إندبندنت: فشل ترامب بإدارة أزمة "كورونا" يُضعف الهيمنة الأميركية على العالم
رأى الكاتب البريطاني بصحيفة "إندبندنت" باتريك كوبيرن، أن الهيمنة الأميركية في العالم تتلاشى ليس بسبب ضعف القوة العسكرية أو الاقتصادية للولايات المتحدة، بل للفشل القيادي لترامب في أزمة كورونا.
وأوضح كوبيرن أن أزمة قناة السويس عام 1956 وأزمة التدخل السوفياتي في أفغانستان في الثمانينيات، اللتين أطاحتا بالقوتين العظميين في العالم آنذاك، ستكونان أقل أثرا من أثر أزمة وباء كورونا على مكانة أميركا كقوة عظمى في العالم.
وأضاف أن أزمة كورونا لها تأثير أكبر بكثير لأن كل شخص على هذا الكوكب هو ضحية محتملة ويشعر بالتهديد، وأن إدارة ترامب أثبتت في مواجهة هذه الأزمة الضخمة فشلا في القيادة بمسؤولية، وأن ذلك سيتسبب في تدمير غير عادي لصورة أميركا على نطاق العالم.
وأشار إلى أن انحدار الولايات المتحدة أصبح يُنظر إليه نظيرا لصعود الصين التي نجحت في القضاء على وباء كورونا داخلها وبدأت تمد يد العون إلى الدول الأخرى مثل إيطاليا وبلجيكا والدول الأفريقية وحتى أميركا نفسها.
وقال إن مثل هذا التمرين للصين في القوة الناعمة ربما يكون له تأثير محدود عندما يتوقف الوباء، لكن الرسالة هي أن بكين تستطيع تقديم معونات وخبرات ضرورية في لحظات حرجة للآخرين، وأن أميركا لا تستطيع ذلك، وهذا له تأثير على إدراك الناس لن ينمحي بين عشية وضحاها.
وأشار الكاتب أيضا إلى ضعف تأثير القوة العسكرية الضخمة لأميركا -800 قاعدة عسكرية على نطاق العالم وإنفاق عسكري يبلغ حوالي 750 مليار دولار- نظرا إلى أن هذه القوة لم تمكّن واشنطن من كسب الحروب في الصومال وأفغانستان والعراق.
كما أشار إلى إظهار إدارة ترامب سيطرة أميركا على النظام المالي العالمي ونجاحها في شن حروب اقتصادية على الدول الأخرى، ليقول إن القوتين العسكرية والاقتصادية لأميركا لا علاقة لهما بالانحدار الحقيقي للولايات المتحدة.
ثم يأتي الكاتب إلى القول إن انحدار أميركا الذي أبرزه وباء كورونا يعود إلى ترامب نفسه بوصفه نتيجة وسببا، إذ إنه تسبب في ابتعاد دول العالم عن واشنطن وعدم رغبتها في الاقتداء بها.
وقال إن ترامب زاد الاستقطاب داخل أميركا وهي دولة مستقطبة أصلا، وإنه متفوق في استغلال وتضخيم هذا الاستقطاب وعمل حلول ساذجة لأزمات متوهمة مثل بناء الجدار الشهير ليمنع الهجرة غير النظامية عبر المكسيك، وهذا عامل مهم في ضعف أميركا الذي سيستمر ويتفاقم ما دام ترامب في السلطة.
وأشار إلى أن زيادة شعبية ترامب حاليا ربما يكون سببها أن الجمهور الخائف يفضل سماع الأخبار السعيدة أكثر من الأخبار السيئة، لكن عندما يزداد انتشار الوباء سينكشف زيف تفاؤل ترامب وفشله في المعالجة الحقيقية للأزمة.