتها معظم المحافظات السورية يوم أمس في عيد التحرير، وقدّمت خلالها وحدات الجيش السوري الجديد تنظيماً لافتاً شاركت فيه آليات مدرعة وعربات عسكرية ودراجات نارية، إلى جانب تحليق طائرات مروحية في سماء المدن، في مشهد اعتبرته وسائل إعلام محلية انعكاساً لـ“قوة الجيش السوري بعد إعادة هيكلته”.
وخلال بعض هذه العروض، هتف جنود سوريون لغزة وفلسطين، دون أي إشارات أخرى، وهو ما اعتبرته تل أبيب تهديدا وجوديا لها على ما يبدو. وتزامن ذلك مع مظاهرات شعبية في عدد من المدن والبلدات السورية رفعت فيها الأعلام الفلسطينية إلى جانب الأعلام السورية، في إطار تضامن واسع مع المدنيين في قطاع غزة.
ويرى مراقبون أنّ هذه الهتافات تعكس تضامناً شعبياً سورياً مع الفلسطينيين، إضافة إلى رفض أي تدخل إسرائيلي في الشأن السوري أو توسيع تل أبيب لنفوذها في الجنوب.
كما تساءل ناشطون عن أسباب الغضب الإسرائيلي من هتافات شعبية، في حين نفّذت إسرائيل خلال هذا العام الذي شهد سقوط الأسد مئات الضربات الجوية داخل الأراضي السورية، ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من جنود الجيش السوري، فضلاً عن توغلات متعدد واعتقالات لسوريين، كان آخرها حادثة في محيط بلدة بيت جن التي أسفرت عن مقتل 13 مدنياً.
وتأتي هذه التطورات بينما تواصل واشنطن جهودها للدفع نحو مسار تفاوضي أمني بين سوريا وإسرائيل ضمن رؤية أوسع لتعزيز الاستقرار الإقليمي. ويرجّح محللون أن تؤدي الحادثة إلى تعقيد المحادثات أو على الأقل إلى تبادل رسائل توضيحية تهدف إلى ضبط التوتر ومنع تصاعده.