الـ ٤٨ ساعة الأخيرة قبل الانفجار العام .. سوريا على شفى "النار"
الـ ٤٨ ساعة الأخيرة قبل الانفجار العام .. سوريا على شفى "النار"
● مقالات رأي ٢٢ مايو ٢٠١٦

الـ ٤٨ ساعة الأخيرة قبل الانفجار العام .. سوريا على شفى "النار"

تعيش سوريا بكامل أرجائها حالة من التحضير المستعر للانفجار التام ، الذي سيأتي على كل المناطق و الجبهات و بمشاركة الجميع، بحيث ستختلط الرايات أجمعها، مما يجعل الوضع أقرب لصحوة الموت لبعض الأطراف، و مخاض الولادة من جديد لأطراف أخرى.

في الوقت التي تتسارع الخطى تحضيراً للمواجهة الفعلية بين تنظيم الدولة و التحالف بمشاركة القوات الكردية الانفصالية، في معركة سيكون عنوانها العام "الرقة"، و الحقيقة تدمير كل ما تبقى من قوة للتنظيم بضرب قلبه النابض، و إن كان هناك من يتحدث عن دخول القوات المهاجمة إلى المحرقة الفعلية التي ستتسبب بانفجارات تتردد صداها في دول عدة .

فيما أتمت روسيا كامل استعداداتها لمعاودة الهجوم على الفصائل التي رفضت وضع يدها بيد الأسد، بالتنسيق التام مع ايران و ميليشياتها التي بدورها باتت في جهوزية تامة لدخول معركة مصيرية في عدة جبهات و لا سيما في ريفي حلب و اللاذقية و الهدف الرسمي هو قطع كل طرق الامداد عن حلب تماماً و عزلها عن محيطها، إضافة لإغلاق الحدود السورية التركية.

 وحلب و ريفها سيكونان في صلب شق من المعارك و ستأخذ مسمى "تحرير منبج" التي سيتكفل بها التحالف الدولي بحضور تركي أكثر فاعلية، و الهدف المعلن تأمين هذه المنطقة من قبل الأتراك لحماية للقرى و البلدات التركية، في حين يخفي في طياته الرغبة التركية و الموافقة الأمريكية على حضور تركي بواسطة فصائل تدعمها، بغية قطع أوصال الفيدرالية "الكردية" في شمال سوريا، و منع اتصال المناطق المتوزعة التي دخلت في قائمة الفيدرالية في نسختها المبدئية.

و في الانتقال إلى المنطقة الوسطى سيكون الدور الأبرز للميليشيات ذات اللون "العلوي" للحضور في معارك ريف حمص الشرقي، حاملة معها ثأر "الزارة" التي وظفت على أنها مذبحة، و إن كانت في الحقيقة عبارة عن كذبة لعب التهويل و الماكينة الإعلامية التابعة للنظام دور المجيّش و الحاشد لمن تبقى من أبناء الطائفة العلوية بعيداً عن الحرب.

و في دمشق التي تعتبر لب الصراع باتت على صفيح أكثر حماوة بعد تشتت قدرات الفصائل في الغوطة الشرقية و انشغالها في اقتتال لا طائل منه، إلا تعجيل الانهاء و الانتقال من ثوار الأرض إلى قتلى في بطنها، و أخطر النتائج كانت خسارة غالبية القطاع الجنوبي، الذي تعتبر خسارته إضافة للناحية الاستراتيجية خسارة فادحة من الناحية الزراعية سيما أن التقديرات تشير لرقم مرعب من الكم الهائل من المزروعات و لاسيما الاستراتيجي منها "القمح".

أما داريا فإن العيون فُتحت عليها بشكل أكبر ، و تعتبر بيضة القبان، و الهجوم الجديد عليها دفع بأبرز الفصائل العسكرية في سوريا لإعلان النفير نصرة لها، مع التهديد و الوعيد بالتراجع عن كل الاتفاقات السابقة مع المجتمع الدولي من هدنة و السير في طريق الحل السياسي، ما نحين مهلة ٤٨ ساعة للتراجع عن الهجوم عليها، و تنتهي هذه المهلة بنفس الوقت الذي أعلنت فيه روسيا عودتها للعدوان على الشعب السوري ، في ٢٥ الشهر الجاري.

وأخيراً يبدو أن القضاء في الجنوب قد بات قدراً واقعاً، بأن تبقى هذه الجبهة ساكنة وهادئة، لأسباب لاتزال مجهولة، فتارة تتوجه أصابع الاتهام إلى "الموك"، و أخريات إلى الانشغال بقتال تنظيم الدولة، و في أغلبها تعتبر الأمر خذلان من قيادات الفصائل التي قررت الركون بانتظار الحل الموعود.

المصدر: شبكة شام الاخبارية الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