كما ضربنا الكيماوي .. قتلنا "ذو فقار" و قد نقصف بيروت !؟
كما ضربنا الكيماوي .. قتلنا "ذو فقار" و قد نقصف بيروت !؟
● مقالات رأي ١٥ مايو ٢٠١٦

كما ضربنا الكيماوي .. قتلنا "ذو فقار" و قد نقصف بيروت !؟

يبدو أن حزب الله قد قرر أن لا يفتح مواجهة جديدة مع إسرائيل، أو يضع في قائمة تعهداته بالرد وعداً اضافياً، وقرر أن يحمل الثوار أو من يسميهم بـ"المجموعات الإرهابية" مسؤولية مقتل الرجل العسكري الأول في الحزب "ذو الفقار"، ليكون وجوده أكثر الحاحاً، و بقاءه مطالباً فيه من قبل حاضنته التي انهكت تماماً و استنزفت إلى أقصى حد، بسبب القتل المستمر و المتواصل طوال السنوات الخمس الماضية.

ويشبه ادعاء حزب الله بأن قاتل قائد العمليات العسكرية و الأمنية في الحزب "مصطفى بدر الدين"، هم الثوار من خلال قصف مدفعي دقيق، يشبه إلى حد كبير و متطابق اتهام النظام لذات الثوار باستهداف الغوطة بالسلاح الكيميائي في آب ٢٠١٣، و بذلك يكون على ثقة تامة أنه مهما فعل أو ارتكب كرد فعل انتقامي، لن يمنعه أحد أو يردعه، و كذلك لن يكون هناك أحداً أيضاً يبحث عن صحة الادعاءات أو التهم، فالثوار هم الحلقة الأضعف في كل شيء.

التسريبات والتحليلات حول مقاتل "بدر الدين" تكاد لا تنضب ولا تنتهي، و لكن تجمع في مجملها أن الآلية و الطريقة التي استهدف بها القتيل، لا تسطيع مجموعة أو فصيل مهما بلغ حجمه أن ينجح في ذلك، إذ السلاح الذي تم استخدامه من الذكاء ما يتطلب أجهز دولة متطورة لاستخدامه و حصاد نتائج إيجابية، سيما أن أحدث الروايات تقول أن الصاروخ من النوع "الفراغي"، فلم تكن الجروح التي أصيب بها جسد القتيل بليغة، بل كانت الدماء تسيل من أنفه نتيجة الضغط المتولد عن الصاروخ.

أياً كانت الرواية الحقيقية لمقتل أحد أشد الأشخاص ارهاباً في حزب يمارس الإرهاب بشكل روتيني و لا ارادي، لكن النظر للتبعيات واجب من حيث توقيت القتل و التهمة و التطورات على الأرض، فاليوم الحزب بحالة من الضعف و الوهن، ما يجعله مطالب بالانسحاب الذي لا يملك قراره، فهو عبارة عن أداة بيد المرشد الايراني الذي يقود المعارك تبعاً لمخططاته، و بات لزاماً أن يتم إيجاد سبب للاستمرار في سوريا، و ليس أفضل حالاً من قتل الرجل الأبرز في الحزب، و إعادة اشعال نار الثأر التي عمد علي خلقها في كل مرحلة تخبوا فيه شعبيته، أو يتعرض فيه لضغوط للانسحاب.

و في الوقت عينه يعاني محيط دمشق و لاسيما الغوطة الشرقية من حالة يرثى لها بعد أن قرر بعض العابثين اللعب على كافة الوتار و اشعال الاقتتال الداخلي، ممهدين الطريق أمام المليشيات الشيعية لتتقدم في الأرض التي عجزت عنها طوال سنوات، مما يجعل الغوطة بشرقيتها و غربيتها، تحت خطر شديد سيما مع التسريبات التي تقود إلى وجود نية مبيته و يعمل على التحضير لها، و المتمثلة بإنهاء وجود أي معارضة للاحتلال الايراني في دمشق و محيطها.

و لاشك أن استخدام هكذا تهم لتبرير الوجود و البقاء، ليس هو الوحيد الذي يعمل عليه الحزب، فسبق و أن استخدام أمن القرى اللبنانية الشيعية لاحتلال القلمون، و لن يتورع عن استخدام أي شيء بما فيها قصف حتى بيروت، لاستنباط سبب، لمواصلة قتل السورين، و لكن في الوقت ذاته قتل نفسه و عناصره.

المصدر: شبكة شام الاخبارية الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