التعاون الأول بين "الأعداء التاريخين” .. سوريا تجمع روسيا و أمريكا في عمل مشترك وسط حذر و تشكيك
التعاون الأول بين "الأعداء التاريخين” .. سوريا تجمع روسيا و أمريكا في عمل مشترك وسط حذر و تشكيك
● أخبار دولية ١٥ سبتمبر ٢٠١٦

التعاون الأول بين "الأعداء التاريخين” .. سوريا تجمع روسيا و أمريكا في عمل مشترك وسط حذر و تشكيك

تتراوح ردود أفعال المسؤولين العسكريين الأمريكيين بين الحذر والتشكك الصريح إزاء إنشاء مركز مشترك مقره جنيف ربما يجمع قريبا الجيشين الأمريكي والروسي لبحث الأهداف المشتركة في سوريا للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية، هذا التعاون لا يسبب عدم ارتياح فحسب بل إنه لم يسبق له مثيل.

وقال الجنرال جوزيف فوتيل رئيس القيادة المركزية الأمريكية "ينطوي الأمر على تحديات. هناك نقص في الثقة مع الروس". وجاءت هذه التصريحات بينما عبر فوتيل عن تأييده للمبادرة خلال منتدى يوم الأربعاء الفائت.

وعبر مسؤولون أمريكيون حاليون وسابقون عن مخاوف بشأن المبادرة ولفتوا إلى انتقادات البنتاجون العلنية التي استمرت لفترة طويلة لأسلوب روسيا في إدارة الحرب دعما للارهابي بشار الأسد وضم موسكو للقرم من أوكرانيا عام 2014.

وحذرت إيفلين فاركاس النائبة السابقة لمساعد وزير الدفاع التي تخصصت في الشأن الروسي من مخاطر قادمة، وفق “رويترز”، وقالت "القيام بعمليات مشتركة مع الجيش الروسي محفوف بالمخاطر السياسية والعسكرية وربما القانونية."

ويؤكد مسؤولون أن المركز المشترك الذي سيتخذ من جنيف مقرا له لن يكون مماثلا للمراكز المقامة في مناطق حرب مثل العراق التي تزخر بأنظمة الكمبيوتر السرية وشاشات التلفزيون العملاقة وتعرض بثا حيا من الطائرات بدون طيار المسلحة التي تنفذ الضربات.

وعبر مسؤولو مخابرات أمريكيون عن قلقهم من إطلاع موسكو على معلومات دقيقة عن مواقع جماعات المعارضة التي تدعمها الولايات المتحدة نظرا لأن روسيا استهدفتها فيما سبق.

وقال مسؤول أمريكي لـ”رويترز” طلب عدم نشر اسمه "الروس لا يستخدمون ذخيرة دقيقة التوجيه في سوريا وهو ما يوفر لهم عذرا مثاليا ليقولوا ‘نعتذر لم نكن نستهدفكم‘."

وسعى مسؤولون أمريكيون آخرون للتهوين من شأن هذه المخاوف في الأسبوع الحالي وقال مسؤول في إدارة أوباما "في حين أننا قد نتبادل المعلومات بشأن هذا التهديد فإن روسيا تظل مسؤولة بالكامل عن سير عملياتها."

كما أن هناك عقبة قانونية. يقول مسؤولون أمريكيون إن وزير الدفاع أشتون كارتر سيحتاج لإصدار أمر بوقف العمل بقانون أمريكي يضع قيودا صارمة على التعاون العسكري الأمريكي مع روسيا.

وكارتر من أشد منتقدي موسكو وقد عبر عن تشككه إزاء التنسيق العسكري مع روسيا خلال مناقشات داخلية لإدارة أوباما. لكنه أيد الاتفاق في العلن وقال يوم الأربعاء إن وقف إطلاق النار إذا طبق فسيخفف المعاناة، وقال "نحن في وزارة الدفاع سنلعب أي دور نضطلع به (خلال العملية) ببراعتنا المعتادة."

ويقول مدافعون عن المبادرة إن المجتمع الدولي لم تعد أمامه خيارات جيدة في حرب سوريا التي قتل فيها أكثر من 400 ألف شخص وتشرد أكثر من 11 مليونا.

وقال أنتوني كوردزمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن "هذه الحرب برمتها هي البحث عن أقل الخيارات سوءا."

وأيد الأميرال المتقاعد جيمس ستافريديس القائد الأعلى السابق لقوات حلف شمال الأطلسي الجهود لكنه قال إنه غير متفائل، وقال لرويترز "احتمالات نجاح هذا محدودة في ظل (الأجندات) المتنافسة إن لم تكن متعارضة. لكن الأمر يستحق التجربة بالنظر إلى الوضع الإنساني الأليم."
و توصلت الولايات المتحدة الأمريكية و روسيا إلى اتفاق بشأن سوريا ، ظهر منه للعلن أن يتم وقف اطلاق النار لمدة سبعة أيام بالتزامن مع ادخال مساعدات إلى حلب ، على أن يتم بعدها تنسيق بين جيشي البلدين لمحاربة تنظيم الدولة و جبهة فتح الشام ، في حين بقيت بقية التفاصيل في حكم الأسرار .

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