هيومن رايتش ووتش توثق عشرات الهجمات بالعنقودي من قبل العدو الروسي و طائرات الأسد خلال الشهرين الماضيين
أكدت "هيومن رايتس ووتش" إن العدوان الروسي على سوريا قد شهد حضوراً كبيراً للذخائر العنقودية المحرمة الدولية ، موثقة 47 هجمة بالذخائر العنقودية، أسفرت عن استشهاد وجرح عشرات المدنيين في ثلاث محافظات منذ 27 مايو/أيار 2016، مؤكدة أن العدد الفعلي لهجمات الذخائر العنقودية على الأرجح أكبر من ذلك.
قال أوليه سولفانغ، نائب مدير قسم الطوارئ في هيومن رايتس ووتش: "منذ جدّدت روسيا وسوريا عملياتهما الجوية المشتركة، شهدنا استخداما مكثفا للذخائر العنقودية. على الحكومة الروسية التأكد فورا من عدم استخدام قواتها أو القوات السورية لهذا السلاح العشوائي بطبيعته".
و قالت المنظمة ، في تقرير صادر عنها اليو،م ، أنه رغم إنكار روسيا استخدامها القنابل العنقودية في سوريا، إلا أن أدلة متزايدة على أنها خزنت ذخائر عنقودية، واستخدمتها أو شاركت مباشرة في هجمات بهذا السلاح.
و أوضح التقرير أن قوات الأسد استخدمت منذ منتصف عام 2012 ذخائر عنقودية أسقطتها من الجو أو أطلقتها من الأرض، لافتاً إلى أن الهجمات بهذا النوع من الذخائر المحرم في سوريا استخدم بشكل ملحوظ منذ بدأ العدوان الروسي على سوريا في 30 أيلول 2015.
وثّقت هيومن رايتس ووتش في السابق ما لا يقل عن 34 هجمة بالذخائر العنقودية نفذتها العملية الروسية-الأسدية المشتركة منذ ذلك التاريخ وحتى 8 فبراير/شباط.
في حين وثُقت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" 54 هجمة بالذخائر العنقودية في سوريا من 30 سبتمبر/أيلول 2015 حتى 27 فبراير/شباط 2016و وأشار تقرير رايتس ووتش إلى أنعدد الهجمات بالذخائر العنقودية المسجلة في سوريا في مارس/آذار وأبريل/نيسان انخفض ، ولكن ارتفع مرة أخرى أواخر مايو/أيار.
و استند تقرير المنظمة إلى فريقين مدربين من "الدفاع المدني السوري"، اللذين قاما بإزالة 615 من الذخائر الصغيرة في محافظتي إدلب وحماة وحدهما، وهو ما يعكس ارتفاع نسبة فشل بعض الذخائر العنقودية التي استخدمت في سوريا. اضطر الفريق إلى تعليق عمله بسبب نقص المعدات اللازمة.
قال أوليه سولغانغ: "ليس الذخائر العنقودية فقط هي ما يؤذي السوريين اليوم، إذ أنه يمكن للذخائر الصغيرة غير المنفجرة الاستمرار في قتلهم لفترة طويلة في المستقبل. إن كان فلاديمير بوتين جادا في رغبته بمستقبل أفضل لسوريا، فهذه الأسلحة ليس لها مكان في أرض المعركة."
أفاد الدفاع المدني السوري ومنظمات حقوق إنسان محلية ونشطاء إعلاميين محليين بوقوع أكثر من 150 هجمة بالذخائر العنقودية في 5 محافظات على الأقل في سوريا منذ 27 مايو/أيار. سبّب ضعف التواصل والقصف الجوي المكثف في أماكن كثيرة صعوبة في التحقق من عديد من التقارير.