أحلام الرشيد: الشتاء في سوريا امتحان للرحمة… وعلينا أن ننجح فيه معًا
وصفت أحلام الرشيد، مديرة مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل، المشهد الإنساني في مخيمات النازحين بريف إدلب خلال فصل الشتاء الحالي بأنه من أقسى ما مرّ على العائلات المتضررة، مشيرة إلى أن البرد لا يفرّق بين خيمة مهترئة أو بيت بلا نوافذ، وأن الأطفال هم الحلقة الأضعف في هذه الظروف الصعبة.
وقالت الرشيد في تصريح نشرته على صفحتها الرسمية على "فيسبوك": "بين خيامٍ تئنّ تحت المطر والبرد، وبيوتٍ مدمّرة عاد إليها أصحابها بلا أبواب ولا نوافذ، تمتد معاناة لا تُروى، ولا يمكن التخفيف منها إلا بتكاتفٍ حقيقي وشعور صادق بالمسؤولية."
وتحدثت عن زيارتها لبعض عائلات الشهداء في جبل الزاوية، حيث شاهدت، كما وصفت، "صبرًا كبيرًا واحتياجًا أكبر، وكرامة تحاول أن تبقى واقفة رغم كل شيء". وأضافت: "الشتاء قاسٍ، ولا أحد يشعر به كما يشعر به الأطفال، الذين ينامون في خيام باردة أو غرف مفتوحة على الريح، بينما تحاول الأمهات أن يصنعن الدفء من لا شيء."
ودعت الرشيد إلى عدم الاكتفاء بالتعاطف، بل تحويله إلى فعل ملموس، وقالت: "الوضع الإنساني اليوم يحتاج إلى أكثر من النوايا الحسنة، يحتاج إلى الرحمة كفعل، والتكافل كقوة، والنجاة لا تكون إلا معًا."
وختمت برسالة وجدانية: "يا رب، كما أتممت علينا بالنصر، أتمم علينا بالفرج… لا تترك أهلنا في الخيام، ولا أطفالنا في مواجهة هذا البرد وحدهم. اجعل لنا فرجًا يصل إلى آخر خيمة وآخر قلب متعب."
ويعيش أهالي المخيمات في شمال غرب سوريا ظروفاً قاسية، حيث يواجهون صعوبة كبيرة في تأمين وسائل التدفئة الكافية لتدفئة أسرهم وحماية أطفالهم من تداعيات البرد القارس، ويُوجهون نداءات استغاثة إلى المنظمات المحلية والإنسانية لتخفيف وطأة معاناتهم.
هذا هو الشتاء الثاني الذي يمرّ على النازحين في مخيمات شمال غربي سوريا بعد سقوط النظام البائد، إذ اضطرّت آلاف الأسر إلى البقاء في تلك المناطق رغم قسوة الظروف، لعدم قدرتهم على العودة إلى قراهم ومنازلهم المدمّرة. ويعيش هؤلاء داخل خيام مهترئة لا تقيهم برد الشتاء ولا توفر الحدّ الأدنى من الأمان، ما يجعل حياتهم أكثر هشاشة مع كل انخفاض جديد في درجات الحرارة.