
مجزرة جديدة في ادلب أو في حلب .. لا جديد في الموضوع مالم يكن "الساحل" مسرحاً للثوار
تغطي سماء سوريا حالياً سحب الطائرات العسكرية بشتى أنواعها ، ترمي الموت في كل مكان و على أي شيء ، مشفى مدرسة بناء سكني أياً كان بلا حسيب أو رقيب أو مدعي حزن، في حين يكفي تفجيرات قليلة في مدينة ساحلية لأن يستفز العالم لها و يلتئم مجلس الأمن للتنديد فيها .
مجزرة كبيرة في مشفى ادلب الوطني، لم يتم إحصاء نتائجها لكثرة الركام فوق جثامين الشهداء أو من يصارعون بانتظار المنقذ لهم، صلية من الصواريخ تم توجيهها إلى كفريا و الفوعة لم تصب أحد أن خابت كعادتها، و لكن النيران في الداخل تم تفريغها من قبل القيادات العسكرية، و لكن هل فرغت نيران المواطنين، و الأهم من المشاعر هل ستحميهم في المستقبل من غارات مماثلة ..!؟
الحقيقة و بدقة "كفريا و الفوعة" لن تجد مؤيد لها في هذا العالم، فقصفها من عدمه لن يجدي نفعاً، فهم من الشيعة الاثني العشرية، و من النوع العربي الرخيص بالنسبة حتى لراعي هذه الطائفة، وماهم إلا موقد لإشعال نيران الحقد لدى الشيعة الفرس للهبوب باتجاه سوريا تنفيذاً لمخطط فارسي بلبوس شيعي .
ولكن ان كان هناك من رد حقيقي على المجازر المتعاظمة في الشمال السوري عموماً، فلا يوجد أفضل من معركة الساحل، فهي تصيب قلب العدو الروسي الذي جاء ليؤمن سوريا المفيدة، العلوية المطياعة الوديعة الآمنة البعيدة عن الإرهابيين، محاطة بالجحيم و هي في النعيم، و توصيفاً دقيقاً "إسرائيل جديدة"، و أي اقتراب منها يعني أن الحلم بتلك الفائدة قد اهتز و بات مهدد، و سيلجؤون لأي شيء لحمايته و لو دفعهم لإرضاء المهاجمين، وطبعاً شريطة أن يكونوا الآخرين قد قرروا الهجوم الحقيقي، و ليس الاقتصار على بيانات و الاستفادة من تلك الإعلانات مزيداً من حشد الدعم و الامداد، لتنتهي بأسوأ مما بدأت و نخسر مزيداً من المناطق.
لن يكون هناك هدوء و صراخ يعلو أنين أجسادنا التي أرهقها القصف و النيران ، سوى صراخ المتباكين على الوحدة السورية و ضمان بقاء التركيبة على ذاتها، فلا أمل إلا بإقحام أرضهم مع أرضنا التي حرقت، و هنا تتساوى المعادلة العسكرية و يتحقق التوازن على الأرض، و الذي لن يتحقق بإعلان أن هذه المنطقة لي و من بعدي الطوفان.