تقرير شام السياسي 24-06-2015
المشهد المحلي:
• يشارك نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري هشام مروة اليوم وغداً في جلسة على هامش مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بعنوان "سورية بعد الاستبداد"، في جنيف، وتتناول الجلسة التي تعقد في الدورة التاسعة والعشرين لمجلس حقوق الإنسان؛ مستقبل العملية الانتقالية في سورية، من حيث محاسبة المجرمين واستعادة الحياة المدنية وضمان حقوق الضحايا وتفكيك الإرهاب، ومن المقرر أن يلتقى مروة خلال الزيارة عدداً من المنظمات الدولية والإنسانية، بما فيها لجنة التحقيق الدولية الخاصة بسورية، والتي أصدرت آخر تحديث لتقاريرها أمس الثلاثاء، كما يزور نائب رئيس الائتلاف الصليب الأحمر الدولي والمفوضية العليا للاجئين؛ لمناقشة الوضع الإنساني المتدهور في سورية، وضرورة تأمين وصول المساعدات للمناطق المنكوبة المحاصرة من قبل عصابات الأسد.
• يقوم رئيس الدائرة القانونية في الائتلاف الوطني السوري هيثم المالح بجولة تشمل عدة عواصم أوروبية لتفعيل القضية السورية مجدداً على المستويين الحقوقي والإنساني، والسعي من أجل مراقبة حسابات مسؤولي النظام في البنوك السويسرية، وقال المالح إنه يعمل على استرداد الأموال المنهوبة من الشعب السوري، ويشمل ذلك حتى أموال الأسد وأسرته وكل ما جرى سرقته من أموال الشعب السوري، وأضاف المالح إنه سيتوجه إلى لاهاي، حيث مقر محكمة الجنايات الدولية، لكي تبدأ التحقيق في الجرائم التي وقعت ضد السوريين، وأكد المالح أنه لا أمل لنظام الأسد في الاستمرار أو البقاء، والثورة السورية تسير إلى النصر، والنصر العسكري قبل السياسي، فلا يوجد في الدنيا كلها نظام يستطيع أن يحارب شعباً بأكمله.
• قال الناطق باسم مجلس قيادة الثورة إن الائتلاف الوطني لا يمثل بتشكيلته الحالية وبأدائه السلبي الحالة الشرعية التي تخوله التدخل في شؤون الثورة ومؤسساتها، كما اعتبر أن المجلس العسكري الأعلى لا يمثل الواقع العسكري في الداخل، بحسبي بيان مصور نشره المجلس على مواقع التواصل الاجتماعي، وأوضح المجلس في بيانه أن هذه النتائج توصل إليها بعد لقاء داخلي في المجلس، حضره ممثلون عن جبهات المجلس الست، وعدد من قادة الفصائل في هذه الجبهات، وتوصلوا، بحسب البيان، إلى أن إعادة هيكلة الائتلاف الوطني باتت ضرورة ملحة، ويجب أن يتم بتمثيل جديد يعبر على تطلعات القوى الثورة والعسكرية، كما اعتبر مجلس قيادة الثورة نفسه معنياً بالتواصل والتنسيق مع القوى الثورية، من أجل إعادة بناء مؤسسات الثورة كالائتلاف والحكومة المؤقتة والمجلس العسكري، على أسس سليمة وصحيحة تليق بحجم تضحيات الشعب، بحسب البيان.
• قال مصدر في الائتلاف الوطني السوري المعارض، إن الولايات المتحدة وضعت كافة أعضاء الائتلاف الوطني السوري وعائلاتهم وبعض المعارضين السوريين وعائلاتهم ضمن قائمة الممنوعين من دخول أراضيها بسبب اشتراكهم في أعمال إرهابية، وأكد المصدر لصحيفة "إيلاف" السعودية أنه عندما حاول عضو في الائتلاف الحصول على تأشيرة إلى الولايات المتحدة أفادت سفارتها أنه ممنوع من الدخول إلى البلاد حسب القانون 212، ويتوجب احضار استثناء خاص من وزارة الأمن الداخلي، وتسمى حالة المنع هذه "عدم الدخول المتعلق بالإرهاب" أو تحت بند "إرهابي محتمل"، ووفقا لمصادر الصحيفة فإن هذه أمور لا تعدو كونها فنية، مشيرة إلى أن بعض أعضاء الائتلاف زاروا واشنطن سابقًا رغم إدراجهم في هذه اللائحة باستثناء خاص من الأمن الداخلي الأميركي.
