اسرائيل تهدد ايران.. وتحجم روسيا من بوابة "الكبر"
تواردت أنباء خلال الأيام الماضية، حول ضربة عسكرية أمريكية ضد نظام الأسد، وبالرغم من عدم تبلور هذه الفكرة وعدم تنفيذها واتخاذها طابعاً اعلانياً واعلامياً فقط، جاء خبر اليوم حول استهداف الطيران الاسرائيلي لمفاعل نووي "الكبر" تابع لنظام الأسد منذ حوالي 11 سنة، كإتمام لرسالة امريكية-اسرائيلية لايران لضبط توسعها في سوريا.
يبدو أن اسرائيل والولايات المتحدة لم يعد لديهما متسع من الوقت للمماطلة فيما يخص الوجود الايراني في سوريا، ولم يعد هناك وقت للتحذيرات والتصريحات التهديدية من قبل مسؤولين أمريكين واسرائيليين لطهران، وبات التدخل الطويل المدى للولايات المتحدة داخل سوريا قاب قوسين أو أدنى، لوقف التمدد الايراني في المنطقة والذي يهدد بتوسع ايراني شيعي ملحوظ لاسيما في السنوات الأربعة الأخيرة مع احتدام الحرب في سوريا.
ومع زيادة رقعة سيطرة نظام الأسد على سوريا بدعم ايراني، أدركت اسرائيل والولايات المتحدة تماماً، أنها لا تستطيع أن تؤثر بشكل حاسم على حصيلة الحرب والتوسع الايراني، لذا لجأت بعد أسلوب الردع واستهداف قواعد ايرانية ومراكز أسلحة تابعة لحزب الله، للاعلان عن قدرتها على استهداف أي قاعدة عسكرية ايرانية تهدد أمن حدودها في أقل من 24 ساعة، بعد كشفها اليوم عن هدم المفاعل النووي لنظام الأسد في دير الزور.
ويأتي تخوف اسرائيل من التمدد الايراني الذي لم تتمكن أن توقفه، بعد أن فهمت أن نظام الاسد غير قادر على الوقوف في وجه هذا التمدد لأن انتصاراته جاءت بدعم ايران وميليشياتها، ولم ولن يستطيع الوقوف في وجهها فهي المعلم وهو الطالب النجيب.
وبالمقابل، فإن المساعدة الإيرانية لنظام الأسد لن تكون دون مقابل، إذ أن مساعي ايران لمد خط امداد بري بين العراق وسوريا ولبنان لم يعد بالأمر البعيد، ما أثار زيادة مخاوف اسرائيل على حدودها من جهة، ومخاوف امريكا على بناء امبراطورية ايرانية في الشرق الأوسط من جهة أخرى، سواء من خلال خط امداد السلاح في تلك المنطقة أو من خلال المفاعل النووي الايراني اللذان سيجعلان من ايران تشكل خطر على عظمة الولايات المتحدة.
أما عن السبب الثاني الذي دفع باسرائيل لرسالتها، اليوم حول تدميرها المفاعل النووي، فقد تكون تلك الرسالة جاءت لتحجيم الدور الروسي في سوريا، خاصة بعد تدشين الرئيس الروسي، "فلاديمير بوتين"، محطة للطاقة النووية في منطقة روستوف على نهر الدون الشهر الماضي، ومزاعمه حول تطوير بلاده لأسلحة نووية جديدة في الآونة الأاخيرة.
والسؤال الذي يفرض نفسه هنا، هل تستطيع اسرائيل بالفعل أن توقف التمدد الايراني في سوريا بعد هذه الرسالة؟ وهل يستطيع نظام الأسد أن يضع خطوطاً حمراء للميليشيات الشيعية في سوريا؟ وهل هذه الرسالة الاسرائيلية ستخلق عدوان بين تل أبيب وموسكو، مايدفع بموسكو أن تتعاون مع العفريت الأزرق حتى لو كانت طهران؟