تقرير شام السياسي 20-10-2014
المشهد المحلي:
• رفض رئيس غرفة عمليات مدينة الرستن، العقيد الركن شوقي إبراهيم أيوب، عقد أي هدنة مع نظام الأسد، لأنه عبارة عن عصابة لا عهد لها ولا ميثاق، جاء ذلك في حوار أجرته معه وكالة أنباء الأناضول، تعليقا على ما يشاع عن إمكانية عزم النظام عقد هدنة، مؤكدا أنه لا إمكانية لذلك، ومن جانب آخر، لفت أيوب إلى أن الغرفة تمثل أغلب التشكيلات العسكرية العاملة على الأرض، وهي متفقة على التنسيق والعمل بشكل متكامل، ومتعاونون مع بعضهم البعض، فيما القرارات تكون غالبا بالإجماع، كما كشف أنهم يتبعون الى الهيئة العامة للأركان، لأنها القيادة العليا للجيش الحر، موجها رسالة إلى الحكومة المؤقتة، والائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، بأنهم موجودون على الأرض، ولإعادة الدور المحوري للجيش الحر.
• قالت الجماعة الكردية السورية الرئيسية التي تدافع عن مدينة كوباني الحدودية في مواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية" إن الأسلحة التي أسقطتها الولايات المتحدة جوا ليست كافية من أجل الانتصار في المعركة وطلبت المزيد من الدعم، وقال ريدور خليل المتحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردية إن الأسلحة التي أسقطت مساء الأحد سيكون لها تأثير إيجابي على سير المعركة سواء كانت من الناحية المعنوية أو حتى من الناحية العملية ولكنه أضاف أيضاً أنها غير كافية لحسم المعركة، وتابع في مقابلة مع رويترز أجريت عبر سكايب إننا لانعتقد أن معركة كوباني سوف تنتهي بهذه السرعة، رافضا ذكر أي تفاصيل عن نوع الأسلحة التي أسقطها الجيش الأمريكي.
• طالب قائد "وحدات حماية الشعب" الكردي أوجلان عيسو بفتح ممرات سلاح إلى كوباني الكردية في شمال سوريا وقرب حدود تركيا والإفادة من تنسيق العمليات القائم مع التحالف الدولي - العربي، مؤكداً أن كتائب من الجيش السوري الحر تخوض المعارك في خندق واحد مع الأكراد ضد تنظيم "داعش" في شمال سوريا، وأشار عيسو في حديث صحفي إلى إن عناصر "داعش" كثفوا القصف على كوباني بعد فشل محاولاتهم لاقتحامها، لافتاً إلى أن "داعش" يعتبر معركة كوباني معركته الأولى حالياً، لذلك جمد جميع معاركه في مناطق أخرى واستقدم تعزيزات من منبج وجرابلس شمال حلب ومن الرقة معقل التنظيم في شمال شرقي سوريا وجهز عدداً من السيارات المفخخة والانتحاريين وكثف من قصفه على مركز المدينة بهدف اقتحامها، إذ كان يخطط لإسقاط المدينة خلال سبعة أيام، لكن المعركة مستمرة 34 يوماً بفضل استبسال ومقاومة الأكراد.
• أوصى الخبراء الإعلاميون بعد اجتماعهم من أجل تحديد الخطوط العريضة القادرة على إعادة تأهيل الإعلام الوطني بتأسيس هيئة مستقلّة للإعلام الوطني، إضافة لقناة تلفزيونية وأخرى إذاعية وصحيفة دورية تهدف للتواصل مع المواطن السوري والعربي والرأي العام العالمي، بحسب موقع الائتلاف، ولم يهمل الخبراء وضع رؤى وإجراءات إسعافية من شأنها معالجة واقع الإعلام السوري عن طريق تحديد المشاكل التي تواجه الخطاب الإعلامي السوري واقتراح حلول قادرة على الحدّ من وجودها أو استمرارها، وفي ختام ورشة العمل التي استمرت ثلاثة أيام أكد خالد الصالح رئيس المكتب الإعلامي للائتلاف الوطني على ضرورة تحويل المقترحات والنصائح الإعلامية المقدمة لإعلام الثورة من حيز الورق إلى حيز التنفيذ وبالسرعة القصوى لأنّ واقع المواطن السوري لم يعد قابلا للانتظار.
المشهد الإقليمي:
• أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أمس الأحد، رفضه الدعوات الموجهة إلى بلاده لتسليح الحزب الكردي الرئيسي في سوريا، واصفاً إياه بالـ"منظمة الإرهابية"، وصرح أردوغان، على متن الطائرة عائداً من أفغانستان، أن حزب الاتحاد الديمقراطي هو نفسه حزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمرداً من أجل الحكم الذاتي جنوب شرق تركيا منذ 30 عاماً ضد أنقرة، وأضاف قائلاً سيكون من الخاطئ جداً التوقع أن نرد بالإيجاب على طلب حليفتنا في الحلف الأطلسي، الولايات المتحدة، تقديم هذا النوع من الدعم، فتوقع أمر مماثل منا مستحيل، على ما نقلت وكالة أنباء الأناضول الرسمية.
