هل يكون "أوغلو" أسوة حسنة لنا ؟
هل يكون "أوغلو" أسوة حسنة لنا ؟
● مقالات رأي ٥ مايو ٢٠١٦

هل يكون "أوغلو" أسوة حسنة لنا ؟

استقالة رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو يوم أمس لم تكن صدفة , و لم تكن مفروضة عليه او حتى معد لها منذ زمن , يبدو ان أوغلو لم تلائمه سياسة ما، أو مسعى باتجاه لا يرغب به ، فقرر أن يتنحى بهدوء , و اعتبر أن مهمته قد انتهت , هذا لا يمنع وجود بعض الحزن و بعض الخلافات بين أوغلو و أردوغان ,

و لكن الجميل في استقالة المفكر أوغلو و عدم تصريح رئيس الدولة "طيب رجب أردوغان" بأي كلمة ضد أوغلو , و حرص كليهما على انتهاء مهمة مطروحة لازدهار "الدولة التركية" , و خلاف واضح زينه هدوء رزين , فالأول اعتبر سيطرة الثاني مفترق طرق ليعود الى كتبه و فكره و الثاني اعتبر استقالة الاول انتهاء مرحلة , لمواصلة الحلم في دولة يحلم بها مرتقبة

ما لفتني ليس سبب خلاف الاثنان أو كيفية استقالة أوغلو , و ماذا سيحدث في تركيا بعد الخلافات , لان الاجابة ببساطة أن احدا لن يعرف تفاصيل الخلافات الدقيقة , و لن يسمحا لأحد ان يدخل في هيكلية و قوانين حزبهما , و الدولة التركية ستبقى في قبضة حزب العدلة و التنمية , انها الفكرة التي نطمح بها كسوريون منذ خرجنا في ثورتنا فكرة "الايثار" , و التي لم نتوصل لها حتى الان.

ماذا لو حصل الخلاف ذاته بين أعضاء الائتلاف أنفسهم على منصب لدولة لم تقم بعد من حالة حرب ؟ ، ماذا فعلت الفصائل في الغوطة الشرقية كي لا تقع في براثن قهقهات نظام الاسد وايران؟ .

لا يقل لي أحدكم انتهى الخلاف و هذا تأجيج خلاف, فالمرآة التي تنكسر محال أن تعود , و ما كسره الاقتتال الداخلي في وقت تحرق فيه حلب, سبقها اقتتالات داخلية في ادلب و في حلب ذاتها و في كل منطقة محررة , الأمر الذي لن يجعل الغرب يغفر لنا ما قام به قادة الفصائل التي تمثل ثورتنا التي من المفترض أن تقوم على "الايثار" و مصلحة الجميع مقابل منصب.

تمنيت لو أن يكون لاستقالة أوغلو , و ذوقه في تعبيره عن استقالته , و الذي كان وسط هدوء اعلامي تركي واضح , لو أنه كان درساً لنا كسوريون , ثرنا و شردنا و قتلنا و اعتقلنا لكي نتبنى مصطلح "الايثار" , لكن يبدو ان ما زرعه فينا الأسد الاب و الابن ل 40 عاماً من فكرة "فرق تسد" لم نتخلص منها و لن نتخلص منها في القريب العاجل , بل على العكس وجدنا من خلافات حزب العدالة والتنمية صيداً ثميناً , لنتناقله عبر صفحاتنا على مواقع التواصل الاجتماعي , لنتساءل ماذا سيحصل في تركيا و لماذا حصل الخلاف و ما هي النتائج , و بقى تفكيرنا سطحياً , و نسينا العبرة من خلاف رئيس وزراء و رئيس دولة واحدة انتهى بإيثار الوطن على منصب زائل

الكاتب: رنا هشام
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