تقرير شام السياسي 14-11-2014
المشهد المحلي:
• اعتبر أحمد طعمة رئيس الحكومة السورية المؤقتة أن المنطقة الآمنة مطلب استراتيجي سوري ويمكن أن تكون الخطوة الأولى في إطار حلٍ سياسي متكامل، وذلك في لقائه أمس مع رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، في حين أكّد أوغلو أن الحكومة التركية ما تزال تبذل جهوداً متواصلة لإقناع الأطراف ذات الصلة بضرورة إقامة منطقة آمنة، وأهمية أن تقوم الحكومة السورية المؤقتة الجديدة بعملها على الأراضي السورية، كما اعتبر طعمة أن المجتمع الدولي يبحث عن حلول جزئية لما يجري في سوريا، في حين يسعى السوريون إلى حل شامل بالتعاون مع الأشقاء الأتراك، داعياً إلى دعم الكتائب المقاتلة في سوريا دون تمييز بينها أو استبعاد للفصائل الإسلامية منها، وبشكل خاص تلك القوى العسكرية التي وقعت ميثاق الشرف الثوري قبل نحو ستة أشهر، وأبدى رئيس الحكومة السورية المؤقتة رغبته في الاستفادة من الخبرات الحكومية التركية وسجلاتها الحافلة بالنجاح، في دعم الحكومة السورية المؤقتة لوجستياً.
• قالت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية إن اجتماعاً بين قيادات لتنظيم "داعش" و القاعدة دار في مزرعة شمال سوريا الأسبوع الماضي واتفقوا على ايقاف القتال بينهما والعمل سوية ضد أعدائهما، وفق مسؤول رفيع في المعارضة السورية و قائد ميداني من الثوار، وأشارت الوكالة إلى أن الاتفاق سيزيد من المصاعب التي تعترض إستراتيجية واشنطن ضد تنظيم "داعش"، لافتة إلى أن تنظيم "داعش" و جبهة النصرة يتصارعان منذ عام على السيطرة على معارضي نظام بشار الأسد، وقال المصدر الميداني التابع للثوار إن الاتفاق يتضمن وعداً بإيقاف القتال والتعاون سوية لشن هجمات في بعض المناطق بالشمال السوري.
• ذكرت وكالة أنباء هاوار الكردية أن القيادة العامة لوحدات حماية الشعب في "مقاطعة عفرين" أصدرت بياناً أكدت فيه أن الوضع الأمني في المنطقة مستتب وأن وحداتهم على أهبة الاستعداد للتصدي لجميع أنواع الهجمات على "المقاطعة"، وأضافت أن الأزمة الحالية هي بين النصرة والجيش الحر ولا توجد أي مخاوف على مقاطعة عفرين، وأشار البيان إلى أن بعض الوسائل الإعلامية تناقلت في الآونة الأخيرة أنباءاً عن قيام بعض مجموعات ما يسمى بجبهة النصرة بحشد قواتها على الحدود المتاخمة لعفرين والاستعداد لشن هجوم محتمل على المقاطعة، وعلى هذا الأساس نحن في قيادة وحدات حماية الشعب بمقاطعة عفرين نؤكد أن الوضع في المنطقة مستتب، فالمعارك الدائرة حالياً هي بين جبهة النصرة والجيش الحر حيث هاجمت النصرة مجموعات الجيش الحر في كل من حلب وإدلب واستطاعت أن تسيطر على العديد من المناطق في إدلب وهي تسعى حالياً للسيطرة على بعض المناطق من حلب.
المشهد الإقليمي:
• شدد وزير الدفاع التركي عصمت يلماز، على أن القوات المسلحة التركية، لن تدخل إلى العراق، ولا إلى سوريا، ما دامت مصلحة الشعب التركي، ومنفعته لا تقتضيان ذلك، مضيفًا أن هذان الأمران هما المحرك لنا، وحينما يقتضيان شيئًا، علينا أن نقوم بما ينبغي علينا القيام به حيال ذلك، وأشار الوزير التركي في تصريحات اليوم على هامش مناقشات الموازنة العامة التركية، في البرلمان بالعاصمة أنقرة، إلى مدى القوة التي تتمتع بها القوات المسلحة التركية في هذه الفترة، قائلا: إن هذه القوات وصلت لدرجة كبيرة من القوة، لم تحدث في تاريخها، وأكد يلماز، على أهمية أن تكون تركيا دولة قوية لتواجه المخاطر، والتهديدات المحيطة بها، مشيرًا إلى أن "داعش"، تنظيم إرهابي دولي، لا يعترف بأية حدود، ويمكنه أن يتجاوز حدود أية بلد كما فعل بين سوريا، والعراق.
