تقرير شام السياسي 27-06-2015
المشهد المحلي:
• توصلت لجنة تقصي الحقائق التي شكلها الائتلاف الوطني السوري إلى وقوع تجاوزات عديدة من قوات "حماية الشعب" وهي الذراع العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي ضد السكان المدنيين في منطقة تل أبيض، وقالت اللجنة في تقريرها الأولي إن التجاوزات التي وقعت تنوعت بين إرسال رسائل تهديد عبر الاتصالات الهاتفية، أو عبر صفحات التواصل الاجتماعي من أشخاص محسوبين على الحزب، وأضافت اللجنة أنه قد تم في أماكن عديدة الاستيلاء على الآليات والمواشي والمحاصيل الزراعية، وسرقة المنازل، وكتابة عبارات عنصرية ضد العرب على الجدران، وكشفت اللجنة عن حدوث عمليات تهجير قسرية لعدد من القرى العربية والتركمانية تحت وطأة السلاح، وطالب الائتلاف الوطني السوري في بيان له الأمم المتحدة بإرسال بعثة تحقيق دولية بشكل فوري لدخول مدينة تل أبيض والقرى المحيطة بها، والوقوف على حقيقة الانتهاكات التي ارتكبتها قوات "حماية الشعب"، كما طالب بمحاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات.
• دان عضو الائتلاف الوطني السوري ورئيس المجلس الوطني السابق عبد الباسط سيدا حملات التهجم ضد الإسلام والعرب من قبل من يزعمون أنهم يدافعون عن الحق الكردي، وقال سيدا: إن هذا ما نرفضه وندينه من دون أي تردد، لأنه يسيء إلى الكرد قبل العرب، ويسيء إلى معتقدات الناس ومنهم الكرد، وحذر سيدا من أن ما تشهده أجواء العلاقات العربية- الكردية راهناً من توترات وتشنجات وحملة اتهامات متبادلة أمر يثير القلق الكبير، والمخاوف الكثيرة من مآلات تصعيد المواقف، بناء على الوقائع الميدانية، وعزا سيدا نشوء هذه الحملات إلى هجوم داعش الإرهابي على كوباني ومنطقتها؛ الذي تسبب في إخراج أكثر من 200 ألف من ديارهم في ظرف أسبوع، ما عمّق الجرح وعزز الإحباط، مطالباً بأن تكون إدانة هذه الجرائم الداعشية واضحة لا لبس فيها من أهل الثورة ونخبتها ورجالاتها؛ لتؤكد مصداقيتها فيما تدعو إليه بخصوص احترام الحقوق من دون أي تمييز، والمطالبة بالمشروع الوطني الديمقراطي.
• كشف مصدر سياسي، لصحيفة "إيلاف" السعودية، أن ميخائيل بوغدانوف المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط عرض على الائتلاف الوطني السوري المعارض تقاسم السلطة مع بشار الأسد ، وقال هادي البحرة الرئيس السابق للائتلاف على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" إن وفد الائتلاف الوطني السوري أكد لبوغدانوف أن أية مفاوضات لن تستهدف تقاسم السلطة فالثورة في سوريا هي من أجل استرداد الحقوق الإنسانية والدستورية المسلوبة من الشعب السوري، وليست صراعاً سياسياً من أجل تقاسم السلطة وتوزيع المناصب، فالهدف منها هو تمكين الشعب من إعادة صياغة دستوره واختيار ممثليه وقياداته، وأكد البحرة أن العقبة الأساسية في نجاح أي حل سياسي تكمن في عدم جدية النظام في التوجه نحو حل سياسي يحقق انتقال السلطة بشكل جذري.
• أدانت هيئة التنسيق الوطنية ما وصفته الأعمال البربرية التي يقوم بها تنظيم "داعش"، ودعت الشعب السوري بكافة مكوناته إلى الوقوف صفا واحدا لمواجهته بكافة الوسائل، وأضافت الهيئة في بيان لها أن الأنباء من مدينة عين العرب (كوباني) تتوارد عن ارتكاب تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي لمجازر ذهب ضحيتها الكثير المدنيين الأبرياء من بينهم العديد من الأطفال والنساء، وتابعت الهيئة أنها إذ تدين هذه الأعمال البربرية التي يقوم بها التنظيم الإرهابي، فإنها تدعو الشعب السوري بكافة مكوناته إلى الوقوف صفا واحدا لمواجهته بكافة الوسائل، كما تدعو المجتمع الدولي إلى إدانة هذه المجزرة والعمل بشكل جاد على محاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي الذي لم يعد يشكل خطرا على سورية فقط، بل أصبح يهدد الأمن والسلم الدوليين وفق قرار مجلس الأمن رقم 2170.
