
الإعلام الروسي المرافق للعدوان .. نكت أطفال و أغاني جبلية..
يلحظ المتابع للبيانات الروسية المتعلقة بشأن العدوان الروسي على سوريا ، مناحٍ عديدة ، من حيث الكم و النوعية و الآلية التي تقود الماكينة الإعلامية المرافقة للعدوان التي تتشابه مع الآلة العسكرية الروسية الجلفة و الضخمة بفعالية ضعيفة .
مع عشرات البيانات و التصريحات التي تنثر على مدار الساعة في وسائل الإعلام الروسية ، تؤكد لنا أن هذا الضخ يأتي من فراغ تام و من عدم ، و هو عبارة عن مساحات في إعلام مغيب منذ قرون و تحول فجأة لدائرة الضوء ، كراقصة هرمة.
و لكن درجة التغابي في التعامل مع الغارات ، تحول البيانات التي من المفروض أن تكون رصينة أو عسكرية متينة ، إلى عبارة عن "نكتة" و مزحات يداعب بها الأطفال بعضهم البعض ، و تتحول إلى كلمات أغنية جبلية غبية يرقص عليها الموالين للنظام و يعتبرونها دليل تفوق .
بالعودة إلى البيانات و التصريحات المتراشقة من كل مكان و بكل الإتجاهات ، يأتي حديث المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوفعن أنه " لا نستبعد قيام إرهابيي داعش بنسف المساجد في تدمر وغيرها من المدن السورية من أجل فبركة تصويرات مزورة بهدف إتهام روسيا بذلك" ، و هذا تكرار جيد لمجسمات دمشق و ساحة العاصي في حماه ، و كذلك كذبة حمزة الخطيب و القاشوش و الـ300 ألف شهيد ، فكلها فبركات ، ليبقى الأسد و صحبه و الآن روسيا و عبيدها ، هم زارعي الورود و الشعب هو العشب الضار .
و يمضي الإعلام الروسي "المتخلف" و الراكضين معه من النظام التبعي ، لينقل تصريح مدير عام الآثار في نظام الأسد الذي طالب بتنفيذ ضربات جوية روسية على مدينة تدمر للقضاء على تنظيم الدولة لإنقاذ ما تبقى من آثار ذات قيمة حضارية كبيرة ، و كيف يحمي الأثار بالقصف بالطيران ، و كيف لم يطلب هذا الأمر من نظامه ، و كيف سبق و أن هاجم التحالف الدولي عندما قصف تدمر ، و لماذا غاب هو والعالم بأسره عندما تعرض 40% من تدمر للتدمير .
الحرب الإعلامية التي تترافق مع العدوان العسكري على سوريا ، هي دليل إضافية على أن هذه الحرب ماهي إلا عبارة عن كلمات و بعثرة نشاط ، ومحاولة يائسة لإعادة أمجاد دب تحول إلى تمثال شمع .