حين تنتظر الموت في كل دقيقة أعلم أنك في الغوطة الشرقية
تتصاعد عمليات القصف الجوي والمدفعي بشتى أنواع القذائف والصواريخ التي تنهال على المناطق المدنية في الغوطة الشرقية في كل ثانية تحمل الموت معها في كل مكان من أرجاء الغوطة، لم تترك مكاناً واحداً لم تطاله الصواريخ والحمم والموت الذي يحاصر أكثر من 350 ألف مدني ليس لهم إلا الله حامياً.
مئات الغارات والصواريخ والقذائف تتصاعد أرقامها وتتنوع المواد التي تحملها من متفجر وحارق وفوسفور ونابالم وكلور سام، يواجه مدنيي الغوطة الشرقية منذ ساعات الفجر حتى أخر ساعات الليل، وفي كل بقعة في أرجاء الغوطة تسيل شلالات الدم وتصعد الأرواح إلى السماء.
عانت الغوطة الشرقية طيلة خمس سنوات مرارة الموت المستمر جوعاً وقصفاً وحصاراً، لم تنفع كل النداءات والدعوات والاستغاثات لتخفيف حدة الموت الذي يلاحق أهلها من بلدة لأخرى، دمر الأسد وحلفائه كل حياة بتدمير المشافي والمعامل والمصانع والسيطرة على مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية، هذا عدا عن منع دخول المساعدات الطبية والغذائية، أمام مرأى العالم أجمع.
قدمت الغوطة الشرقية خلال سبع سنوات من الحراك الثوري أكثر من 13 ألف شهيد ومئات الألاف من الجرحى، وواجهت أكبر مجزرة كيماوية في 2013، وصمدت لخمس سنوات ولاتزال في وجه الحصار المفروض عليها والموت الذي يحاصرها من كل اتجاه، حتى تفرغ النظام وروسيا لها في الأشهر الماضية وكثف من ضرباته وغاراته مسجلاً المزيد من الشهداء والجرحى.
الغوطة اليوم تعيش القيامة في الأرض قبل نهاية العالم فعلياً، وحيدة منكوبة محاصرة، ينتظر مدنيوها الموت في كل ثانية وكل دقيقة مع كل صوت طائرة أو ضربة مدفع أو راجمة، ولا تكاد مشاهد الموت اليومية تفارقهم فشهيد هنا ومجزرة هناك، وشهيد يحمل شهيد وينعي شهيد ويشيع شهيد، والعالم يتفرج.