تقرير شام السياسي 31-12-2014
المشهد المحلي:
• تلقى 4 أعضاء من "هيئة التنسيق الوطنية" دعوات بصفة شخصية لحضور مؤتمر موسكو، بينما من المتوقع أن يحصل على الدعوة نفسها أعضاء في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة خلال لقائهم اليوم في إسطنبول مع السفير الروسي لدى تركيا، وكانت لائحة بنحو 28 اسما قد تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، تضم أسماء من الائتلاف وهيئة التنسيق، إضافة إلى بعض الأحزاب المحسوبة على نظام الأسد، تلقت دعوات للمشاركة في المؤتمر الذي ستدعو له موسكو بين 26 و29 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأجمع كل من عضو الائتلاف بدر جاموس والمنسق العام لهيئة التنسيق حسن عبد العظيم على تحفظهما على الأسماء المدرجة في اللائحة، إذا صحت، معتبرين أنها تحوي أسماء لا تمت إلى المعارضة السورية بصلة، وقال عبد العظيم، في حديثه لـ"الشرق الأوسط" إنه وهيثم مناع وعارف دليلة وصالح مسلم، تلقوا دعوة لحضور مؤتمر موسكو، مشيرا إلى أنه من بين الأسماء التي ستتم دعوتها من الائتلاف، الرئيس هادي البحرة، وأمينه العام نصر الحريري، والرئيس السابق معاذ الخطيب، ووليد البني، إضافة إلى أسماء اعتبر أنها غير معارضة، بل تحسب على نظام الأسد، وأكد جاموس في حديثه لـ"الشرق الأوسط" عدم تلقيه وأعضاء الائتلاف أي دعوة، متوقعا أن يحصلوا عليها خلال اللقاء الذي سيجمعهم مع السفير الروسي لدى تركيا اليوم، وأبدى تحفظه على بعض الأسماء الواردة في اللائحة المسربة، ورأى أن السياسة التي تعتمدها روسيا في القضية السورية تهدف إلى تشتيت المعارضة السورية.
• نفى رئيس المجلس الوطني السوري الأسبق المعارض برهان غليون ما يثار حول اجتماع مرتقب بين المعارضة ونظام الأسد في موسكو للبحث عن حل للأزمة السورية، مؤكدا أنه لا لقاء مع نظام الأسد إلا وفق وثيقة جنيف، وقال غليون في تصريح صحفي إن ما تناقلته وسائل الإعلام مبني ربما على المبادرة الروسية التي تقول إنها تحضر للقاء يجمع الطرفين، إلا أن رئيس الائتلاف المعارض هادي البحرة أكد أنه لم يتلق أي دعوة بهذا الخصوص وما زالت المبادرة الروسية منحصرة بها وبإعلامها، ورأى غليون أن النظام وحلفاءه الروس والإيرانيين بدأوا يمارسون التغطية على إجرامهم عبر إطلاق مبادرات وهمية وبث معلومات خاطئة عن المعارضة أو عن حل قريب، وشدد على أن حل الأزمة السورية لا يمكنه أن يرى الحياة إلا وفقا لوثيقة جنيف التي تقوم بالدرجة الأولى على أنه لا وجود للأسد والمجرمين في مستقبل سورية.
• هاجم هيثم مناع عضو "هيئة التنسيق الوطنية" جماعة الإخوان المسلمين في سوريا، واصفاً إياهم بالعنصر الأساسي للدعوة العلنية لدخول المقاتلين الأجانب في سوريا، وانتقد مناع عدة نقاط من شأنها أن تضعف مؤتمر موسكو المزمع عقده قريباً، وكان أهمها توجيه روسيا دعوات فردية للمعارضين، وبحسب ما نقلت عنه قناة "الميادين" الموالية للنظام، فقد قال مناع إننا أمام ديناميات تعيد الحديث عن الحل السياسي، والسبيل الذي تتبعه أطراف المعارضة المختلفة في الفترة الأخيرة إيجابي وبناء، مشيراً إلى أن مسؤولاً في الخارجية الإيطالية طلب من هيئة التنسيق التركيز على إسقاط الأسد للحصول على اعتراف دولي، وأكد مناع أن الأساس في الحل السياسي مواجهة الإرهاب والعنف وعودة السلام الأهلي، لافتاً إلى أن الدعوة الروسية إلى المؤتمر تنص على أن الغاية من الدعوة إطلاق اتصالات تمهيدية بين ممثلي الحكومة والمعارضة.
