الردود على الإساءة لـ "نبي الرحمة " .. تقتصر على التنديد و طلب التجاهل
نفذ العدد الاول من صحيفة شارلي ايبدو الهزلية الفرنسية من العديد من الاكشاك في فرنسا منذ الساعة الثامنة صباحا وسط اقبال كبير سجل بعد الاعتداء الذي قضى على هيئة تحريرها قبل أسبوع، و تابعت الصحيفة في نسختها التي حملت إسم "نسخة الناجين" سياستها في الإساءة لنبي الرحمة محمد صل الله عليه و سلم ،
و شهد العالم الاسلامي حالة من الانتقاد و التنديد مع طلب التهدئة تارةً و المطالبة بإهمال ما تم نشره من ناحية أخرى .
وقال مفتي القدس والاراضي الفلسطينية محمد حسين في بيان ان عملية النشر "تؤجج مشاعر الحقد والبغضاء والكراهية بين الناس".
وردت صحيفة الشروق الجزائرية التي تصدر باللغة العربية بنشر رسم في صفحتها الاولى يبين رجلا يحمل لافتة كتب عليها "أنا شارلي" بجوار دبابة تدهس لافتات من فلسطين ومالي وغزة والعراق وسوريا ، وكتب فوق العنوان الرئيسي "كلنا محمد".
وفي تركيا طبعت صحيفة علمانية معارضة أجزاء من نسخة شارلي إبدو لكنها امتنعت عن نشر صورة الغلاف التي تصور النبي محمد. وحاصرت الشرطة مقر الصحيفة بسبب مخاوف أمنية.
ودعا الازهر الذي أشار الى هجوم باريس على انه عمل اجرامي المسلمين يوم الاربعاء الى تجاهل الرسوم اتي وصفها بأنها "عبث كريه".
وقال رينال "لوز" لوزييه الذي رسم الصورة في مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء في المكتب المؤقت لصحيفة ليبراسيون اليومية اليسارية "كتبت عبارة (غُفر كل شيء) وبكيت".
وقال "هذه هي صفحتنا الاولى.. انها ليست الصفحة التي أراد الارهابيون رسمها". وأضاف "لست قلقا على الاطلاق.. إنني أثق في ذكاء الناس وذكاء الفكاهة".
وفي تركيا نشرت صحيفة جمهوريت وهي صحيفة علمانية معارضة مقتطفات من واحدة من الطبعات الدولية الخمس لصحيفة شارلي إبدو الساخرة.
وخصصت صحيفة جمهوريت أربع صفحات لمقالات شارلي إبدو ورسومها. وقال رئيس تحريرها أوتكو كاكيروزر على موقع تويتر ان الصحيفة طبعت نسخة صغيرة بالابيض والاسود في واحد من أعمدتها لكنها لم تستخدم الصورة التي نشرت في الجزء الخاص بعد "مشاروات عديدة".
وأغلقت الشرطة الشارع الذي تقع فيه صحيفة جمهوريت في اسطنبول بسبب مخاوف أمنية. ومثلما حدث في أنقرة علق المحتجون لافتات على جدار قريب كتب عليها "استفزاز شارلي إبدو مستمر".
وأمرت محكمة تركية باغلاق بعض صفحات الانترنت التي أعادت نشر صورة الغلاف لصحيفة شارلي ابدو.
ورغم ذلك نشر موقع تي24 الاخباري الصورة على صفحته.
وقال رئيس تحرير الصفحة هازال أوزفاريس لرويترز "هذه المسألة أصبحت قضية حرية تعبير واضحة ولم تعد تتعلق بمشاعر دينية. نشرنا (الصورة) للدفاع عن قيمنا بشأن حرية التعبير."
وندد رجل الدين السعودي إياد أمين مدني الامين العام لمنظمة التعاون الاسلامي بالرسم الجديد ووصفه بأنه "وقاحة وجهل وحماقة".
وقال أثناء زيارة للعراق ان حرية التعبير يجب الا تصبح حديث كراهية وانها ليست اهانة للاخرين. وأضاف انه لا يوجد انسان عاقل بغض النظر عن معتقداته أو دينه يقبل السخرية من معتقداته
وكان العديد من اصحاب الاكشاك الباريسية يرددون لزبائنهم "لم يعد لدينا اعداد" ما جعل العديدين منهم يشترون "لو كانار انشيني" اكبر صحيفة اسبوعية ساخرة في فرنسا والتي خصصت صفحتها الاولى الاربعاء لشارلي ايبدو.
يعمل موظفو شارلي إيبدو في مكاتب صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية، مستخدمين أجهزة أقرضتهم اياها مؤسسات إعلامية أخرى، لأن الشرطة لا تزال تغلق مكاتبهم بانتظار ختم التحقيقات، وسيتم نشر ثلاثة نسخة من العدد الخاص هذا الاسبوع، وستتوافر اعداد منه خارج فرنسا.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن إيريك بورتو، المدير المالي للصحيفةـ قوله: "وحدهم موظفو شارلي إيبدو ساهمون في تحرير وإصدار عدد الأربعاء، بعدما رفضت الصحيفة مساهمات عرضها عدد من كبار رسامي الكاريكاتور في فرنسا ودول أخرى".
و يبقى رد الفعل في إطار التنديد و الإنتقاد دون أي فعل حقيقي على أرض الواقع مثلما حدث على الأقل عندما خرجت مسيرة الجمهورية المليونية في باريس و تقدمها 40 زعيم عالمي من بينهم مسؤولين كثر عرب و مسلمين . في حين صمت الجميع عند إعادة الصيفة للنشر مجدداً .