هيئة تحرير الشام وفصائل أخرى بديل تركيا لمواجهة تمدد النظام وايران في عفرين
في الوقت الذي كانت فيه مفاوضات النظام ووحدات حماية الشعب الكردية تسير نحو تأمين عفرين عبر إدخال النظام رسميا بالمعركة ضد القوات التركية والجيش الحر، كانت هناك جهود مقابلة تهدف لإيجاد بديل عن تركيا يواجه تدخل النظام، دون حدوث مواجهة مقابلة بين أنقرة والأسد.
التوافق التركي الروسي، حول عملية عفرين كان واضحاً ومفتوحاً، لكن لا يبدو أنه يشمل جميع من يتواجد على الأرض ولاسيما إيران، التي قررت اعتراض هذا الاتفاق لاستبعادها منه، كما سبق وأن حدث ابان إخلاء حلب.
"قوات شعبية" المصطلح الذي أطلقه نظام الأسد، على الوافدين الجدد إلى عفرين لمواجهة تركيا، يكشف حضور إيران رسميا في المعركة، بعد أن كان عبارة عن تصريحات سياسية، مع رسائل عسكرية تزامناً مع ظهور عناصر يتبعون لها ظهروا خلال المعارك مع سلاح إيراني مضاد للدروع وللآليات.
مصادر تحدثت بشكل مقتضب عن إنجاز اتفاق يسمح لفصائل مقربة في الشمال السوري، الدخول في المعركة بالنيابة عن تركيا، وتكون في مواجهة النظام وإيران الساعين لإنهاء عملية غصن الزيتون.
تضارب مصالح الدول، وعودة استخدام البدائل لمنع المواجهة المباشرة، دفعت تركيا لإبرام اتفاق يفتح المجال أمام هيئة تحرير الشام لتدخل على خط المواجهة، مع تأمين متطلباتها وبعض الاحتياجات إضافة لما يبدو متوقعاً تغيب روسيا وسلاحها عن المعركة، فالمنطقة متفق عليها مع روسيا، ولا تغير بالاتفاقات.
الحشود التي تستجمعها الهيئة طوال الأيام الماضية، فُسرت على أنها تحضير لاقتتال جديد قد يطيح بالزنكي، ولكن يبدو أنه تحضيرٌ لإطلاق معركة جديدة بالتعاون مع فصائل مقربة من تركيا، وهو بمثابة تنفيذ لاتفاق جرى التوقيع عليه أمس، وبدت ملامحه اليوم مع عملية الراشدين التي تم الإعلان عنها، عبر وكالة الهيئة "إباء"، أنها تمت بمشاركة فصيل، وهي بادرة الأولى من نوعها، وتمهد لما هو قادم.