بعد تلقي رسالة من الوفدين الأميركي والروسي ... مجلس الأمن يلغي اجتماعا طارئا بشأن الهدنة في سوريا
قال مراسل قناة الجزيرة إن مجلس الأمن ألغى اجتماعا طارئا كان مقررا الليلة للاطلاع على الاتفاق الروسي الأميركي بشأن الهدنة في سوريا.
وأوضح المراسل أن أعضاء المجلس تلقوا رسالة من الوفدين الأميركي والروسي بهذا الشأن قبل قليل من موعد الجلسة.
وكان من المقرر أن يلتئم أعضاء مجلس الأمن في جلسة مغلقة عند الساعة التاسعة والنصف مساء بحسب التوقيت الدولي، للاطلاع على تفاصيل اتفاق الهدنة الذي تفاوضت عليه روسيا والولايات المتحدة، في الوقت الذي تتبادل موسكو وواشنطن الاتهامات بشأن إعاقة تنفيذه.
وقال سفير روسيا في مجلس الأمن فيتالي تشوركين إن المجلس قد يتبنى قرارا يدعم الاتفاق في اجتماع على مستوى عال يعقد الأربعاء المقبل.
ومن المقرر أن يشارك وزيرا خارجية روسيا سيرغي لافروف والولايات المتحدة جون كيري في مناقشات لمجلس الأمن الأربعاء المقبل.
وقال ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي -الذي يشغل أيضا منصب مبعوث روسيا الخاص إلى الشرق الأوسط- إن موسكو ترى أن فكرة دعم هذه الاتفاقيات في مجلس الأمن الدولي مفيدة، لكنه من غير الصحيح أن يطلب من الشركاء دعم ما لا يعرفونه.
في هذه الأثناء، قالت موسكو إن روسيا تتباحث مع الولايات المتحدة من أجل الإعلان عن الاتفاقيات التي توصلتا إليها بشأن سوريا، وبينما شددت على أولوية فصل المعارضة السورية عن "الإرهابيين" اتهمت "أطرافا" في واشنطن بعدم الرغبة في ضربهم، على حد وصف الطرف الروسي.
وقالت الخارجية الروسية إن لافروف دعا كيري إلى نشر بنود الاتفاق الروسي الأميركي، والإسراع في تنفيذ وعود واشنطن بفصل المعارضة المعتدلة عن جبهة فتح الشام.
وقال مراسل الجزيرة من نيويورك رائد فقيه إن واشنطن تتحفظ على توزيع الاتفاق على أعضاء مجلس الأمن لما يتضمنه من معلومات فنية تتعلق بها أرواح كثير من الناس، حسب مصادر المراسل.
وقال إن واشنطن تخشى أيضا من تسرب المعلومات إلى الفصائل المصنفة إرهابية حتى لا يكون لديها تصور مسبق عما ستقوم به الولايات المتحدة.
ويتضمن الاتفاق الروسي الأميركي بنودا معلنة تشمل وقفا لإطلاق النار، وإيصال المساعدات للمدنيين، والاستهداف المشترك لجماعات مستثناة من الاتفاق، في مقدمتها تنظيم الدولة وجبهة فتح الشام، إضافة إلى عقد جولات جديدة من المفاوضات بين الأسد والمعارضة.
من ناحية أخرى، أعلنت روسيا أنها مستعدة لتمديد الهدنة في سوريا 72 ساعة إضافية، كما أنها على استعداد لاستخدام نفوذها من أجل إلزام نظام الأسد بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بشكل تام، لكنها طالبت بالإسراع في تنفيذ وعود بفصل المعارضة المعتدلة عمن وصفتهم بالإرهابيين.
وقالت هيئة الأركان الروسية إن موسكو مستعدة لتمديد الهدنة 72، وإنها تنتظر من الولايات المتحدة ما وصفتها بإجراءات حاسمة للتأثير في المعارضة المسلحة.
وقال الكرملين إنه مستعد لاستخدام نفوذه لإلزام قوات الأسد بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار تنفيذا تاما، وعبر الكرملين عن أمله في أن تمارس واشنطن نفوذها أيضا على جماعات المعارضة المسلحة لتنفيذ الاتفاق.
وأفاد مدير مكتب الجزيرة في موسكو زاور شوج بأن الاستعداد الروسي جاء رغم الانتهاكات المتكررة للهدنة التي تجاوزت 140 انتهاكا.
وقال إن الروس مستمرون في سياسة إحراج الأميركيين من زاوية المطالبة المتكررة بالإعلان عن كل مضامين الاتفاق الروسي الأميركي.