• زعم بشار الأسد أن الإرهاب التكفيري الذي يتعرض له الشعب السوري يتم بدعم مباشر من أطراف إقليمية وبغطاء من بعض الدول الغربية التي تدعي محاربتها له، وقال بحسب ما نقلت عنه وسائل إعلامه أن الهجمات الإرهابية التي شهدها العديد من دول العالم تثبت أن الإرهاب بات يمثل مشكلة عالمية لأن جوهره ايديولوجيا متطرفة لا تعرف وطنا ولا حدودا، وأضاف خلال لقائه مبعوثي رئيس جمهورية جنوب أفريقيا لمنطقة الشرق الأوسط زولا سكوبيا وعزيز باهاد، أن القضاء على الإرهاب يتطلب تضافر جهود جميع الدول لمحاربته.
• أدان نظام الأسد ما وصفت بالعمل الإرهابي الجبان الذي ارتكبه تنظيم "داعش" واستهدف مسجد الإمام الصادق أثناء صلاة الجمعة، وقالت وزارة خارجية الأسد في بيان لها إن هذا العمل المشين يأتي في سياق الحرب الإرهابية التي تشن على الأمتين العربية والإسلامية بشكل خاص وعلى شعوب العالم كله بشكل عام، وأضاف البيان أن سورية إذ تدين هذا العمل الإرهابي الجبان فإنها تتوجه إلى شعبنا وأهلنا في الكويت بخالص العزاء وتدعو الله عز وجل أن يتغمد برحمته شهداء مسجد الإمام الصادق، وأشار البيان إلى أن سورية التي دعت إلى جهد دولي منظم ومدروس لمواجهة الإرهاب فكرا وتنظيما تجدد دعوتها إلى ذلك انطلاقا من فهمها وتجربتها الأليمة ومن دروس وعبر المواجهة التي تخوضها، على حد تعبيره.
المشهد الإقليمي:
• بحث وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو أزمة اللاجئين السوريين المتدفقين على الحدود التركية جراء المعارك والاشتباكات التي تشهدها مدينة عين العرب كوباني السورية، وقال تصريح للمتحدث باسم الخارجية جون كيربي، إن كيري اتصل بنظيره التركي لبحث جهود التحالف الدولي لمحاربة "داعش" في شمال سوريا ومعالجة أزمة تدفق اللاجئين الناجمة عن القتال في المنطقة، وأشار المتحدث باسم الخارجية إلى أن الوزير الأمريكي أثنى على سخاء تركيا في دعم احتياجات قرابة 2 مليون لاجئ فروا من العنف في سوريا والعراق، واتفق الجانبان على استمرار الاتصالات بينهما حول أخر المستجدات في الساحة السورية، بحسب كيربي.
• قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن تركيا لن تسمح أبدا بإنشاء دولة شمالي سوريا، على حدودها الجنوبية، وسيستمر كفاحنا في هذا السبيل مهما كانت التكلفة، جاء ذلك في كلمة له خلال مشاركته، أمس الجمعة، في حفل إفطار نظمه الهلال الأحمر التركي في مركز "الخليج" للمؤتمرات بمدينة إسطنبول، وأوضح أردوغان في كلمته أن النتائج على أرض الواقع تظهر قيام الأسد وتنظيم "داعش"، والتنظيم الانفصالي (في إشارة لحزب بي كا كا)، بالسير على نفس الخط، وأفاد أن محاولات الزج باسم تركيا إلى جانب التنظيم الإرهابي "داعش" ورائه نوايا خبيثة، رغم الحقائق الواضحة، مستنكراً بشدة جهود التنظيم الإرهابي والقوى الدولية، في تحويل المأساة الإنسانية التي تمر على المنطقة إلى فرصة من أجل الضغط على تركيا.
• أكد وزير الصحة العامة اللبنانية وائل أبو فاعور أن رسالة رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط، هي الدعوة إلى التعقل والحكمة وعدم الانجرار خلف الشائعات، والثقة بالجيش والقوى الأمنية، ورفض أي مظاهر أمن ذاتي، وخلال لقاء مع كوادر وكالة داخلية البقاع الجنوبي في "الحزب التقدمي الاشتراكي"، أقيم في مركز كمال جنبلاط الثقافي الاجتماعي في راشيا، بحضور وكيلي داخلية البقاع الجنوبي رباح القاضي وحاصبيا شفيق علوان، ورؤساء بلديات ومخاتير، قال أبو فاعور إن ما يجري في سوريا يجب أن يبقى داخلها، ولن نقبل بأن ينتقل إلى لبنان، خاصة وأن هناك محاولات حثيثة من قبل النظام في سوريا لإحداث فتنة بين طائفة الموحدين الدروز وبين أخوتهم وجيرانهم من أبناء الشعب السوري.
