وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا | لم يشفع لهم سنهم من ألم النزوح
يعاني الحاج عبد المعين وزوجته خدوج بعد أن تجاوزت أعمارهم ال 85 عاماً من متاعب الحياة فليس لهم من معين غير إبنهم أبو طلال الذي حاله كباقي السوريين,
يعيش أوضاعاً معيشيةً صعبة في ظل الأرتفاع الكبير في الأسعار وعدم توفر مصادر للدخل بالإضافة إلى نزوحهم منذ حوالي ال 5 أشهر من مدينتهم في ريف حماة الشمالي.
أن يكون والداك مسنان خاصة في ظل ظروف الحرب والقصف والنزوح المستمر ليس أمراً هيناً حيث يحدثنا أبنهم أبو طلال عن ظروف النزوح قائلاً أنه منذ قرابة 5 أشهر تم أستهداف مدينتهم كفرنبودة
من قبل الطيران مما أضطر الأهالي للنزوح,بيدَّ أنه لم يكن يملك سيارة لنقلهم اذ أن الجميع كان منشغل بتدبير نفسه فبقي أبو طلال برفقة والديه وقتاً طويلاً إلى أن مرت
سيارة عابرة كانت تقل نازحين استطاع أن ينقلهم بها إلى مخيم الجولان في الشمال السوري وإلى الآن مازالوا ينتقلون من مكان إلى مكان.
أضاف أبو طلال أن هناك صعوبة كبيرة في التنقل المستمر بسبب عدم توفر سيارة ولكون والده لا يستطيع المشي وبلغ من العمر 90 عاماً بالإضافة إلى أنه أعمى,أردف أبو طلال أن سمع والدته ثقيل
بسبب إصابة العصب في إحدى أذنيهاحيث بلغ عمرها 85 عاماً,أما الأذن الأخرى فقد تم تركيب سماعة لها ولكنها بحاجة إلى بطاريات لم يستطع تأمينها في المنطقة التي يقطن فيها,
ولكون والده لا يستطيع المشي وأعمى ووالدته لا تسمع فإنه يضطر لتحفيض والده في الليل.
أن تجلس في خيمة فهذا يعني أنك ستعاني من حر الصيف وبرد الشتاء فماذا إن كنت مسناً وعاجزاً؟! هذا بالضبط ما يعانيه الحاج عبد المعين وزوجته خدوج بالإضافة إلى صعوبةتأمين الأدوية
والفوط التي يحاول أبنهم أبو طلال تأمينها حيث أنهم لم يستلموا مساعدات بهذا الخصوص.
إن ظروف النزوح وضنك الحياة التي يعاني منها الحاج عبد المعين وزوجته خدوج لم تمنعانه من الحديث عن بطولاته أيام الشباب حيث كان يصرع الجميع أما اليوم فقد بلغ من العمر عتيا.
يذكر أن مدينة كفرنبودة في ريف حماة الشمالي تعرضت منذ قرابة ال5 أشهر للقصف المكثف من قبل الطران الروسي ولحملة شرسة من قوات النظام والميليشيات بهدف دخول المدينة
مما اضطر الأهالي للنزوح.