• قال وزير الداخلية الأردني حسين المجالي، إن الأردن لم يذعن للرغبة الدولية بالحرب على تنظيم "داعش"، وإنما ذهب للحرب رغبة منه في القضاء على الإرهاب وحماية البلاد قبل وصول المتطرفين إليه، وخلال كلمة ألقاها ضمن ندوة لأندية (الروتاري) في العاصمة عمان، قال المجالي إن الحرب على "داعش" هي حرب الأردنيين والسعوديين والسوريين قبل أن تكون حرب الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية بحكم أن الدول العربية هي أكبر المتأثرين من "داعش" بحكم قربها المكاني، وتحدث المجالي عن الضغط الذي تعانيه بلاده جراء استضافتها لأعداد كبيرة من اللاجئين السوريين، معتبرا أن الآثار الجانبية للجوء السوري على المجتمع الأردني لم تظهر حتى الآن، وإنما ستظهر بعد سنوات.
• نفت المملكة الأردنية، على لسان وزير الدولة لشؤون الاعلام المتحدث باسم الحكومة الأردنية محمد المومني أن يكون هناك تغيير على سياسة "الحدود المفتوحة" التي تتبعها بلاده مع اللاجئين السوريين، ورداً على سؤال حول منع دخول لاجئين سوريين إلى المملكة مؤخراً أجاب المومني إن عدد الداخلين من اللاجئين السوريين يخضع للأحداث الجارية في سوريا وتصاعد العمليات العسكرية قربها، والتقديرات الأمنية الميدانية لقوات حرس الحدود.
• حذّر سياسيون أردنيون من أن تتخذ محاربة الحركات المتطرفة في المنطقة العربية وعلى رأسها تنظيم "داعش" ذريعة لتغيير محتمل في البنية الديموغرافية والدينية للمنطقة على أسس دينية وعرقية، واعتبروا أن أسوأ ما أنتجته الحركات المتطرفة فضلاً عن استهدافها المدنيين والأبرياء، الإسهام في تهجير مسيحيي الشرق والتنكيل بهم، والإساءة لصورة الإسلام وتقديمه على أنه دين تطرف ودم، ما يستدعي حالة من الخوف من تقسيم جديد للمنطقة، وفي حديث للأناضول، يطرح جواد العناني، وزير الخارجية الأردني الأسبق والعضو الحالي في مجلس الأعيان، عدة مخاوف من الحرب على "داعش"، قائلاً إن داعش لا يمثل الإسلام، وممارسته المتطرفة والدموية لم تأت بخير علينا، لكن نخشى أن يستغل الغرب الحرب على التنظيم لإعادة تقسيم المنطقة العربية من جديد، ويضيف العناني أن الحديث عن أهداف "داعش" ومعاداته لتقسيمات اتفاقية سايكس بيكو في المنطقة العربية تجهضه تمامًا الممارسات التي يقوم بها التنظيم بحق الأبرياء وعلى رأسهم الأخوة المسيحيون.
• طالبت إيران تركيا بعدم التدخل في شؤون دول الجوار، وبالبحث عن حلٍّ سياسي للأزمة السورية التي استمرت أكثر من ثلاث سنوات ونصف سنة، ونقلت وكالة أنباء فارس الإيرانية عن علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية للشؤون الدولية، قوله إن بلاده تطالب جميع دول المنطقة -ومن بينها تركيا- بتجنب التدخل في الشؤون الداخلية لدول الجوار، وأضاف ولايتي أثناء لقائه مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا -الذي يزور طهران- أن ما يجري في سوريا عجيب ولا مثيل له في التاريخ، وشدد على أن حل الأزمة السورية يجب أن يكون سياسيا وليس عسكريا، واعتبر أن الحل في سوريا يتمثل في الحوار والتفاوض، معربا عن أمله في أن يكون أداء دي ميستورا وفريقه في الأزمة السورية "موفقا أكثر من سابقيه"، على حد وصفه.
• أكدت طهران استعدادها لتقديم السلاح ونقل تجاربها العسكرية للجيش اللبناني بهدف مواجهة ما وصفته بالتيارات الإرهابية وتعزيز الأمن في لبنان، ونقل التلفزيون الإيراني عن أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني قوله إن دعم الشعب اللبناني والجيش و"المقاومة" سيبقى ضمن أجندة إيران، وأضاف المسؤول الإيراني -في لقائه وزير الدفاع اللبناني سمير مقبل بطهران- أن بلاده تدعم كل التيارات اللبنانية "الأصيلة"، بحسب تعبيره، وكان الوزير اللبناني -الذي التقى أيضا الرئيس الإيراني حسن روحاني- قد بدأ السبت زيارة تستمر ثلاثة أيام لطهران لإجراء محادثات تركز خصوصا على هبة أسلحة إيرانية للجيش اللبناني لمحاربة مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" وجبهة النصرة في سوريا.