• يستعرض وفد أمريكي، مكون من خبراء عسكريين في تركيا، الكيفية التي سيجري العمل بها لبدء تدريب وتجهيز المعارضة المعتدلة في سوريا، ومن المقرر أن تكون هذه الزيارة هي الأخيرة إلى تركيا لإعطاء القرارات النهائية المتعلقة بهذا الشأن، وذكرت صحيفة "ميلليت" التركية اليوم الجمعة، أن المتحدث الرسمي باسم حزب العدالة والتنمية بشير آطالاي، أوضح في تصريحات للصحفيين أن المعارضة السورية المعتدلة ستتلقى تدريباتها وتجهيزاتها العسكرية من أجل مكافحة تنظيم "داعش" في سوريا، وفق وكالة أنباء الشرق الأوسط، وأضاف المتحدث باسم الحزب الحاكم في تركيا، أن أنقرة ستقدم المزيد من المعلومات التفصيلية في الفترة القادمة حول هذا الأمر.
• اعتبر أبو بكر البغدادي زعيم الدولة الإسلامية داعش أن الحملة العسكرية التي تقودها واشنطن ضد التنظيم ستفشل، ودعا مؤيديه إلى تفجير براكين الجهاد في كل مكان، مؤكداً أنه حضّ مؤيديه على مهاجمة الحوثيين في اليمن، وذكر البغدادي في تسجيل صوتي مدته 17 دقيقة، أحداثا وقعت في الأيام الماضية، منها إعلان عدد من المجموعات المتشددة بيعتها للتنظيم، ولم يأت على ذكر الغارات التي أعلنت واشنطن أن طائرات التحالف نفذتها مساء الجمعة قرب مدينة الموصل، ويأتي هذا التسجيل بعد أيام من الغموض حول مصيره إثر تنفيذ التحالف الدولي ضربات جوية ضد قادة للتنظيم في شمال العراق.
المشهد الدولي:
• أعلنت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة حول سوريا أن تنظيم "الدولة الإسلامية" يرتكب جرائم ضد الإنسانية على نطاق واسع في المناطق الخاضعة لسيطرته في سوريا، وفي أول تقرير لها ركز بشكل خاص على ممارسات التنظيم في سوريا، عرضت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة صورة رهيبة عن تفاصيل ما يحصل في المناطق الخاضعة لسيطرة الجهاديين المتطرفين بما يشمل مجازر وقطع رؤوس وأخذ نساء سبايا وإرغامهن على الحمل.
• قال المتحدث باسم القيادة الأميركية الوسطى الكولونيل باتريك رايدر لوكالة فرانس برس إنه يمكننا التأكيد على أن الطيران الأميركي ضرب هدفا في سوريا في وقت سابق من يوم الخميس مرتبطا بشبكة من عناصر سابقين في القاعدة يسمون "مجموعة خراسان" التي تعد لهجمات خارجية ضد الولايات المتحدة وحلفائها، ورفض المتحدث الإدلاء بتفاصيل إضافية عن الغارة الجوية، وهي الأخيرة في سلسلة غارات شنت على هذه المجموعة التي يقول المسؤولون الأميركيون إنها تضم مقاتلين من القاعدة وجبهة النصرة، وأضاف أننا سنواصل اتخاذ كل التدابير الضرورية لتفكيك مشاريع الاعتداءات على الولايات المتحدة.
