تقرير شام السياسي 12-12-2014
المشهد المحلي:
• أعلن أمين عام الائتلاف السوري المعارض نصر الحريري، أن مبادرة المبعوث الأممي ستيفان دي مستورا طرحت كبديل عن المنطقة العازلة التي طالب بها السوريون، وفي حديث صحيفي، أكد المقداد أن المنطقة العازلة "خيار أمثل" للعودة إلى داخل سوريا وإدارة المناطق المحررة، وأفاد الحريري أنه تم تفعيل وزارة الدفاع بقيادة اللواء سليم إدريس في الحكومة الجديدة لبناء جيش وطني تكون مهمته الحفاظ على القرار السوري وقتال النظام و"حزب الله" الإرهابي و"داعش"، كاشفا أنه لأول مرة سيتم نقل جزء من عمل الحكومة المؤقتة إلى الداخل السوري.
• قدم نائب رئيس الحكومة السورية المؤقتة لتصريف الأعمال إياد قدسي استقالته في كتاب أرسله إلى رئيس الائتلاف وإلى رئيس الحكومة المؤقتة، وللأمين العام للائتلاف، وجاء في نص الاستقالة: أن ما حصل حول تشكيل الحكومة المؤقتة هو مأساة حقيقة تتجاوز مصلحة الشعب السوري إلى اصطفافات جانبية لا تخدم أهداف الثورة وشعبنا في الداخل والخارج، وقال إنني لم استطع شخصياً كنائب لرئيس الحكومة أن أحقق أكثر من 5% مما طمحت له، نظراً لعدم وجود علاقة ناظمة بين الحكومة والائتلاف، وبسبب تنازع الصلاحيات بينهما مع وجود تجاذبات حتى في الحكومة المؤقتة، وأضاف قائلا إنه بعد فشل أعضاء الائتلاف في دعم الحكومة الجديدة لكثرة التجاوزات القانونية حتى على النظام الداخلي للائتلاف، أقدم لكم طلباً لإعفائي من منصبي هذا علماً بأني قد سحبت ترشيحي لمنصب رئيس الحكومة في اجتماع الهيئة العامة في الثالث عشر من تشرين الأول اكتوبر 2014 ولا أقبل أن يستمر هذا الحال على ما هو عليه.
• تسعى فصائل الجيش السوري الحر إلى تأمين البعد العسكري لأي حل سياسي، إذ إن الهدف من الثورة هو إسقاط النظام وليس انهيار الدولة، وأعلنت الفصائل في الجبهة الجنوبية، التي تضم درعا والقنيطرة وريف دمشق ودمشق، عن تأسيس تحالف يضم 51 فصيلاً لمواجهة أي خطر يشكله النظام أو المتطرفون، وتضم هذه الفصائل في مجموعها نحو 35 ألف مقاتل، وبحسب قناة "العربية" فقد جرى الاتفاق على إكمال الثورة التي خرجت من أجل أهداف محددة وهي الحرية وتحقيق العدالة، والحفاظ على المكتسبات على الأرض، وتطوير هذا التحالف إلى أن يتم الإعلان عن تشكيل قيادة موحدة في الأيام المقبلة، وجيش يستطيع تأمين البعد العسكري عند حصول العملية السياسية وانتقال السلطة وإيجاد بديل للأسد، إضافة إلى الحصول على ثقة واعتراف المجتمع الدولي، وأكدت مصادر ألا علاقة تنسيقية تربطهم بالائتلاف السوري المعارض، وأنهم يحصلون على المساعدات والتدريب من قبل برنامج مساعدات أصدقاء سوريا، مستبعدة انضمام جبهة النصرة للتحالف، وقللت من ثقل الجبهة في المحافظات الجنوبية، حيث تسيطر فصائل الجيش الحر الأخرى على ثمانين في المئة من هذه المناطق.
• أكد نائب وزير خارجية الأسد فيصل المقداد، في حديث لصحيفة "الأخبار" اللبنانية، أن الأصدقاء الروس ما زالوا يأخذون بيان جنيف في الاعتبار، لكنهم متمسكون بتعديلين رئيسيين فرضتهما التطورات منذ 30 حزيران 2012، هما، أولاً، سيطرة الظاهرة الإرهابية التي باتت تهدد الإقليم كله والعالم، وثانياً، الانتخابات الرئاسية السورية "ذات الصدقية" في حزيران 2014، حسب زعمه، لافتاً إلى أن ذلك يعني أن المبادرة الروسية تنطلق من ثابتين أساسيين، داخليا، وهما خارج النقاش، (1) أولوية مكافحة الإرهاب، وتوحيد جميع القوى الوطنية السورية في المعركة ضد الإرهابيين، (2) شرعية الأسد، كرئيس منتخَب للجمهورية العربية السورية؛ وخارجيا، الثوابت الروسية معروفة: وحدة سوريا وسيادتها وأمنها ورفض التدخلات في شؤونها.
