الغريق يتعلق بقشة
نام السوريون أمس على فراش وسير من الإشاعات والتكهنات ملأت صفحات التواصل، إثر اجتماع مجلس الأمن، والتسريبات الواردة من أمريكا التي لم تثبت حتى الصباح عندما استيقظ الجميع على ضربات التوماهوك الأمريكية للنظام السوري.
تتكرر هذه الحالة مع كل تلويح بتهديد يستهدف النظام الأسدي، فتعود أسطوانة انشقاق فاروق الشرع، وهروب الضباط من دمشق إلى الساحل، واستنفار أمني في محيط مشفى الشامي بدمشق، وسماع دوي انفجارات ضخمة في العاصمة دمشق.
من المضحك والمبكي في آن واحد!
أن تلامس فرحة ضربات التوماهوك الأمريكية لمطار الشعيرات قلوب الملايين، فانطلقوا للتعبير عن فرحتهم بكافة الطرق على وسائل التواصل المتاحة.
يرى الكثيرون أن هذه الضربات تهدف إلى إضعاف النظام، وضرب البنية التحتية له لا أكثر، بهدف فرض مناطق آمنة مستقبلاً، أو إجباره على الانحسار للساحل تمهيداً لفرض مناطق الحكم الذاتي التي ظهرت ملامحها في الآونة الأخيرة.
بينما يستبشر آخرون، ويعتبر ما حصل بداية حرب روسية أمريكية، ستوجع إيران حتماً، وتوقف احتلال المليشيات الشيعية لمناطق السنة، وتهجير أهلها أمام أعين المجتمع الدولي.
مما سيؤدي لقطع الحاضنة الشيعية في لبنان عن أختها في العراق، والتي كانت ستصل بحاضنة مصطنعة في سوريا بعد سياسة هدم مناطق السنة وتهجير أهلها منها.
كما أنها ستؤدي حتماً لإضعاف مليشيا حزب الله في المنطقة.
فهل ستصدق أمريكا وتتابع العمل، أم ستكتفي بتلك الضربات، لتكون رسالة لنظام الأسد، وعملية لابتزاز الروس والحصول على حصة أكبر؟
هذا ما سيظهر قريباً.