• توفي أربعة سوريين كانوا قد أصيبوا بالرصاص في معارك مدينة درعا جنوب سوريا، المتاخمة للحدود الشمالية الأردنية، بحسب ما أفاد به مصدر طبي أردني، ونقلت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية عن يوسف الطاهات مدير مستشفى الرمثا الحكومي في شمال الأردن، قوله إن أربعة سوريين توفوا متأثرين بجروحهم التي أصيبوا بها جراء المعارك التي تشهدها مدينة درعا ومناطقها، وأضاف أن 21 مصابا آخرين كان قد استقبلهم المستشفى لا يزالون يتلقون العلاج على يد كوادره الطبية، مشيرا إلى أن بعض الحالات الحرجة سيتم تحويلها إلى مستشفيات أخرى تابعة لوزارة الصحة، وأوضح أن المصابين كانوا قد وصلوا عبر الحاجز الحدودي الذي يفصل منطقة تل شهاب السورية عن بلدة الذنيبة، آخر القرى الأردنية على الحدود مع سوريا، وبحسب الطاهات فإن كوادر المستشفى يستقبلون يوميا حالات لمصابين سوريين، ويقدمون العلاج لهم ضمن اتفاقية تعاون مع منظمة أطباء بلا حدود بإشراف وزارة الصحة.
المشهد الدولي:
• تعهدت إسبانيا وفرنسا إطلاق مبادرة جديدة في مجلس الأمن الدولي من أجل وقف هجمات عصابات الأسد بالبراميل المتفجرة، وكان مجلس الامن الدولي تبنى قرارا في شباط/فبراير 2014 يطالب بوقف الهجمات التي يتهم الغرب نظام الأسد بالقيام بها عبر القاء براميل محشوة بالمتفجرات من مروحيات، واثناء اجتماع أمس الجمعة استمع الأعضاء الخمسة عشر في مجلس الأمن الدولي إلى تقارير لمنظمات مدافعة عن حقوق الإنسان أشارت إلى حصيلة بشرية كبيرة بسبب عمليات القصف هذه ودعت إلى تحرك من أجل وضع حد للعنف، وقال السفير الإسباني رومان اويارزون مارشيسي عقب الاجتماع إن المجتمع الدولي يقول بصوت واحد اوقفوا قنابل البراميل المتفجرة، ووصف السفير الفرنسي فرنسوا ديلاتر من جهته الاجتماع بنقطة انطلاق العملية لنستخدم أي خيار، وأي أداة وهيئة في متناولنا من أجل وضع حد لهذه الهجمات.
• أشارت مصادر دبلوماسية أوربية إلى وجود توجّه لإحداث تغييرات كبيرة في قيادة الجيش والأجهزة الأمنية التابعة لنظام الأسد، ورجّحت وجود اتفاق روسي إيراني مع الأسد على إحداث تغييرات كبيرة تطال مراتب عسكرية وأمنية عالية، وقالت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء إن المعلومات المسرّبة تسير إلى أن النظام في سوريا على وشك إجراء تغييرات كبيرة خلال الأيام المقبلة على أعلى مراتب العسكر والأمن، بناء على اتفاق روسي إيراني مع الأسد، حسب قولها، ورجّحت أن يتم استبعاد عدد من كبار قادة الأمن والجيش، وقالت إنه قد يتم تغيير وزير دفاع الأسد العماد فهد جاسم الفريج ورئيس شعبة المخابرات الجوية اللواء جميل الحسن ورئيس مكتب الأمن القومي علي مملوك، فيما قالت إن العميد حافظ مخلوف ابن خال بشار الذي سبق أن تم استبعاده لخلافات داخل أسرة الأسد سيعود لاستلام منصب أمني مهم، وفق قولها.
• أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن الموضوع الرئيسي لمباحثات وزير خارجية الأسد وليد المعلم الذي يزور موسكو من 28 وحتى 30 حزيران الجاري يتمثل في مناقشة الوضع في سورية وحولها حيث تحاول القوى المعادية في الفترة الأخيرة وبالدرجة الأولى تنظيما "داعش وجبهة النصرة" توسيع سيطرتها في الأراضي السورية، وأوضحت الخارجية الروسية في بيان أن الرأي العام العالمي تلقى بقلق منذ فترة نبأ استيلاء تنظيم "داعش" على مدينة تدمر السورية التي أدرجت آثارها في سجل الإرث العالمي لليونيسكو، مشيرة إلى أن أساس الموقف الروسي من الشؤون السورية يكمن في تأييد سيادة الجمهورية العربية السورية ووحدتها وسلامة أراضيها وعدم وجود بديل لحل الأزمة الداخلية الحادة فيها سوى الوسائل الدبلوماسية السياسية، على حد وصفه.