"فصائل الغوطة" احذروا مكر عدوكم وخذوا من عملية "سكة الحديد" عبرة ودرساً
يتشابه المشهد بشكل واضح لما يجري من تهديد ووعيد للغوطة الشرقية مع بدء تحرك القوات العسكرية ونقل الطائرات المروحية، لما حصل في ريفي حماة وإدلب الشرقيين "شرقي سكة الحديد" قبل أكثر من شهر ونصف، مع بدء التجهيزات العسكرية والتهديد والوعيد لميليشيات النظام قبيل انتهاء عملياتها في دير الزور، وتحديد وجهتها لريفي حماة وإدلب، ثم بدء انتقال القوات العسكرية والطائرات الحربية والمروحية، قبل بدء الحملة في 25 كانون الأول 2017.
إن المعطيات الراهنة على الأرض تشير لنية قوات النظام وروسيا شن عملية عسكرية واسعة النطاق في الغوطة الشرقية، فالتعزيزات العسكرية للميليشيات التي بدأت بالتحرك قبل أيام من ريف حماة وإدلب، واليوم الأوامر لمطار حماة العسكري ومدرسة المجنزرات لنقل الطائرات المروحية والحربية باتجاه مطار الضمير العسكري تؤكد التوقعات، يتزامن ذلك مع تجييش إعلامي كبير للحسم العسكري في الغوطة الشرقية بعد انتهاء العمليات في أرياف "إدلب وحماة وحلب".
ومن المؤكد أن فصائل الغوطة الشرقية تملك مقومات عسكرية كبيرة للصمود في وجه أعتى حملة عسكرية وهي من كسرت شوكة الفرقة الرابعة وقوات النخبة في جوبر وعين ترما وحرستا وقادرة على صد ومواجهة أي حملة في حال أدركت الخطر القادم قريباً، وإلا فإنها ستشرب من ذات الكأس الذي شربت منه فصائل الشمال والتي انصاعت لما خطط ودبر لما هو شرقي سكة الحديد واكتفت بعمليات مسكنة لم تعط أي أثر وشاهدنا النتيجة رغم كل التحذيرات التي أطلقناها قبل الحملة والأن لم يعد ينفع الكلام.
فصائل وشعب الغوطة الشرقية صمدوا في وجه أعتى حملات القصف والحملات العسكرية رغم الحصار لإيمانهم بالتمسك بأرضهم وحقهم فيها، تكاتف الجهود العسكرية اليوم والتي تتطلب الإسراع في تشكل غرفة عمليات للجميع وتكاتف الفعاليات المدنية والإعلامية معاً هو المنجي فقط بعد التوكل على الله ... وكل ما هو غير ذلك من تصريحات وبيانات ومناشدات إعلامية لن تغن ولن تنفع فالحل والقرار بيدكم وحدكم ولتعملوا أن الجميع تخلى عنكم وأنتم من تحددون مصيركم في البقاء والصمود أو الخروج من غوطتكم مهزومين بتهجير قسري جديد يرسم لكم "فاحذروا مكر عدوكم"