• جددت وزارة الخارجية تحذيرها للمواطنين الأميركيين بعدم السفر إلى سورية، مشددة على ضرورة مغادرة الأميركيين المتواجدين في سورية للبلاد فورا، وجاء في بيان الخارجية أن الهدف من التحذير من السفر إلى سورية والذي يعقب التحذير الصادر بتاريخ 5 أيار/مايو 2014 هو تذكير المواطنين الأميركيين بأن الوضع الأمني في سورية لايزال خطرا ومن الصعب توقع ما سيحدث حيث أن الحرب الأهلية ما بين القوات النظامية والمعارضة المسلحة لا تزال دائرة في كل البلاد بالإضافة إلى تفاقم خطر الاختطافات والتفجيرات والقتل، وأضاف البيان ليست هناك منطقة في سورية تعتبر آمنة، واحتمال شن هجمات معادية ممكن في كل ربوع البلاد بالإضافة إلى الاختطافات واستعمال الأسلحة كيميائية ضد المدنيين والقصف العشوائي لمناطق عامرة بالسكان، وهو ما يزيد من خطر القتل أو الإصابة بجروح خطيرة.
• قال رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي إن العراق سيحتاج حوالي 80 ألف جندي ذوي كفاءة لاستعادة الأرض التي استولى عليها تنظيم "الدولة الإسلامية" المتشدد واستعادة السيطرة على حدوده مع سوريا، ونوه ديمبسي في جلسة للكونغرس إلى أن طلب مزيد من القوات الأمريكية في العراق يتعلق بإقامة مراكز للمساعدة في تدريب القوات الإضافية اللازمة.
• أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن مجموعة "أصدقاء سوريا" تتهم دمشق دون أساس بعدم الاستجابة في التفاوض حول التسوية بدلاً من البحث عن سبل التعاون في مكافحة الإرهاب، ونقلت قناة "روسيا اليوم" عن المتحدث باسم الخارجية الروسية، ألكسندر لوكاشيفيتش قوله: إن بلاده تسعى إلى المضي قدما نحو تسوية الأزمة السورية على أساس بيان جنيف الصادر، في 30 يونيو 2012، وأكد وجود مبادرة لعقد اجتماع بين ممثلي الحكومة والمعارضة السورية، لكن ذلك يتطلب تشكيل وفد يجمع مختلف أطياف المعارضة الخارجية والداخلية.
• قالت مصادر دبلوماسية رفيعة إن موسكو تعكف على تشكيل "مجموعة أصدقاء دي ميستورا" والتي تضم روسيا والولايات المتحدة والسعودية وتركيا وإيران ومصر لدعم جهود حل الأزمة السورية، ويدور أيضا، بحسب المصادر، عن عقد اجتماع للمجموعة "أصدقاء دي ميستورا" المبعوث الأممي إلى سوريا تحضيرا لـ"جنيف 3"، وأوضحت أن بنود اتفاق جنيف حزيران 2012 ماتزال صالحة، وخاصة ما يخص البندين المتلازمين وهما مكافحة الإرهاب والعملية السياسية في سوريا التي تشكل المصالحة الوطنية على أسس حقيقية، كما يشير المصدر الى أهمية إعادة إعمار سوريا بالتساوي مع التسوية السياسية، وأكدت المصادر على حرص موسكو واستعدادها لتقديم كل ما بوسعها من أجل عقد اللقاءات التشاورية غير المشروطة بين الفرقاء السوريين، بحسب "روسيا اليوم".
• أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن وزير خارجية الأسد وليد المعلم سيتوجه إلى موسكو في 26 تشرين الثاني/نوفمبر لإجراء مفاوضات بينما طلبت دمشق من روسيا تسريع تسليمها صواريخ مضادة للطيران من طراز "إس-300"، وقال الناطق باسم الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش في مؤتمر صحافي إن المفاوضات مع المعلم ستجرى في موسكو في 26 تشرين الثاني/نوفمبر، بدون أن يضيف أي تفاصيل.
• عينت وزارة الخارجية البريطانية غاريث بيلي مسؤولا جديدا للعمل على الملف السوري، فيما قررت وزارة الخارجية أن يتسلم جون ويلكس ممثل بريطانيا السابق في الملف السوري منصبه كسفير في سلطنة ُعمان، وقد عمل السفير غاريث بيلي في السلك الدبلوماسي في المملكة المتحدة لما يقرب من 20 عاما، مختص بشكل أساسي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فضلا عن الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، وقد عمل في القاهرة وعمان وبغداد ونيويورك والقدس، وولد ونشأ في إسكتلندا، وتلقى تعليمه في جامعات أكسفورد وبرينستون