صورة
صورة
● أخبار سورية ٣٠ ديسمبر ٢٠٢٤

ألم النزوح وصمت المنظمات.. معاناة بلا نهاية لملايين النازحين في المخيمات شمال سوريا

قال فريق "منسقو استجابة سوريا"، في بيان، إن ملايين الأشخاص يعيشون في ظروف قاسية، محرومين من أبسط مقومات الحياة، كالماء النظيف، والخدمات الصحية، والتعليم، في الوقت الذي تذهب فيه موارد بعض المنظمات إلى أنشطة شكلية تفتقر إلى التأثير الحقيقي على الأرض.

وتحدث الفريق عن تدهور الوضع الإنساني في سوريا، خاصة في المخيمات، والذي يعكس مأساة مستمرة يتجاهلها الكثيرون من الجهات التي من المفترض أن تكون في طليعة الداعمين للنازحين.

وقال الفريق: "يزداد الألم في المخيمات، مع مرور كل يوم، عائلات بأكملها تسكن خيامًا لا تقيهم برد الشتاء ولا حر الصيف. كبار السن، الذين يحملون في ذاكرتهم قصص القرى المدمرة، لا يزالون يتوقون لرؤية منازلهم التي هُجروا منها منذ سنوات، لكنهم لا يملكون تكلفة النقل أو وسيلة للوصول، أما الأطفال يكبرون في بيئة تفتقر إلى الأمان والأمل، وأحلامهم محاصرة بأسوار المخيمات".

وأكد أنه "لا يمكن وصف حجم الألم الذي يعيشه النازحون يومياً ، خاصة عندما يقفون عاجزين عن زيارة منازلهم التي أصبحت مدمرة بالكامل هذه الرغبة البسيطة، التي تُعتبر حقاً أساسياً، أصبحت حلماً بعيد المنال لكثيرين. كم من عائلة تحررت قريتها، لكن أفرادها لا يزالون يعانون من مشقة الوصول؟ كم من مسنٍّ يقضي يومه متأملاً في ذكريات منزله، دون أن تتاح له الفرصة لإلقاء نظرة أخيرة على ما تبقى منه؟".


وأضاف الفريق: "كيف يمكن تفسير أولويات بعض المنظمات التي تنشغل بمهرجانات احتفالية، أو توزيع مواد رمزية لا تمس جوهر المعاناة؟ أليس من الأجدر توجيه الجهود نحو تسيير رحلات تنقل النازحين إلى قراهم، حتى وإن كانت مدمرة؟ أليس من الإنسانية أن يرى كبار السن منازلهم ولو لمرة واحدة قبل أن يغادروا الحياة؟".

وأكد الفريق أنه "لا يمكن أن يستمر هذا التجاهل. نحن بحاجة إلى تغيير حقيقي في طريقة تفكير وتخطيط المنظمات، لتصبح الأولوية هي تلبية احتياجات النازحين الملحة. هؤلاء الناس لا يحتاجون إلى ورود أو مهرجانات، بل إلى خطوات تعيد لهم شيئاً من كرامتهم المفقودة، وتعيد لهم الإحساس بأن هناك من يشعر بمعاناتهم".

وأشار الفريق أنه في ضوء ما تعيشه البلاد من معاناة انسانية مستمرة، بات من الضروري أن تعيد المنظمات الإنسانية النظر في أولوياتها وتوجهاتها، مشدداً على ضرورة أن يكون هناك تحوّل حقيقي في طريقة عمل هذه المنظمات، من التركيز على الأنشطة الرمزية إلى التوجه الفعلي نحو تلبية الضروريات الإنسانية الأساسية التي تلامس احتياجات النازحين.


وبين أنه "لا يمكن أن تستمر الجهود في صرف الموارد على مشاريع لا تؤثر بشكل حقيقي على حياة الناس. المطلوب اليوم هو إعادة توجيه الجهود نحو توفير احتياجات أساسية كالمأوى، الصحة، والتعليم، وتسهيل عودة الناس إلى بيوتهم إذا أمكن. على المنظمات أن تتخذ خطوات عملية تسهم في تحسين الظروف المعيشية لأولئك الذين فقدوا كل شيء، دون أن تقتصر مساهماتها على الفعاليات الإعلامية والشكلية".

ورغم سقوط نظام الأسد، وتحرير غالبية الأراضي السورية التي خضعت للسلطة الجديدة، إلا أن ملايين السوريين المهجرين إلى مخيمات النزوح شمال سوريا، لايستطيعون العودة لقراهم وبلداتهم بسبب التدمير الشامل الذي تعرضت له جراء قصف النظام وحلفائه، إذ كشفت المشاهد الأخيرة عن تدمير أحياء بأكملها وزوالها من الخريطة، في وقت جل المناطق الأخرى في ريف دمش وحمص وحماة وإدلب ودير الزور وحلب غير قابلة للسكن، ولاتتوفر فيها أدى مقومات الحياة.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