• رفضت جماعة الإخوان المسلمين في سورية المبادرة الروسية التي تدعو إلى لقاء في موسكو مع النظام، وقالت في بيان لها إن أي مبادرة يجب أن توصل لإسقاط النظام وتفكيك أجهزته الأمنية وقيام الدولة المدنية، ودعت لوضع خارطة طريق وجدول زمني لأي مفاوضات مع نظام الأسد، وطالبت الجماعة المجتمع الدولي بحماية المدنيين والضرب على يد النظام، ودعم الجيش الحر، كما دعت السوريين لرفض المبادرة الروسية وجميع المبادرات المشابهة، وحددت الجماعة شروطها للحل السياسي: بزوال نظام بشار الأسد وأجهزته الأمنية، وتوفير المناخ السياسي الملائم بوقف القتل الذي يمارسه النظام ضد المدنيين الأبرياء، والإفراج عن المعتقلين، وفك الحصار عن المناطق المحاصرة، والاتّفاق المسبق على خارطة الطريق التي تحدّد ما ينبغي الالتزام به، والمدة الزمنية لتنفيذه بضمانات دولية واضحة ومحددة، كما طالبت الجماعة في بيانها روسيا بتغيير موقفها الداعم للنظام، والوقوف إلى جانب الشعب وخياراته العادلة في الحرية والكرامة.
المشهد الإقليمي:
• تعهد تنظيم "داعش" بعدم إلحاق الأذى بعسكريين لبنانيين محتجزين لديه مقابل الإفراج عن الزوجة السابقة لزعيم التنظيم وزوجة قيادي جهادي آخر موقوفتين لدى السلطات اللبنانية فضلا عن شروط أخرى بحسب ما نقل أحد المفاوضين عن الخاطفين، وقال الشيخ السلفي وسام المصري الذي أعلن منذ أسابيع بدء وساطة مع التنظيم وجبهة النصرة اللذين يحتجزان 25 جنديا وعنصر أمن لبنانيين في جرود منطقة القلمون السورية، أنه التقى الجهة المسؤولة عن ملف الأسرى لدى التنظيم المتطرف، وأشار إلى أن التنظيم حمله رسالة مفادها أن "الدولة الإسلامية" تعلن وقف قتل عسكريين أو تعرضهم لأي أذى طالما المفاوضات جارية بين التنظيم والجهات اللبنانية حول إطلاق المخطوفين، ومن جهة أخرى، طالب الخاطفون، بحسب المصري، بالسماح بحركة العبور على حاجز للجيش اللبناني في جرود بلدة عرسال الحدودية مع سوريا، وأعلن المصري أن مطالب "داعش" للإفراج عن المحتجزين ضمت أيضاً تأمين اللاجئين السوريين من الاعتداءات المتكررة من قبل "حزب الله" عليهم وانشاء منطقة آمنة منزوعة السلاح من وادي حميد إلى جرد الطفيل، وانشاء مركز طبي معاصر مع مستودع أدوية متكامل لعلاج المرضى والجرحى السوريين.
• قالت إيران اليوم إنها تبحث مع مسؤولين غربيين كيفية التوصل لحل سياسي للأزمة السورية عبر حوار وطني سوري شامل، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم إن الدول الغربية باتت تدرك أن الحل للأزمة هو حل سياسي، وأضافت المتحدثة في مؤتمر صحفي أن طهران تؤكد على ضرورة النظر للأزمة السورية صورة واقعية وبالأخذ بعين الاعتبار أهمية مكانة سوريا في المنطقة، وحق الشعب السوري في تقرير مصيره بنفسه.
• أكد نائب قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال حسين سلامي وجود جيوش شعبية مرتبطة بالثورة الإيرانية في العراق وسوريا واليمن، يبلغ حجمها أضعاف "حزب الله" الإرهابي في لبنان، وقال في تصريحات نقلتها وكالة أنباء "فارس" إن الثورة الإيرانية ارتبطت بأواصر مع العراق لتشكل هناك قوات شعبية يبلغ حجمها 10 أضعاف حجم "حزب الله" في لبنان، وأشار سلامي إلى أن سوريا تشكلت فيها أيضاً قوات شعبية، معتبراً أن جماعة "أنصار الله" التابعة لجماعة الحوثيين في اليمن يمارسون الآن دوراً كبيراً كدور "حزب الله" في لبنان، ومن جهته قال رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني إن بلاده استطاعت أن تشكل قوة ردع تحفظ أمنها وتساعدها على الوقوف في وجه التهديدات.
