
فرصة تتمدد حتى ثلاث سنوات لايجاد فصيل و رئيس لسوريا
ضمن عملية هدرجة الأفكار في الوقت بدل الضائع للحرب الدائرة في سوريا، وفي اطار البنود المشتتة من القرار 2254 القائم على تشكيل هيئة حكم انتقالي بين النظام والمعارضة، ومع الاستعداد لرسم دستور جديد، تضيع وجهة المعارضة التي تتخبط بين أمل بأن يتحول سراب الحل لحقيقة، هذا الانتظار لم يكن الأول و لن يكون الأخير، ليتمخض عنه دس قوة أحد الدول التي تدعي الصداقة لسوريا أن تمد يد العون "المتأرجح"
تصريحات وزير الخارجية السعودي "عادل الجبير"، عن ربط ارسال قوات بلاده البرية لمحاربة تنظيم الدولة أو بمعنى أدق "الإرهاب"، بإرسال أمريكا لقواتها، هي دليل على ممارسة فعل المماطلة ، و تمرير الحرب الى مابعد عام 2016 ، و منح النظام فرصة ليدمر ما تبقى من سوريا بحجة محاربة الارهاب
يكاد لا يخلو تصريح من كلمة محاربة "الإرهابيين"، التهمة التي لازمت الثورة السورية، وفشل "جنيف3" أكبر دليل على أن الحل السياسي ليس الحل المرتقب، و تسليم سوريا للشعب الذي ثار لن يكون إلا بعد زرع كافة أنواع التطرف في العالم تحت سمائها، و بإحتضان دولي يداعب الوقت لا أكثر، حينها سيكون إجراء انتخابات نزيهة وسط التطرف أمر محال، وسنعود لسيناريو العراق و أفغانستان، فلا بد في وقت عربدة التطرف أن يشترك المجتمع الدولي في اختيار نظام مناسب ورئيس مخضرم على أيدي إحدى الدول الاوروبية
الأسد و حلفاؤه الإيرانيون و الروس ليسوا بسذج، فقد احتضنوا كافة أنواع المرتزقة من أفغان و باكستانيين و عراقيين و حتى لبنانيين الى جانب المرتزقة الروس، ليشكلوا حلفاً متيناً ضد من قد يشكل عليهم خطراً انقلابياً ذات يوم، وفي حال صنف أولئك المرتزقة بالإرهابيين ستتنصل ايران منهم باعتبار أنهم "متطوعين" لاقيمة لهم، و تستتبع الخطة خلق إسمٍ لزج، قادر على التوسع الجغرافي بسرعة ويحمل الوقت نفسه فكرة الصاق "الإرهاب" بـ "السنة"، فوجدت "داعش" أولا و "النصرة" ثانيا و هناك بحسب المجتمع الدولي أسماء ثالثة و رابعة مصنفة كإرهابية من الطائفة السنية، فنصف الفصائل المعتدلة من الممكن تحميلها اسم طاعون "الارهاب"
الجبير، في تصريحه الأخير، بدا أكثر تخبطاً و أشارة بوضوح إلى وجود ضبابية أمام المخطط المعاكس، و الضبابية امتدت للوقت اللازم لتحقيق الهدف، ووعد بأن الحل سيكون دون الأسد خلال مدة تتراوح بين 3 أشهر و 3 سنوات، جاعلاً كلماته مطاطية كي يوصل للمعارضة فكرة أن الحل السياسي "محال"، و ليس بيدهم خيار إلا الامداد بأسلحة "أشد فتكاً"، علها تمنحهم الوقت ريثما يتم اعتماد خطة واضحة وسط الضباب العام الذي يحيط بالدول التي تسمى أصدقاء الشعب السوري
وسط ضبابية الحل السياسي، سيكون الوقت متاحاً للاقتتالات الداخلية الطاحنة، وتصفية قيادات و انقلابات بين الفصائل المعتدلة نفسها، وبعدها سيتم اختيار الفصيل و الرئيس الأنسب للجميع إلا السوريون أنفسهم، لكن طبعاً دون الأسد، فبعد التصفيات لم يعد هناك حاجة للأسد بالتأكيد