تقرير شام السياسي 15-04-2015
المشهد المحلي:
عبر الائتلاف الوطني السوري عن بالغ ارتياحه بالقرار الصادر يوم أمس عن مجلس الأمن الدولي بخصوص مشروع قرار خليجي تحت الفصل السابع يطالب الحوثيين في اليمن بالانسحاب ووقف العنف مع فرض عقوبات عليهم، وقال الناطق الرسمي باسم الائتلاف الوطني السوري سالم المسلط: لقد تكللت الجهود والعمل الجاد الذي بذلته الدول التي رعت القرار بالنجاح، مضيفاً أنه قد تم تذليل كل الخلافات مع دول المجلس التي تعارض القرار، وتم استيعاب وحل كل الملاحظات التي قدمتها على مشروع القرار، وتم فعل كل ما هو ممكن ومتاح من أجل تمرير القرار وفتح الباب أمام حل الأزمة في ظل المنظمة الدولية، ولفت المسلط إلى أن الشعب السوري ينتظر مثل تلك الجهود، فالمعاناة التي يعيشها السوريون أصبحت غير مقبولة على أي مستوى، ولا بد للدول الصديقة من بذل كل الجهود اللازمة لتمرير قرار ينصف الشعب المكلوم ويذلل كل العراقيل التي تضعها الدول الأخرى أمام فرض حل برعاية المنظمة الدولية.
• طالب عضو الائتلاف الوطني السوري برهان غليون دول التحالف العربي برفع الحظر عن تسليم الأسلحة المضادة للطائرات للجيش الحر في سورية، رداً على تسليم صواريخ "إس ٣٠٠" للنظام الإيراني صاحب التدخل السافر في شؤون الدول المجاورة وإضرام نار الحروب فيها، وأكد غليون أن هذه هي الخطوة التي يجدر بقيادة التحالف أن تخطوها لتظهر لموسكو تمسكها بأهدافها في وضع حد للتطرف الإيراني الذي يزعزع الاستقرار في المنطقة بأكملها، كما رأى غليون أن هذه الخطوة من روسيا هي عمل موجه أولاً: إلى طهران لتشجيعها على الاستمرار بسياساتها وعدم التراجع أمام المطالب الدولية، وثانياً: إلى التحالف العربي والمملكة العربية السعودية، التي تقود عاصفة الحزم؛ لدفعهما إلى التخفيض من سقف توقعاتهما، والحد من طموحهما في تطوير سياسة إقليمية هجومية تؤثر على الأوضاع في سورية وغيرها، وهو موجه ثالثاً: إلى الغرب لتذكيره بالموقع الذي تحتله موسكو في عملية إعادة توزيع القوة والنفوذ الإقليميين في المنطقة، والدور الذي ينبغي أن يحتفظ به لها بعد أن وصلت رهاناتها فيها إلى طريق مسدود.
• ثمنت نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري، نغم غادري، الخطوة الإيجابية التي قامت بها بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر بإرسال شحنة من المساعدات الغذائية لأحياء مدينة دير الزور المحاصرة من قبل تنظيم "داعش"، وأكدت غادري بعد القيام بهذه الخطوة على أن نظام الأسد قادر على تأمين حاجات كافة المدنيين من طعام ولباس وشراب، لكنه عمل على إكمال الحصار الذي تفرضه "داعش" استغلالاً لمعاناة المدنيين المحاصرين للظهور بدور الضحية أمام المجتمع الدولي، وطالبت غادري باستمرار إرسال شحنات المساعدات من قبل الصليب الأحمر للمدنيين لتفادي حدوث كارثة إنسانية جديدة في سورية.
• قال المعارض السوري وليد البني إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما مستعد لدعم أية عملية غير مكلفة للاقتصاد الأمريكي سواءً لإسقاط نظام الأسد أو إرغامه على القبول بحل سياسي وفق بيان جنيف الذي أقرته الدول الكبرى، وحول ما توصّلت له المعارضة السورية من إعلان الرئيس أوباما رسالة للعرب لماذا لا يقاتلون الأسد، قال البني، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء إنه من الواضح أن الأولوية لدى الولايات المتحدة هي استعادة قوة اقتصادها وعدم التورط بنزاعات عسكرية تؤدي إلى هزات لهذا الاقتصاد الذي بدأ يتعافى، وأن على دول المنطقة أن تسعى لحل مشاكلها بنفسها، والولايات المتحدة مستعدة لتغطية دول المنطقة سياسياً ولوجستياً، وفق تقديره، وأضاف أن الرئيس أوباما أراد أن يوضح للأسد وداعميه أنه مستعد لدعم أية عملية غير مكلفة للاقتصاد الأمريكي سواءً لإسقاطه أو لإجباره على القبول بعملية جنيف التي تُنهي النظام سلمياً وتضمن للسوريين وحدتهم.
• ارجأ قضاء بشار الأسد أمس موعد جلسة كانت مقررة للنطق بالحكم على ثلاثة من الناشطين في "المركز السوري للإعلام وحرية التعبير" بينهم رئيس المركز مازن درويش، ذلك قبل أيام من تسلم الاخير جائزة اليونسكو لحرية الصحافة، وقال المحامي والحقوقي ميشال شماس لوكالة "فرانس برس": إن محكمة الجنايات في قضايا الإرهاب قررت تأجيل جلسة النطق بالحكم إلى يوم الثلاثاء الواقع في 28 نيسان (إبريل) الجاري، وأشار إلى أن مازن حضر اليوم الجلسة التي كان من المقرر أن يتم خلالها البت بقضيته، ويأتي موعد الجلسة المقبلة قبل ايام من تسلم درويش جائزة "غيرمو كانو" لحرية الصحافة التي منحته إياها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو)، وأعلنت أنها ستسلمها إليه أو من ينوب عنه خلال الاحتفال بـ "اليوم العالمي لحرية الصحافة" الذي تستضيفه دولة لاتفيا في 3 أيار (مايو) المقبل.
