وصفتها بـ”الشهيدة” .. فرنسا تطلب اجتماع فوري لمجلس الأمس لبحث “كارثة” حلب
طلب وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت، بعقد اجتماع فوري لمجلس الأمن الدولي، لبحث ما اعتبره “كارثة انسانية” في حلب التي وصفها بـ”الشهيدة، و ذلك بعد احتلا قوات الزسد و المليشيات المساندة له اضافة للعدو الروسي لعدد من الاحياء المحاصرة ، الأمر الذي تسبب بحكركة نزوح كبيرة باتجاه بقية الأحياء المحررة و التي باتت ضمن نطاق ضيق.
وقال أيروت ، في بيان صادر عنه، أن الاحتماع من أجل “النظر في الوضع في هذه المدينة الشهيدة وبحث سبل تقديم الاغاثة لسكانها”، مضيفاً أنه “ثمة حاجة ملحة اكثر من اي وقت لتطبيق وقف للاعمال الحربية والسماح بوصول المساعدة الانسانية بدون قيود”.
وكان وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، قد دعا إلى "وقف فوري لإطلاق النار" في حلب مطالبا روسيا وإيران باستخدام نفوذهما على الأسد لتجنب "كارثة إنسانية". وقال جونسون في بيان إن "الهجوم ينذر بكارثة إنسانية". وأضاف "أدعو هؤلاء الذين لديهم نفوذ على النظام وخصوصا روسيا وإيران إلى استخدامه لوقف الهجوم المدمر على شرق حلب".
وتابع الوزير البريطاني "نحن بحاجة لوقف إطلاق نار فوري في حلب ووصول فوري لأطراف إنسانية محايدة لضمان حماية المدنيين الذين يفرون من القتال. هذه ضرورات إنسانية".
فيما طالبت وزارة الخارجية الألمانية بهدنة إنسانية في حلب. وقالت، في بيان صادر عنها، إن المعارك الأخيرة في مناطق شرق حلب واستيلاء قوات الأسد و حلفائه ، على بعض الأحياء المحاصرة باستخدام سياسة تدميرية غير مسبوقة، "تجعل سكان حلب يقفون أمام العدم المطلق".
وقالت الخارجية الألمانية في بيانها إن "آلاف السكان في هذه المناطق يحاولون بعد هذه المعارك النجاة بأنفسهم من خلال الفرار إلى الأحياء المجاورة وإن المئات فقدوا حياتهم في الأيام الماضية أو أصيبوا بجروح بالغة دون أن تتوفر لهم أدنى فرصة للحصول على المساعدة الطبية الضرورية لبقائهم".
وشددت الخارجية الألمانية على ضرورة التوصل لهدنة إنسانية فورية من أجل سكان حلب وضرورة وقف العمليات القتالية في المدينة لإيصال المساعدات للسكان الذين يعانون تحت وطأة هذه الظروف وإجلاء الجرحى، كما شددت على ضرورة "وضع حد لهذه المأساة"، وقالت: "إن النظام وداعميه وعلى رأسهم روسيا وإيران هم الذي يتحملون الجزء الأكبر من المسؤولية" عن هذه المأساة.
وأوضحت الخارجية الألمانية أن توفير ممر إنساني للمتضررين من المعارك في شرق حلب هو "الحد الأدنى" و"أحد المقتضيات البشرية والمعايير الإنسانية التي تربط المجتمع الدولي". وحذرت من "التهرب من هذه المسؤولية خصوصا في هذه الساعات الحرجة".
وحمّلت الولايات المتحدة الأمريكية ، روسيا "المسؤولية القصوى" فيما يرتكبه نظام الأسد ضد المواطنين السوريين في مختلف انحاء البلاد، و لاسيما في مدينة حلب التي ضيّقت قوات الأسد و حلفاءه الخناق على ما يقارب ٣٠٠ ألف مدني ، بعد احتلالها تسعة أحياء خلال اسبوعين من حملة جنونية.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي أن "تمتلك روسيا تأثيراً كبيراً على الأسد، وعندما ارادوا، في الماضي، أن يظهروا بأنهم راغبين في استخدام هذا التأثير من اجل تحقيق نتيجة ايجابية، فقد فعلوا ذلك"، في إشارة إلى الدور الروسي في تسليم الأسد لترسانته الكيماوية قبل عامين.
وتابع كيربي: "روسيا تتحمل المسؤولية القصوى بشان ما يفعله النظام السوري وما يتم السماح له بفعله، فيما يتعلق بالخسائر في البنى التحتية المدنية بما في ذلك المستشفيات داخل وحوالي حلب”.
ولفت كيربي أن احصاءات الأمم المتحدة تشير إلى وجود طبيبين للأطفال فقط في مدينة حلب التي تحتوي على قرابة 120 الف طفل.
وفاق عدد الشهداء جراء الحملة الجنونية التي شنتها قوات الأسد و عشرات المليشيات المساندة لها ، الـ ٦٣٠ شهيداً في احصائية أولية نتيجة عم توثيق غالبية شهداء الأمس نتيجة عمليات النزوح الكبيرة التي شهدتها مناطق الاشتباك.