المشهد المحلي:
• اختتم رئيس الائتلاف السوري المعارض خالد الخوجة زيارة غير معلنة إلى العاصمة الأردنية استمرت ثلاثة أيام، عقد خلالها اجتماعات مكثفة مع قيادات الجبهة الجنوبية في سوريا والمدعومة من الأردن، وفق ما أكدت مصادر سورية معارضة للجزيرة نت، وقالت المصادر التي اشترطت عدم ذكرها لحساسية الموضوع إن الطابع غير المعلن الذي فرض على الزيارة جاء بناء على رغبة أردنية، وقالت المصادر إن الاجتماعات بحثت تشكيل مجلس عسكري جديد يمثل معظم فصائل الجيش الحر لتأسيس جيش وطني يتبع وزارة الدفاع في الحكومة المؤقتة التابعة للائتلاف، كما بحثت اختيار ممثلين من الفصائل الفاعلة لإشراكهم بالائتلاف، عوضا عن مطالبة الخوجة بفرض سيطرة الحكومة المؤقتة على المناطق الجنوبية المحررة من خلال اعتماد تشكيلات مدنية منبثقة عن الحكومة المؤقتة، لكن المصادر نفسها أشارت إلى أن المجتمعين لم يتوصلوا إلى أي اتفاق على صعيد الملفات التي بُحثت، باستثناء الاتفاق على عقد اجتماعات مماثلة خلال الفترة المقبلة، وربما الشهر المقبل.
• أكد الأمين العام السابق للائتلاف السوري المعارض نصر الحريري المعلومات التي سبق تداولها عن اجتماع عقد في الأردن بين وفد مصغّر من الائتلاف ترأسه خالد خوجة، رئيس الائتلاف، وشاركت فيه فصائل مقاتلة في الجبهة الجنوبية تمهيدًا لتشكيل القيادة العسكرية العليا التي تنصّ عليها المادة 31 من النظام الداخلي للائتلاف، وحسب كلام الحريري لـ"الشرق الأوسط" فإن خوجة اتخذ قرارا منفردا بحل المجلس العسكري وقرارا منفردا آخر بالتواصل مع بعض الفصائل العسكرية دون أخرى، وعلمنا أن الاجتماع الذي عقد في الأردن لم يكن موفقًا، كما أن الطروحات التي تم التقدم بها لم تكن مناسبة، وأوضح الحريري أنّه ستجرى مساءلة رئيس الائتلاف عن المستجدات، لافتا إلى أن التوجه هو لتشكيل لجنة تتواصل مع كل الفصائل المقاتلة دون استثناء تمهيدًا لإنشاء قيادة عسكرية عليا، وأضاف أن الهيئة العامة هي التي ستتخذ القرار الرسمي حول مصير المجلس العسكري الذي نسعى لتوسعته كما حول القيادة العسكرية المزمع تشكيلها.
• ثمّن المعارض السوري فايز سارة، ما خرج عن مؤتمر القاهرة الأخيرة لأطراف المعارضة السورية المؤمنة بالحل السياسي الذي انعقد يومي 8 و9 يونيو(حزيران) الجاري من بنود تنفيذية وقراءة عملية واضحة لبيان جنيف الأول، وشدد على أن التطورات التي تشهدها سوريا دفعت المجتمع الدولي ينظر بصورة متطورة للأزمة السورية المشتعلة منذ ما يزيد عن أربعة أعوام متتالية، مؤكداً سعي المعارضة السورية لتنفيذ بيان جينيف الأول بعد ثلاثة أعوام من إصداره، وانتقد سارة أداء المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، مستشهدًا بفشل مبادرته الخاصة بوقف القتال في حلب، نافياً أن تؤتي تحركاته ولقاءاته مع أطراف الأزمة السورية في جنيف بنتائج، كما حذّر سارة من تنامي خطورة الدور الإيراني في سوريا، مؤكدا أننا بهذا الشكل أمام تحول الموقف الإيراني إلى احتلال مباشر واضح.
• عبّرت جبهة النصرة عن أسفها للأحداث التي وقعت في قلب لوزة في ريف إدلب، والتي شارك فيها عدة عناصر من الجبهة دون الرجوع إلى أمرائهم، وبمخالفة واضحة لتوجيهات قيادة الجبهة، وأوضحت أنه بمجرد وقوع الحادثة انطلقت عدة وفود ولجان من الجبهة للوقوف على الحادث بأنفسهم وتطمين أهالي القرية والتأكيد على أن ما وقع هو خطأ غير مبرر وتم بدون علم القيادة، و أكدت أن القرية ما زالت وأهلها آمنين مطمئنين تحت حمايتها وفي مناطق سيطرتها، مشيرة إلى أن كل من تورط في تلك الحادثة سيقدَّم لمحكمة شرعية ويُحاسب على ما ثبت في حقه من دماء، وشددت النصرة في بيانها على أنها منذ بداية تواجدها في سوريا لم توجِّه سلاحها إلا لمن اعتدى وصال على دماء وأعراض المسلمين، وطالبت الجميع بتوخي الدقة وتحري الحقيقة والوقائع قبل نشرها ونقلها، منوهة إلى أن أبواب جبهة النصرة مفتوحة للجميع، ومثل هذه الأخطاء واردة الحدوث لدى الجميع.