• قالت وزارة الإعلام في حكومة الأسد إنه لم يتبق سوى 6 آلاف شخص في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين الواقع على أطراف دمشق والذي يشهد قتالاً مكثفاً منذ أن هاجمه تنظيم "داعش" للسيطرة عليه من مسلحين منافسين، وقال وزير إعلام الأسد عمران الزعبي لوسائل الإعلام الرسمية إن عدد الموجودين في المخيم أقل من 6 آلاف، مضيفا أن عملية الخروج ما زالت مستمرة، وفق وكالة رويترز.
المشهد الإقليمي:
• قرر الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي، توجيه الدعوة إلى رؤساء أركان القوات المسلحة في الدول العربية الأعضاء بالجامعة العربية للاجتماع خلال شهر أبريل الحالي للنظر في تنفيذ قرار قمة شرم الشيخ الخاص بتشكيل قوة عربية مشتركة، وقال مصدر دبلوماسي عربي، وفقاً لما ذكرته – وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية – إنه من المتوقع عقد الاجتماع في 22 أبريل، وذلك لبحث المهام المنوطة بالقوة العربية المشتركة وكيفية تمويلها، وكانت القمة العربية في دورتها العادية الـ26 بشرم الشيخ يوم 29 مارس الماضي قد اعتمدت قرار وزراء الخارجية العرب بإنشاء "قوة عربية مشتركة" ودعا القادة العرب رؤساء أركان وقادة الجيوش العربية للاجتماع خلال شهر لبحث آليات إنشائها، بهدف خدمة القضايا العربية.
• قالت مصادر مقربة من "حزب الله" الإرهابي إن مقاتلي الحرس الثوري انسحبوا من العديد من الجبهات السورية وانكفئوا إلى مراكز محددة لهم في دمشق وحولها، وأشارت إلى أن إيران تركّز جهودها في جبهات رئيسية حول العاصمة السورية، وأوضحت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أن مقاتلي الحرس الثوري الإيراني انكفئوا في العديد من الجبهات السورية وقررت قيادتهم الإيرانية سحبهم بسبب عدم وجود فائدة استراتيجية لهذه القوات في العديد من المناطق فضلاً عن الخسائر غير القليلة التي مُني بها الحرس الثوري ومناصريه، ونفت المصادر أن تكون طهران قد سحبت مقاتليها من سورية وأرجعتهم إلى إيران، وقالت إننا نعتقد بأنهم بحدود ستة آلاف مقاتل في كل سورية، جميعهم من الحرس الثوري، ولا يوجد أي مقاتل من الباسيج، كما يُشرف عليهم ضباط إيرانيون ولا يتدخل السوريون بعملهم، ويقتصر الأمر على التنسيق مع القوات العسكرية السورية وخاصة سلاح الجو والمدفعية لتغطية عمليات وتحركات هذه القوات الإيرانية، حسب قولها.
المشهد الدولي:
• يعتزم المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا إجراء جولة جديدة من المباحثات مع أطراف النزاع في الأزمة السورية بجنيف الشهر المقبل من أجل تطبيق بيان جنيف 1 الذي تم التوصل إليه عام 2012، وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوغريك في تصريح صحفي إنه لم يتم توجيه الدعوة حاليا إلى أي طرف، لافتا إلى رغبة دي ميستورا في اللقاء مع أطراف النزاع إضافة إلى الاجتماع مع اللاعبين الإقليميين والدوليين في هذا الشأن، بيد أنه لم يشأ تأكيد أن إيران ستكون بين الأطراف المدعوة للمشاركة، وأشار دوغريك إلى أن دي ميستورا ومساعده رمزي عز الدين رمزي يتواصلان مع الأطراف المعنية بشأن المبادرة المزمع إطلاقها، موضحا أن دي ميستورا سيطلع مجلس الأمن الدولي يوم 24 الشهر الجاري على ما تم التوصل إليه في هذا الخصوص.
• شددت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغريني، على أهمية حل سلمي للأزمة السورية من خلال انتقال سياسي لا يشمل وجود بشار الأسد، وقالت موغريني بحسب ما نقلت قناة العربية: إن بيان جنيف لا يزال يمثل مرجعية ويقتضي وجوب دخول سوريا مرحلة انتقال سياسي بقيادة سوريا في نطاق اتفاق بين المعارضة والنظام حول مستقبل البلاد، مضيفة أنني إذا سئلت إن كان للأسد مستقبل في سوريا، سيكون ردي هو النفي.
• قال وزير الخارجية الألماني، فرانس فالتر شتاينماير، إن الغرب بحاجة كبيرة لروسيا في حل قضايا دولية مثل الملف النووي الإيراني والأزمة السورية، وأكد شتاينماير، خلال لقائه طلاباً على هامش اجتماع وزراء خارجية مجموعة "السبع الكبار" في مدينة ليوبيك الألمانية، أن عزل روسيا ليس في مصلحة الغرب، وأن تلك النزاعات لا يمكن حلها دون مشاركة روسيا، وناشد شتاينماير روسيا العودة إلى مجموعة الدول الثماني الكبرى بوصفها خطوة من شأنها أن تؤدي إلى تسهيل حل الأزمات الراهنة حول العالم، حيث أخرجت موسكو من المجموعة في العالم الماضي بسبب دعمها للعناصر الانفصالية شرق أوكرانيا.