استمرار تقدم النظام وروسيا يفقد تركيا أوراقها بإدلب ويزعزع علاقتها بالحاضنة الشعبية
ألقت التطورات الأخيرة شمال غرب سوريا، بعد تقدم النظام وحلفائه ضمن منطقة خفض التصعيد الرابعة، وسيطرتها على مساحات ومدن استراتيجية كبيرة، كان من المفترض أن تكون تحت الحماية التركية الضامن من طرف المعارضة لاتفاق سوتشي، بثقلها على الجانب التركي الطامح لوقف التصعيد بما لا يؤدي لمواجهة مباشرة مع روسيا في سوريا.
عدة ملفات معقدة في سوريا باتت أمام الضامن التركي في إدلب وغرب حلب، وشرقي الفرات، وسط ضغوطات سياسية واقتصادية كبيرة تمارسها عدة أطراف دولية، تهدف لتقويض الدول التركي في سوريا، إلا أن خسارته هذه الملفات يهدد الأمن القومي التركي، ويشوه صورته أمام ملايين المدنيين في الشمال السوري، المؤمنين بأن في تركيا الدولة الجارة طريق النجاة الوحيد بعد تخلي كل العالم عنهم.
ويرى محللون أن تقدم النظام وروسيا بحملة عسكرية هي الأولى من نوعها شمال سوريا، ابتداءاً بريف حماة، وتعطيل روسيا اتفاقيات أستانا وسوتشي واجتماعات اللجنة الدستورية بجنيف، بالتوازي مع التصعيد على الأرض، جعل الموقف التركي ضعيفاً، وبات يفقد الكثير من أوراق القوة لديه، لاسميا بعد حصار تسع نقاط مراقبة في المنطقة.
واعتبر محللون أن أمام تركيا فرصة أخيرة لتفادي الكارثة التي تواجه ملايين السوريين، وكذلك لن تكون تركيا وحدودها بمنأى عن هذه الكارثة، تتمثل في تغيير تحالفاتها دولياً وتنفيذ تهديداتها بشكل حقيقي وجاد بما يردع النظام ويوقف تقدمه والذي لن يقف عند الطرق الدولية بل قد يتعداه لمناطق النفوذ التركي شرقي الفرات ودرع الفرات وغصن الزيتون.
ولعل أبرز الخيارات السريعة التي يمكن لتركيا البدء بها، هي دعم فصائل المعارضة بالأسلحة النوعية أولاً، واستخدام حقها في الدفاع عن نقاطها بشكل جاد وحقيقي بالتوازي مع دعم حلفائها في الناتو وأمريكا لهذا الحق الذي يتيح لها استخدام القوة لفك الحصار عن تلك النقاط وبالتالي إجبار النظام على التراجع.
ولفتت المصادر إلى أن عدم تنفيذ تركيا لتهديداتها ومهلتها التي حددتها لانسحاب النظام لما بعد حدود النقاط التركية، سيجعلها في موقع ضعيف جداً ويفقدها المزيد من الأوراق، وكذلك يحقق ماتعول عليه روسيا طويلاً وهو زعزعة العلاقة والثقة بين المدنيين بإدلب وحلب مع الضامن التركي، وبالتالي فقدان ورقة قوية داعمة للوجود التركي شمال سوريا.
وكثفت تركيا خلال الأسابيع الأخيرة من إرسال التعزيزات العسكرية التي تضم دبابات وأسلحة ثقيلة إلى ريف إدلب، مع تقدم النظام وروسيا ووصولهم لمدينة سراقب، في محاولة منها لمنع التقدم، في وقت تصاعد الصدام بين تركيا والنظام وروسيا بعد استهداف نقطة تركية ثبتت حديثاً غربي مدينة سراقب أسفرت عن مقتل جنود أتراك.