"الشقيري" سقط كما غيره .. عرف تفاصيل المجزرة السورية و لم يعرف "الجزار"!!!
سرد مقدم البرامج الأكثر نجاحاً أحمد الشقيري القضية السورية ، بسريالية الجاهل للسبب و العالم بأدق تفاصيل النتائج من جوع و حصار ، قتل و تدمير و تهجير ، مجازر و مذابح، و ملايين المهجرين، مستخدماً فيديوهات من نتاج الاعلام الثوري، لكنه عجز عن تسمية القاتل و اكتفى بالمأساة نسى المسبب.
حمص دمرت و حلب محيت و آثار نسفت و تساءل أين يذهب الشعب السوري، ناقلاً قصص من معاناة اللاجئين، و المهاجرين العابرين للبحور و الغابات باتجاه الآمان المفقود في سوريا، و كل هذا و لم يعرف السبب.
تسير الحلقة "السادسة" بخطى متسارعة، مع سردية الألم و الموت في طريق الهجرة .. ولك ينسى اظهار الدموع و القهر الذي عاشه و عايشه المهاجرون و المهجرون، و أيضاً لا سبب واضح لذلك.
دراسات و أرقام حول هول المجزرة السورية من قتلى و مهجرين ، مع المقارنة بين الطبيعي و اللامنطقي الذي يحدث في سوريا، و كذلك السبب غائب.
نقل آمال و أحلام الأطفال ، في المخيمات و في طرق الهجرة، وكذلك عرج عن أسباب الهجرة ، و رأى أن المشكلة أصعب اذا لم تحل "الأزمة" في بلادهم، لكن لم يحدد هوية هذه الأزمة و طبعا و حتماً المسبب بدون اسم ، فهو مجهول للمعد و المنتج و المخرج و المقدم التاريخي.
وكالعادة التي جرت برامج يقدمها الشقيري تم تسلطي الضوء على التجارب التي نجح بها السوريون سواء في الاندماج و المشاركة في رفع المعاناة عن أشقائهم، و لم يتحدث عن اهمال الدول العربية و الإسلامية لقضيتهم و انشغالهم بترتيب مصالحهم و ممارسة دورهم التاريخي في خدمة المخططات الأمريكية و الروسية.
ولم يشك الشقيري بأن الحل في سوريا هو سياسي، و ريثما يتم هذا الحل طالب بالتبرع فلا حجة لعدم ذلك، و لكن في الوقت ذاته هل يملك حجة لعدم ذكر السبب.
الشقيري سقط كما سقط جميع من مدعي الحق و الحقيقة و المثالية ، فظهر بمظهر الرماديين و لم يبق له إلا القول "الله يطفيها بنوره" و "مادخلنا حولينا ولاعلينا"، و بالفعل أنهى حلقته بالدعاء "الله يديم نعمة الأمن لدى الجميع".
و في الختام أستعير قول أحد الأصدقاء "سمير المطفي الذي قال "اذا بهيك برنامج ومقدم عم يشتغل للتغيير من عشر سنين ما قدر غير يعرض الضحايا بدون الاشارة للمجرم المتهم , فعلى شو بدنا نتأمل بالتغيير اذا ما بدك تحكي عن القاتل فلا تحكي عن المقتولين والمتضررين ".
و أستذكر هجومه المستمر عل البلاد العربية و مقارنتها بتطورات الدول من اليابان و غيرها، في حين يقف أصماً أبكماً أمام الملايين الذين سحقوا في سوريا على يد الأسد و حلفاءه.