المشهد الإقليمي:
• أكد سفير السعودية ومندوبها الدائم في الأمم المتحدة في جنيف فيصل بن حسن طراد في كلمة أمام مجلس حقوق الإنسان أن الوضع في سورية يمثل أكبر مأساة إنسانية يشهدها هذا القرن، ويسجل التاريخ في صفحاته السوداء استمرار تخاذل المجتمع الدولي في تحمل مسؤولياته والتدخل لإنقاذ هذا الشعب المكلوم، وصرّح طراد في كلمته، التي نشرتها وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) أن التاريخ علّمنا أنه كلما طال أمد الصراع الداخلي المسلح، كلما زاد تمادي نظام الأسد، ويصاحب ذلك انتشار جماعات التطرف والإرهاب التي وجدت في الأرض السورية مرتعًا خصبًا لها، وأكد السفير أن المملكة كانت وما زالت داعمة للمعارضة السورية المعتدلة الممثلة بالائتلاف السوري، وبيّن أن إعلان مؤتمر "جنيف 1" يوفر أفق الحل المؤدي إلى انتقال سلمي للسلطة بما يحافظ على مؤسسات الدولة، منتقدًا استمرار التدخل الإيراني في شؤون المنطقة ودعمه لنظام الأسد.
• دانت دولة الإمارات بشدة المجازر التي ترتكبها عصابات الأسد وشن الهجمات الواسعة النطاق على المدنيين بالإضافة إلى استخدام القصف الجوي والمدفعي العشوائي والمفرط.، كما نددت بالمجازر التي يرتكبها تنظيم "داعش" الإرهابي والتي ترقى إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، جاء ذلك في كلمة الدولة التي ألقاها السفير عبيد سالم الزعابي المندوب الدائم لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف، أمام مجلس حقوق الإنسان، في إطار الحوار التفاعلي حول التحديث الشفوي للجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا، حيث جدد الزعابي في كلمته حرص دولة الإمارات على مواصلة العمل من أجل تخفيف المأساة الإنسانية التي سببتها الأحداث، مؤكدا في هذا الصدد دعم دولة الإمارات ومساندتها لجهود مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة السيد دي مستورا لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية وفقا لبيان جنيف في أول يونيو 2012 وبما يضمن أمن واستقرار سوريا ووحدة أراضيها ويلبي تطلعات الشعب السوري الشقيق.
• أكد وزير الدولة لشؤون الإعلام المتحدث باسم الحكومة الأردنية، محمد المومني أن المملكة ليس لديها أي توجه لفتح ممر آمن لاستقبال لاجئين من الدروز الفارين من سوريا، في الوقت الذي أكد فيه على دور الأردن في مساعدة العشائر السورية، واعتبر الوزير الأردني، خلال اللقاء الدوري مع وسائل الإعلام، أن دور المملكة في مساعدة أبناء العشائر السورية، بما فيهم الدروز، في مواجهة تنظيم "داعش"، ستكون في إطار الدور الإقليمي للأردن الداعم للحل السياسي في سوريا، ورداً على سؤال لـCNN " بالعربية حول زيارة الزعيم الدرزي اللبناني، وليد جنبلاط، إلى الأردن مؤخراً، وطلبه فتح ممر آمن للطائفة الدرزية، في ظل تصاعد القتال في جنوب سوريا، وخاصةً في محافظة السويداء، شدد المومني على أن موقف الأردن واضح من الازمة السورية، وتابع بقوله: إننا دعاة حل سياسي، والفشل في إحقاق هذا الحل أجج الصراع في سوريا.
• أكد رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب اللبناني وليد جنبلاط أن هناك مشروع فتنة مشترك سوري إسرائيلي، للإيقاع بين العرب الدروز وأهل حوران والسنة بشكل عام، وقال في تغريدات عبر "تويتر"، إن ما يسمى تنظيم "درع الوطن" وهي عصابة تابعة لنظام الأسد اعتقل في السويداء ثلاثة أشخاص من البدو وقاموا بتعذيبهم وقتلهم، وأوضح أن هذه العصابة أحدهم ينتمي لآل جربوع وآخر من آل الهجري وهم من شبيحة النظام، مضيفا أنه وكما زار السويداء المدعو علي مملوك أي معلم ميشال سماحة واجتمع مع مشايخ العقل محرضا، وهذه وظيفته التحريض على القتل والاجرام.
• تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بملاحقة دروز في هضبة الجولان السورية المحتلة هاجموا مساء الاثنين سيارة اسعاف عسكرية تنقل جريحين سوريين وضربوهما متسببين بمقتل أحدهما وإصابة الآخر بجروح خطرة، وقال نتانياهو في بيان إنني أنظر إلى هذا الحادث ببالغ الخطورة، وسنعثر على من قام بذلك وسنقدمهم للعدالة، وأضاف نتانياهو قائلا إننا دولة قانون ولا علاقة لنا بالفوضى التي تتفشى من حولنا، داعيا قيادات الدروز في إسرائيل للعمل على تهدئة الأوضاع والسيطرة على الأمور.
المشهد الدولي:
• أعلنت واشنطن أنها تواصل مشاوراتها مع شركائها حول سوريا بما في ذلك روسيا، وأنها لا تزال تعتبر بأن تسوية النزاع يمكن أن تتحقق بطرق دبلوماسية فقط، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية جون كيربي، إن واشنطن مستمرة في بحث سبل تسوية الأزمة السياسية الداخلية في سوريا مع عدد من الدول الأخرى ولا تقلل من اهتمامها بهذه القضية، وذلك بالرغم من أن محاربة تنظيم "داعش" تتصدر الأجندة الدولية حاليا، وأضاف إن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يناقش باستمرار هذه المسألة مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، وأكد كيربي أن لا حل عسكري للنزاع في سوريا ويمكن تسويته بوسائل سلمية فقط، وفي الوقت نفسه، أشار الدبلوماسي الأمريكي إلى أن الولايات المتحدة لا تزال على قناعة بأن على بشار الأسد الرحيل وعليه أن يعطي الفرصة للمعارضة السورية لتشكيل حكومة انتقالية بهدف تفادي مزيد من سفك الدماء وسقوط ضحايا جدد.
• في إطار تنفيذ العقود الموقعة مع نظام الأسد، بشأن توريد الأسلحة الخفيفة إليه، أكد مجلس الأمن الروسي أن موسكو ستلتزم بكل الاتفاقات التي أبرمتها قبل النزاع، وقال يفغيني لوكيانوف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي: إن عقوبات الأمم المتحدة لا تشمل توريد الأسلحة الخفيفة من روسيا إلى سوريا بأي شكل من الأشكال، زاعما أننا نورد هذا النوع من الأسلحة وفق عقود موقعة قبل العقوبات، لكن المسؤول أكد، بحسب وكالة "تاس"، أن روسيا لم تنفذ حتى الآن العقود المتعلقة بتزويد دمشق بطائرات "ياك-130" ومنظومات "إس-300" للدفاع الجوي.
• طالب مجلس علماء باكستان، حكومة بلادهم، بوقف تجنيد الشباب الباكستاني للقتال في صفوف نظام بشار الأسد بدعم وتجنيد وتمويل إيراني، وهدد المجلس في بيان أصدره، مساء الاثنين، باللغة العربية، بتصعيد الموقف عبر مظاهرات عارمة في كل باكستان، من أجل وقف هذه الإجراءات التي تهدف إلى الوقوف إلى جانب القاتل بشار الأسد ضد الشعب السوري، وبحسب صحيفة "عربي 21"، فإن مئات من الشباب الباكستاني الشيعي تم تجنيدهم من قبل إيران للقتال في صفوف النظام السوري تحت لواء "الزينبيون"، ووفق ما نقلت الصحيفة عن مصادر باكستانية، فإن إيران عزمت مؤخرا على إرسال أربع جثث لمقاتلين باكستانيين شيعة، إلى باكستان لدفنهم فيها، إلا أن الحكومة الباكستانية رفضت استلام الجثث، وهو ما دفع الحكومة الإيرانية إلى دفنهم على أراضيها، وتكفل عائلات القتلى الشيعة.
• أكد الوفد الروسي المشارك في اجتماعات مجلس حقوق الإنسان في جنيف بشأن الحالة في سورية عدم وجود بديل عن الحل السياسي الدبلوماسي للأزمة في سورية، مشدداً على أن السوريين وحدهم يقررون مستقبلهم بأنفسهم من دون أي إملاءات خارجية، وتعليقاً على مضمون التقرير الذي قدمته اللجنة أمام المجلس، قال الوفد الروسي: إنه استمع إلى ما ذكره المحققون الدوليون عن تنامي الخطر الإرهابي في سورية على خلفية تقديم بعض الدول مساعدات لما يسمى مجموعات المعارضة المعتدلة، وحذر الوفد من عواقب البرنامج الأمريكي الذي ينفذ في أراض تركية وأردنية لتدريب وتجهيز المعارضة المعتدلة مذكراً بأن الأسلحة التي يتم توريدها إلى المنطقة في إطار هذه البرامج تقع في نهاية المطاف في أيدي إرهابيي "داعش" وجماعات إرهابية أخرى.