• أكّد عضو لجنة المتابعة والتنسيق المنبثقة عن مؤتمر القاهرة للمعارضة السورية أن اللجنة بدأت التواصل مع القوى العظمى والدول الإقليمية لحشد تأييد لمخرجات المؤتمر، وشدد على أنها ستتواصل أيضاً مع كل من لم يحضر مؤتمر القاهرة من المعارضات السورية بسبب موقفها المسبق أو بسبب ظروف أو مكان انعقاد المؤتمر، وحول ظروف انعقاد المؤتمر ونتائجه، قال المعارض السوري هيثم منّاع، عضو لجنة المتابعة والتنسيق للمؤتمر، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء إن المؤتمر ظُلم كثيراً بالصورة والمخرجات والجهد الذي بُذِل من أجله، وكذلك ظُلِمت الوثائق التي نتجت عنه والتي تُعتبر أكثر الوثائق السورية تقدّماً ونُضحاً ومواكبة للأحداث والتغييرات في البلد، وأفضل ترجمة من جهة لبيان جنيف من خلال خارطة الطريق ومن جهة ثانية كميثاق وطني جامع لكل السوريين، ويمكن أن تُشكّل هذه الوثائق نقاط استناد ومبادئ أساسية لبناء سورية الجديدة، وفق توصيفه.


المشهد الإقليمي:
• شدد أحمد بن محمد الجروان رئيس البرلمان العربي، على ضرورة أن تسعى فصائل وقوى المعارضة السورية على توظيف النتائج الإيجابية التي أسفر عنها مؤتمرها الأخير بالقاهرة، والتي تمثلت في إصدار وثيقتين مهمتين إحداهما تتعلق بخارطة طريق الحل السياسي والثانية بميثاق العمل الوطني وكلاهما تحمل رؤى ومقاربات مهمة لتوحيد رؤيتها باتجاه مستقبل سوريا ومقومات الحل السياسي التي من شأنها أن تضع قوى المعارضة في موقف الممثل القوي للشعب السوري، وقال الجروان إن البرلمان العربي يعول كثيرا على فعالية الدور المصري في المساهمة في بلورة ورعاية حلول سياسية للأزمة السورية وهو ما باتت تقتنع به كافة الأطراف، مطالبا المعارضة بالاستفادة مما تقدمه مصر من دعم لها ولتطلعات الشعب السوري المشروعة في التغيير والديمقراطية.
• دان وزير العدل اللبناني أشرف ريفي ما حصل مع الدروز في "قلب لوزة" و اعتبر إن هذا العمل لا يخدم إلا مصالح نظام بشار الأسد والوضع الاسرائيلي، كما دعا إلى التحضر لسقوط بشار الأسد الذي بات قريباً، مؤكداً إن ما يعني لبنان هو أن تمر تداعيات هذ السقوط بأقل خسائر ممكنة على البلد، و شدد ريفي على عدم شرعية سلاح "حزب الله" الإرهابي حيث قال خلال حديثة لـ"صوت لبنان" الذي تناقلته الوكالات اللبنانية بأنه يجب الحذر من أن أي انتشار للجيش اللبناني قد يجر لبنان إلى حرب استنزاف، مضيفاً بأن الجيش لديه آلية دفاع، وأنه لا يؤمن بالبندقية غير الشرعية، ولكن الحزب وضع نفسه ببندقية استنزافية.
• قالت مصادر مقربة من "حزب الله" الإرهابي أن هناك قرار إيراني بأن يبقى قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، مسؤولاً عن الملف السوري بكامله طالما لم يتم التوقيع على اتفاق نهائي بشأن الملف النووي الإيراني مع الدول الكبرى، وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء إن الأنباء التي تتداولها المعارضة السورية حول سحب الملف السوري من يد سليماني، مغلوطة، وفق تأكيده.
• ذكرت وكالات أنباء إيرانية أن إيران تسعى لاستعادة جثمان ضابط كبير في الحرس الثوري الإيراني قتل في نيسان بجنوب سوريا، وهو، بحسب "سكاي نيوز"، ثاني ضابط إيراني كبير يقتل في سوريا هذا العام، وقالت وكالة تسنيم للأنباء إن هادي كجباف وهو ضابط برتبة عقيد في الحرس قتل قرب بلدة بصر الحرير التي حررها الثوار بعد أن تمكنوا من دحر قوات الاحتلال الإيرانية، وقالت وكالة فارس شبه الرسمية للأنباء إن ثلاثة إيرانيين آخرين قتلوا مع كجباف بينهم رجل دين شيعي، وقال سجاد كجباف ابن القائد القتيل لتسنيم إن الجثمان كان من المقرر أن ينقل جوا إلى إيران مساء أمس الجمعة بعد أن تأخر يوما، ولم يتضح كيف استطاعت إيران استرداد الجثة.
