
أكسيوس: إسرائيل تعرض على سوريا اتفاقاً أمنياً جديداً يشمل جنوب غرب دمشق حتى الحدود
كشف موقع “أكسيوس” الأمريكي، نقلاً عن مصدرين مطلعين، أن إسرائيل قدّمت إلى سوريا مقترحاً مفصلاً لاتفاق أمني جديد يمتد نطاقه من جنوب غرب دمشق حتى الحدود مع إسرائيل، في محاولة لإعادة صياغة الترتيبات الأمنية القائمة منذ عقود على الجبهة السورية.
ووفق الموقع، لم ترد دمشق بعد على المقترح الإسرائيلي الذي سُلّم قبل عدة أسابيع، وتعمل على إعداد مقترح مضاد خلال الفترة الأخيرة، ومن المقرر أن يلتقي وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر ووزير الخارجية السوري أسعد الشيباني يوم الأربعاء في لندن، بحضور المبعوث الأمريكي إلى سوريا توم باراك، الذي يتوسط بين الطرفين، في ثالث اجتماع ثلاثي من نوعه لبحث هذه الخطة.
اتفاق جديد بديل عن “فك الارتباط” 1974
أوضحت المصادر أن الاتفاق الأمني الجاري التفاوض عليه يهدف إلى استبدال اتفاق “فك الارتباط” المبرم عام 1974 بين البلدين، والذي أصبح فاقد الصلة بعد انهيار نظام الأسد واحتلال إسرائيل للمنطقة العازلة على الجانب السوري من الحدود.
ويستند المقترح الإسرائيلي، بحسب “أكسيوس”، إلى النموذج الذي استخدمته إسرائيل في اتفاقية السلام مع مصر عام 1979، حيث جرى تقسيم سيناء إلى ثلاث مناطق أمنية مختلفة مع مستويات متفاوتة من التجريد من السلاح.
مقترح إسرائيلي صارم
وبحسب التقرير، يطلب المقترح من سوريا الموافقة على منطقة واسعة منزوعة السلاح ومنطقة حظر طيران على أراضيها من دون أي تغيير على الجانب الإسرائيلي من الحدود، وتشمل الخطة تقسيم المنطقة الواقعة جنوب غرب دمشق إلى ثلاث مناطق أمنية، يُسمح للسوريين فيها بالاحتفاظ بمستويات مختلفة من القوات والأسلحة حسب قربها من الحدود.
كما يقترح تمديد المنطقة العازلة بمقدار كيلومترين إضافيين على الجانب السوري، مع حظر وجود قوات عسكرية وأسلحة ثقيلة في الشريط الأقرب إلى إسرائيل، مقابل السماح بوجود قوات شرطة وقوى أمن داخلي.
ونقل “أكسيوس” عن مصدر مطلع أن المقترح يتضمن تصنيف كامل المنطقة الممتدة من جنوب غرب دمشق حتى الحدود الإسرائيلية كمنطقة حظر طيران للطائرات السورية، فيما اقترحت إسرائيل انسحاباً تدريجياً من جميع الأراضي التي احتلتها في سوريا خلال الأشهر الأخيرة باستثناء موقع متقدم على قمة جبل حرمون الاستراتيجي، الذي تصر على الاحتفاظ به في أي اتفاق مستقبلي.
البعد الإيراني والاعتبارات الإسرائيلية
وأشار التقرير إلى أن المبدأ المركزي في المقترح الإسرائيلي هو الحفاظ على “ممر جوي” إلى إيران عبر سوريا بما يسمح لإسرائيل بالاحتفاظ بقدرة على شن ضربات محتملة في المستقبل. وأضاف مسؤول إسرائيلي أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مهتم بعقد لقاء مع الرئيس السوري أحمد الشرع على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة نهاية سبتمبر، لكن فرص حدوث ذلك ما زالت ضعيفة.
سياق سياسي متشابك
ويأتي هذا المقترح في وقت تشهد فيه الحدود السورية – الإسرائيلية تحركات عسكرية إسرائيلية مكثفة في منطقة مجدل شمس بالجولان المحتل، بالتوازي مع تقارير “رويترز” عن ضغوط أمريكية لدفع الطرفين نحو ترتيبات أمنية جديدة، وسط مساعٍ لتثبيت وقف إطلاق النار في الجنوب السوري وتحييد المخاطر الأمنية في منطقة شديدة الحساسية.
وفي السياق، كان نقل موقع "الجزيرة نت" عن مصدر في الحكومة السورية قوله إنه لا يمكن الحديث عن أي اتفاق أمني مع إسرائيل دون انسحابها من الأراضي التي توغلت فيها بعد سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024.
وأشار المصدر إلى أن أي اتفاق أمني يجب أن يكون مرتكزا على اتفاقية فض الاشتباك لعام 1974، مؤكدا أن أي تفاهمات جديدة يجب أن تضمن سيادة سوريا وسلامة أراضيها، وأن تعالج التهديدات الإسرائيلية المتكررة عليها.