عندما يتحول شهدائنا و ركام منازلنا لـ"صورة تذكارية" .. فاعلم أنك في "طهران" !؟
عندما يتحول شهدائنا و ركام منازلنا لـ"صورة تذكارية" .. فاعلم أنك في "طهران" !؟
● مقالات رأي ١٠ مايو ٢٠١٦

عندما يتحول شهدائنا و ركام منازلنا لـ"صورة تذكارية" .. فاعلم أنك في "طهران" !؟

من الممكن أن تتخيل أن يتضمن معرض الكتاب صوراً لكتّاب و شعراء و بعض من المناظر الطبيعية، المشجعة للانفتاح العقلي و الروحي، وطبعاً هذا في البلدان ذات صفات طبيعية، و لكن ليس في ايران حتماً، التي حولت احدى قاعات معرض طهران للكتاب إلى "استوديو" لالتقاط صور تذكارية على ركام سوريا و مدنها و قراها، في مسعى لنشر ثقافة التدمير و ترسيخها بين شعوب المنطقة، تحقيقاً لخرافاتهم و طموحاتهم التوسعية و الانتقامية من آلاف السنين.

عشرات الصور نشرتها الوكالة الرسمية الايرانية، لإيرانيين وهم يركبون دراجة نارية عسكرية، و يتخذون وضعيات مختلفة، مع لباس عسكري، وعلى محياهم ابتسامات و لمعة النصر في عيونهم، و لكن أين و على ماذا، هذا ما توضحه الخلفية التي هي عبارة عن صورة من الدمار الهائل الذي حل في سوريا نتيجة آلة القتل المستمر منذ خمس سنوات، بفضل الدعم الايراني الكامل و المتواصل و المتصاعد.


ليس من السهل تفكيك التصرفات التي قام بها أؤلائك الايرانيون، أو تحليل شعورهم العارم بالسعادة، و كذلك مدى خبث القائمين على هذا العمل في زرع تسهيل واباحة قتل أكثر من ٤٠٠ ألف سوري و تشريد ١٢ مليوناً، و تدمير ٧٠٪ من هذا البلد، و انهاء الاقتصاد، تفكيك المجتمع، و ايقاد نار حرب لن تنطفئ قبل أن تأكل الملايين من البشر، وحتى عندما تنتهي من هذه الملايين، لن تهدأ و ستتجدد كل ما أتت الفرصة، لكن هذا جزء من كم هائل من التصرفات التي تعمد ايران على اتخاذها بغية زيادة التجييش الطائفي، وتحويل سوريا إلى كربلاء جديدة، تدعو لـ"حسين" جديد يدافع عن آل بيت روسول الله.


عشرات الصور التي تم تداولها ( أرفقها مع هذا المقال)، تظهر نساء و رجال و فتيان و أطفال، و هم يمارسون متعة الانتصار على خلفية تحمل أحد الشوارع المدمرة جراء القصف و المعارك التي تخوضها و تدعهما ايران في سوريا، ضمن جناح اطلق عليه "المدافعون عن الحرم" لإضفاء الهيبة و الأهمية و سلخ أي صفة إجرامية.

نظام الملالي يبحث من خلال هذا التصرف و عشرات الاجراءات الأخرى، عن إعادة اشعال نار الفتنة، و تصعيدها للحد الذي يعيد لعمائمها سيطرتهم المطلقة، و نفوذهم اللامحدود، الذي خبى مع انتهاء الثأر من "البعث العراقي"، وباتت الحاجة لخلق "بعث" جديد، يجعل من خامنئي "خميني" جديد، يدخل تاريخ "المخلدين"، ويحي مبدأ تمثيل "الألوهية" على الأرض، باعتباره سفير "امام الزمان" المهدي المنتظر، وفق المبدئ الأساس و المطلق الذي يقوم عليه المذهب الشيعي الاثني عشري، الذي تم اختلاقه و تعزيزه و ترسيخ مبادئه من قبل "الفرس" الباحثين عن خلق الفوارق مع العرب، لتنفيذ الانتقام من العرب، لثأر يعود لبداية الإسلام الذي حطم عروش" كسرى"، ووعد نبيه الأكرم "صل الله عليه و سلم" بأن (لا كسرى بعد كسرى).

شبّه الايرانيون القتلة في سوريا بأنهم يمثلون الحسين في دفاعهم عن أهل البيت الرسول، و لكن هذه الكلمة "الرسول" تم نسخها، انتقاماً من (لا كسرى بعد كسرى)، و تم وضع مصطلح آل الله، لإلغاء كل من هدد أو توعد بزوال الفرس و عدم عودتهم، حتى لوكان رسول من الله، ينقل ما أوحى إليه، لتظهر الحقيقة الكاملة بأن الصراع ليس صراع طائفي داخل دين واحد، و إنما صراع على مستوى حضارات بأسرها.

المصدر: شبكة شام الاخبارية الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