المشهد الدولي:
• قال بيان لقوة المهام المشتركة إن قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة نفذت سبع غارات جوية في سوريا وثلاث غارات في العراق، اليوم الأربعاء، استهدفت مسلحي تنظيم "داعش"، وتابع البيان أن خمساً من الغارات السبع في سوريا جرت قرب مدينة كوباني في حين كانت الغارتان الأخريان قرب الحسكة، وأضاف البيان أن غارتين من ثلاث غارات في العراق استهدفتا موقعين للتنظيم قرب الفلوجة، بينما أصابت الغارة الأخرى هدفاً قرب الموصل.
• وجهت مصادر فرنسية رسمية انتقادات للمبادرة الروسية التي تسعى إلى جمع ممثلين عن نظام بشار الأسد والمعارضة للنظر في إمكانية التفاهم لإنهاء الحرب في البلاد، إلا أن المصادر قالت إن هناك حالة "إرهاق عام" دولية يمكن أن تدفع باتجاه حل سياسي حقيقي، وأوضحت المصادر لـ"الشرق الأوسط" أن حالة الإرهاق تلف الأطراف الإقليمية والدولية كافة من الأزمة السورية التي تراجع الاهتمام بها، واعتبرت أن هذه الحالة بالذات هي التي يمكن أن تدفع باتجاه حل سياسي حقيقي أول مكوناته المحافظة على الدولة السورية وتلافي تفككها، وعن تفاصيل المبادرة الروسية، قالت المصادر إنها تتميز بالغموض وفقدان الرؤية الواضحة بالنسبة لمسائل أساسية لا يمكن من دونها الحديث عن مبادرة جدية، مثل إمكانية ضمان خروج الأسد من السلطة.
• وجهت موسكو أمس تحذيراً لافتاً إلى واشنطن فاشترطت مقابل تعاونها في ملفي الأزمة السورية والنووي الإيراني أن ترفع الولايات المتحدة العقوبات التي تفرضها عليها بحسب "رويترز"، وجاء هذا التلويح بالربط بين هذه الملفات في وقت أرسلت وزارة الخارجية الروسية دعوات إلى حوالي ثلاثين شخصية سورية معارضة لحوار تشاوري في موسكو بين 26 و29 كانون الثاني (يناير) المقبل، وتضمن نص الدعوة، ضرورة تضافر الجهود لمواجهة الإرهابيين وإجراء حوار من دون أي شروط مسبقة على أساس بيان جنيف، وتجاهلت الدعوة هيئة الحكم الانتقالية، في مقابل اعتبار الحوار مساهمة في جهود المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، كما وجهت الخارجية الروسية دعوة إلى إيران للمشاركة في هذا الحوار، على رغم أنها لم تدعَ إلى مفاوضات جنيف بداية العام الجاري، وذكر أن لدى موسكو أفكاراً للمرحلة الانتقالية التي تستمر بين سنتين وسنتين ونصف السنة تتضمن إجراء انتخابات نيابية وتشكيل هيئة تأسيسية ودعم الجيش السوري لمحاربة الإرهاب، على أن تنتهي المرحلة بانتخابات رئاسية من دون فيتو على أي شخص.
• قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القوات الكردية استعادت السيطرة على نحو 70% من مدينة عين العرب (كوباني) السورية على الحدود مع تركيا بعد أن صدت مقاتلي "داعش" الذين يحاصرون المدينة منذ شهور وأجبرتهم على التقهقر، وقال المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقراً له إن القوات الكردية تدعمها الغارات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة حققت مكاسب مهمة على الأرض ليل أمس الثلاثاء بعد اشتباكات عنيفة مع قوات تنظيم "داعش" في جنوب المدينة، وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن كوباني هي المثال الوحيد الواضح لتعاون القوات التي تقودها الولايات المتحدة مع مقاتلين على الأرض يستهدفون "داعش" في سوريا، وأضاف أن القوات الكردية كانت على وشك السيطرة على المدينة بالكامل بفضل ما حققته من مكاسب في المواقع الاستراتيجية الليلة الماضية.