
سوريا وسط "غابة ضباب" .. ولا أفق أمريكي للحل
لم أستطع أن أخرج من لقائي مع المبعوث الأمريكي إلى سوريا مايكل راتني ، برؤية محددة حول الحل في سوريا ، اللهم الكلام العام ذاته "حل سياسي لا عسكري" ، و فيما عدا ذلك كان الكلام عاماً ، عقيماً ، سرداً درامتيكياً عن جهود و مباحثات هنا و هناك .
سوريا اليوم هي النقطة الأشد تعقيداً سياسياً و عسكرياً ، و الكل يشارك فيها ، هذا الكل مجتمع في المشاركة ، و لكنه يلعب وحيداً و منفرداً ، كأن سوريا هي كرة أرضية مستقلة أو كوكب جديد تم اكتشافه و الجميع يبحث عن موطئ قدم فيه .
اعتمد المبعوث الأمريكي في أول لقاء إعلامي له منذ تسلمه مهمته ، على مبدأ الحذر و التركيز على العموميات ، و التأكيد أن الحل يبدأ بداعش ، ينتهي به ، أما الأسد يأتي في مرحلة قادمة أو متقدمة ، فالأهمية ترتكز على داعش و محاربتها ، والأسد على قائمة المؤجلات ، هذا القائمة قد تحوله من مؤجل إلى مشارك بالفعل الأساسي وفق الرؤية الروسية التي تتعارض مع الفهم الأمريكي كما قال "راتني" ، الذي بدا حاداً بشأن الأسد ، لكن حدته تقتصر على بضع كلمات في غياب أي طريقة لإنهائه إلا عن طريق السياسية التي لاتزال تائهة في دهاليز المؤتمرات و الإجتماعات التي تعتبر في حكم دائمة الإنعقاد منذ أربع سنوات ، إنعقاد للتعقيد لا للحل .
المبعوث الأمريكي الجديد ، خلال لقاءه مع شبكة شام ، أراد أن يقول أن الطريق لايزال طويل بشأن الحل النهائي و الحاسم للحرب في سوريا ، فالإنتظار يجب أن يكون طويلاً حتى يبدأ دي مستورا العمل على خطة المجموعات ، و يخرج بما يشبه الجسم السياسي لجنيف ، فيما سيكون الحسم العسكري بعيداً جداً ، فالأمر الآن هو أمر "داعش" أما الأسد فهو عبارة عن فكرة لاأهمية لها في قاموس الأمريكي و كذلك العالم .