المشهد الدولي:
• قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن الولايات المتحدة أبلغت تركيا أن إسقاطها أسلحة جوا للأكراد السوريين الذين يقاتلون تنظيم "الدولة الإسلامية" قرب مدينة كوباني السورية جاء استجابة لأزمة ولا يمثل تغييرا في السياسة الأمريكية، وتابع للصحفيين خلال زيارة لأندونيسيا أننا تحدثنا مع السلطات التركية، أنا تحدثت وتحدث الرئيس لكي نوضح تماماً أن هذا ليس تحولا في سياسة الولايات المتحدة، إنها لحظة كارثية وطارئة، مضيفا أن ذلك كان "إجراء لحظياً".
• قال عضو مجلس الشيوخ الأمريكي، تيد كروز، إن تعامل إدارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما مع ملف تنظيم "داعش،" غير جاد من أساسه، وتابع السيناتور الأمريكي في تصريحات لشبكة سي ان ان : إننا قمنا بإسقاط قنبلة هنا وصاروخ هناك، وما نريده هو استراتيجية عسكرية واضحة ومحددة الأهداف لهزيمة "داعش"، وللوصول إلى ذلك فلا بد من حملة جوية أكبر بكثير من الجارية حاليا، مضيفا أننا نسقط قذائف وصواريخ تكاد لا تذكر مقارنة مع حملات عسكرية أخرى مثل تلك في أفغانستان مثلا، وأردف قائلا إن إدارة أوباما تؤجل دعم قوات البيشمرغة، وتقدم القليل من خلال بغداد وليس بصورة مباشرة لهم بالإضافة إلى منعهم من بيع النفط وهو الأمر غير المنطقي، وفي الوقت ذاته تركز إدارة أوباما على الثوار السوريين الذين يرتبط أكثرهم بعلاقات وتحالفات مع الجماعات الإسلامية المتطرفة الإرهابية، حسب قوله.
• كشفت مصادر دبلوماسية أن الاتحاد الأوروبي أقرّ عقوبات جديدة ضد نظام الأسد تستهدف تحديدا 16 مقربا من النظام متورطين في أعمال قمع، كما أعلنت مصادر دبلوماسية، والعقوبات التي اقرها وزراء خارجية دول الاتحاد الذين عقدوا اجتماعا في لوكسمبورغ موجهة ضد الحكومة الجديدة التي شكلها بشار الأسد في 31 آب/ أغسطس الماضي، بحسب مصدر أوروبي وتتضمن 11 وزيرا جديدا، وأوضح مصدر آخر أن العقوبات تتضمن تجميد الأصول ومنع السفر إلى دول الاتحاد الأوروبي على وجه الخصوص وتشمل إضافة للأشخاص، شركتين بسبب المشاركة في القمع أو دعم النظام سياسيا.
• أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن روسيا لم تنضم إلى التحالف ضد "داعش" لأنه يعمل من دون تفويض مجلس الأمن الدولي، وواشنطن لم تقدم توضيحات بشأن عمليتها في سوريا، وأكد لافروف أن جهود مكافحة الإرهاب يجب أن تقوم على أساس القانون الدولي وتحت إشراف مجلس الأمن الدولي الذي يتحمل المسؤولية الرئيسية عن حماية السلام والأمن الدوليين، وقال الوزير الروسي إن قيام الأمريكيين بقصف مواقع "داعش" في أراضي سوريا دون الحصول على موافقة حكومة الأسد لا يتفق مع قواعد القانون الدولي، وأضاف أن واشنطن تقوم بالتوازي مع ضرب "داعش" بدعم المعارضة المسلحة، التي تعتبرها معتدلة ومقبولة، وذلك لتعزيزها كي تتمكن من إسقاط نظام الأسد.
• صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن العلاقات الروسية الأميركية وصلت إلى الحضيض، وإن ذلك سيستمر طويلا، وقال وزير الخارجية الروسية في مؤتمر صحافي أمام المشاركين في "الجامعة المدنية" التي ينظمها الحزب الحاكم "روسيا الموحدة" في موسكو: لقد نزلنا إلى الحضيض، وآمل حقا أن يكون هذا الانهيار في مستوى التعاون قد بلغ حده الأدنى، ولن يسير إلى مزيد من التدهور، واعتبر لافروف أن فترة تردي العلاقات ستطول، مؤكدا أن مراجعة الأميركيين لمكانتهم في العالم ستأخذ وقتا.