• اعتبر رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، علاء الدين بروجردي، أن الإرادة الإلهية والدعم الإيراني هما وراء بقاء بشار الأسد في السلطة، وقال بروجردي في كلمة ألقاها في الملتقى التاسع عشر لرواد الجهاد والشهادة بمحافظة همدان (غرب إيران)، إنه لا يمكن لأي قوة في العالم مواجهة نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مشيرا إلى عجز أمريكا التي تعد القوى الأولى بالعالم، في وقف الأنشطة النووية الإيرانية، وأضاف بروجردي أن الوضع الراهن خطير جدا، حيث يتواجد عشرات الآلاف من "الإرهابيين" في مواجهة سوريا، لكن من جهة أخرى فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية وعلى رأسها قائد الثورة الإسلامية (علي خامنئي) ومن منطلق مصالح الإسلامية تعتقد بأن "المقاومة" يجب أن تبقى، على حد وصفه.


المشهد الدولي:
• يصوت الكونغرس الأميركي خلال الأيام المقبلة على قرار بتخفيض موازنة أحد برامج وكالة الاستخبارات الأميركية السرية، الذي يتعلق بتدريب وتسليح المعارضة السورية، وكانت لجنة الاستخبارات في الكونغرس قد صوتت بالإجماع على تخفيض تمويل البرنامج بنحو 20%، هذه الأنباء شكلت حلقة جديدة من الانتقادات للإدارة الأميركية بشأن استراتيجيتها في الشرق الأوسط، ورفعت مجدداً علامات استفهام عن تخبط تعيشه الإدارة الأميركية حيث تأتي بالتزامن مع انتصارات يحققها مقاتلو المعارضة على الأرض وتراجع لقوات النظام، الواقع الذي توقع معه العديدون تعزيز الدعم الأميركي للمعارضة لحسم النزاع، إلا أن إدارة أوباما خالفت المتوقع مجدداً.
• يلتقي المبعوث الأممي الخاص لسورية ستافان دي مستورا غداً بممثلين عن لجنة المتابعة والتنسيق المنبثقة عن مؤتمر "المعارضة السورية من أجل الحل السياسي" الذي انعقد في القاهرة قبل أيام للاطلاع على تفاصيل نتائج المؤتمر والخطوات المستقبلية التي ستقوم بها اللجنة من أجل لحصول على تأييد عربي وإقليمي ودولي لخارطة الطريق التي أقرها المؤتمر، ووفق مواكبين للملف السوري لدى المبعوث الأممي فإنه اطلع على الوثيقتين اللتين نتجتا عن المؤتمر (الميثاق الوطني وخارطة الطريق)، وفي الغالب سيقدمهما ضمن الاقتراحات التي ستُقدّم ضمن تقريره الذي سيقدمه كتقييم للوضع السوري واقتراحات للحل السياسي في خلاصة مشاوراته التي بدأها في الخامس من أيار/مايو الماضي، وكان من المفترض أن يُقدّم دي مستورا تقريره للأمم المتحدة نهاية حزيران/يونيو الجاري بعد أن يُنهي مشاورات منفصلة مع أطراف النزاع السوري لكن سرعان ما تم تأجيل موعد تقديم التقرير وتمديد فترة المشاورات لتموز/يوليو القادم، ووفق المصادر من المُرجّح أن يتم تقديم التقرير منتصف الشهر المقبل.
• بينت بعض التفاصيل التي تسربت عن لقاءات المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا في جنيف وجود فجوات في الرؤية، ليس فقط بين الجهات الداعمة لنظام الأسد، مثل إيران وروسيا من جهة ومجموعة أصدقاء الشعب السوري و"نواتها الضيقة" من جهة أخرى، بل داخل المعسكرين نفسيهما، وذلك حول نقطتين أساسيتين: مصير الأسد وأولويات الحرب القائمة في هذا البلد، وبالمقابل، وكشفت مصادر دبلوماسية اطلعت على مضمون المحادثات، لصحيفة "الشرق الأوسط"، أن موقف الولايات المتحدة الأميركية كما نقله مسؤول الملف السوري في الخارجية الأميركية دانيال روبنشتاين، ما زال يتميز بـ"التحفظ" لجهة رحيل نظام الأسد الذي ما زالت الإدارة الأميركية ترى فيه "رافدا" في الحرب التي تقوم بها في العراق وسوريا على "داعش".
• أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين محادثات مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان في أذربيجان تمحورت حول الطاقة والأوضاع في سوريا، والتقى الرئيسان بعد يوم من حضورهما حفل افتتاح الألعاب الأوروبية التي تستضيفها أذربيجان وسط جدل حول أوضاع حقوق الإنسان في هذا البلد، وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن الزعيمان سيتبادلان الملاحظات والآراء حول الأوضاع المعقدة في الشؤون الإقليمية، أي الوضع في سوريا بالتأكيد، ويرافق بوتين وزيرا الطاقة الكسندر نوفاك والخارجية سيرغي لافروف ورئيس وكالة الطاقة النووية سيرغي كيريينكو ورئيس شركة غازبروم العملاقة الكسي ميلر، وفي الجانب التركي، ضم الوفد وزيري الخارجية مولود شاويس أوغلو والطاقة تانر يلدز.