أمنية تحققت بعد 14 عاماً: "علي" يشهد سقوط الأسد بعينه الوحيدة
أمنية تحققت بعد 14 عاماً: "علي" يشهد سقوط الأسد بعينه الوحيدة
● أخبار سورية ١٠ ديسمبر ٢٠٢٥

أمنية تحققت بعد 14 عاماً: "علي" يشهد سقوط الأسد بعينه الوحيدة

قدّم السوريون خلال أربعة عشر عاماً تضحيات جسيمة دفاعاً عن ثورتهم المطالِبة بالحرية والعدالة والكرامة. وخلال هذه السنوات عاشوا ظروفاً قاسية تجسدت في الفقد والنزوح والتشرد والقصف والرعب والخوف والإعاقات، لتنشأ عن ذلك آلاف القصص المأساوية التي شكّلت جانباً مؤلماً من مسار الثورة.

وفي هذا السياق تبرز قصة الشاب علي جرجنازي، المنحدر من ريف حماة، والذي أصيب عام 2012 بانفجار لغم حين كان في الحادية عشرة من عمره، ما أدى إلى فقدان كلتا يديه وإحدى عينيه. وفي ذلك الوقت انتشر له مقطع مصوّر ظهر فيه يقول إن يديه "سبقتاه إلى الجنة"، وإن الله منحه عينين "فأخذ واحدة وترك له الأخرى كي يرى انتصار الثورة".

بعد مرور 14 عاماً، أطل علي على الشاشة مرة أخرى شاباً من خلال منصة جعفر توك، بعد أن تحققت أمنيته ورأى بعينه التي بقيت سقوط نظام الأسد الذي تسبب بإعاقته ومعاناته، واسترجع ذكريات الحادثة القديمة، فقال إن أهله في تلك الأثناء  كانوا يخافون عليه ويمنعونه من الخروج من المنزل، ثم بدافع الفضول خرج، وصار يلعب مع أصدقائه.

وتابع علي رواية قصته قائلاً إنه شاهد جسماً على الأرض، وما إن حمله بكلتا يديه حتى انفجر. وحينها هرع والده إليه وحمله وهو يركض ويبكي ويصرخ. وأضاف أنه واجه خلال السنوات اللاحقة تحديات قاسية، إذ تهجّر وتعرّض للقصف وسُرقت أمواله، واضطر إلى خوض رحلة هجرة صعبة في طريقه إلى ألمانيا؛ فكان قاب قوسين من الغرق في البحر، وكاد أن يموت جوعاً في طريق مقدونيا. ورغم هذه المحن، أكد أن أصعب لحظة في حياته كانت رؤية والده يبكي عليه.

اجتمعت في قصة علي آثار القصف والخوف منه، والإعاقة الناجمة عن مخلفات الحرب، إضافة إلى الهجرة وما رافقها من مشاقّ قاسية. وهي معاناة عاشها آلاف السوريين خلال سنوات الثورة، لكن هذه التضحيات لم تذهب سدى، ولا سيما بعد سقوط المجرم بشار الأسد، وهو الحدث الذي تحقق معه حلم علي وأمنية شريحة الشعب السوري.

وتؤكد قصة علي، كغيرها من القصص التي حفرت مسار الثورة، أن ثمن الحرية كان باهظاً، وأن طريق النصر كان طويلاً احتاج إلى الصبر على الألم والتضحيات والنضال والشهداء، حتى اكتمل وأسقط الطاغية ونظامه.

الكاتب: فريق العمل - سيرين المصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