• كشف تجمع القلمون الغربي التابع للجيش الحر تفاصيل الإفراج عن الأسير عماد عياد التابع لـ"حزب الله" الإرهابي، وقال التجمع في بيان له إن الإفراج عن عياد جاء بسبب جبن و نذالة حزب الله الإرهابي الذي قام باختطاف النساء والأطفال، وفي التفاصيل التي أوردها البيان أكد التجمع أن مفاوضات جرت وطلبنا أسرانا مقابل الأسير ولكن بكل نذالة وجبن لجأ "حزب الله" الإرهابي إلى اعتقال زوجة أحد قادة المجموعات وأطفاله المتواجدين في دمشق وقطع حبل المفاوضات ولجأ الى التهديد بالأطفال والنساء حتى نوافق على شروطه وما كان منا إلا أن وافقنا غيرة منا على ديننا وأعراضنا واستلمنا العائلة المحتجزة وقام بتسليمنا أسير حمصي الأصل منشق عن الجيش وأسير من مدينة يبرود كان قد قبض عليهم داخل لبنان وقال أنها بادرة حسن نية، بحسب ما نقلت "حارة إف إم".
المشهد الإقليمي:
• قال المتحدث باسم الجيش الأردني، العقيد ممدوح العامري، إن قوات حرس الحدود لم تقم بإعادة جريح من اللاجئين السوريين إلى بلاده، مشيرا الى أن نقاط عبور اللاجئين على الحدود استقبلت 44 مصابا وجريحا خلال الأسبوعين الماضيين، وقال العامري، وفقا لبيان نشر على الموقع الالكتروني للجيش، إن القوات المسلحة مستمرة بالقيام بواجبها الإنساني والأخلاقي، في استقبال اللاجئين، عبر نقاط العبور المنتشرة وعددها 45 نقطة عبور، على طول الشريط الحدودي مع سوريا، والممتد حوالي 378 كم، وشدد العامري على أنه من حق كل دولة أن تتخذ الإجراءات التي تكفل أمنها وأمن مواطنيها وأمن المقيمين على أراضيها، عند غياب الأمن والنظام في الجهة المقابلة لها، مبينا أن هناك تدقيقا أمنيا على من يعتقد بأنهم ينتمون لتنظيمات إرهابية، وهذا الأمر معمول به من قبل أجهزة الأمن المختصة في المطارات والمعابر البرية والبحرية، وهو حق للدولة المضيفة تكفله القوانين المحلية والدولية.
• وصل المبعوث الخاص للرئيس الروسي نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، صباح اليوم الجمعة، إلى لبنان قادما من سوريا، وهي الزيارة الثانية لبيروت خلال أسبوع، لاستكمال لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين، وقام بوغدانوف، فور وصوله بيروت، بزيارة إلى الصرح البطريركي في بكركي (شمالي بيروت)، حيث التقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، لعرض مجمل التطورات، ووفق مصادر فضلت عدم الكشف عن هويتها، فإنه سيلتقي في وقت لاحق اليوم، رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع ورئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية الموالي لنظام الأسد.
• في أول زيارة له للأردن منذ توليه الرئاسة، أجرى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي محاثات مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في قصر رغدان، بعد وصوله إلى عمّان في زيارة خاطفة، الخميس، تناولت العلاقات بين البلدين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، إضافة إلى تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، وبحسب صحيفة إيلاف السعودية فقد عرض الرئيس السيسي على العاهل الأردني العائد للتو من زيارة لواشنطن والذي التقى الأربعاء رئيس الاستخبارات العامة السعودية الأمير خالد بن بندر، مبادرة مصرية حول الأزمة السورية والوضع في العراق، وخلال لقاء ثنائي مع ضيفه المصري، تبعه لقاء موسع بحضور مسؤولين كبار من البلدين، أعرب الملك عبدالله الثاني عن ترحيبه بزيارة الرئيس السيسي إلى المملكة، وما ستسهم به في تعزيز الأواصر الأخوية التاريخية وعلاقات التعاون الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين.
• قام أعضاء في مجموعة من الجمعيات والنقابات ومنظمات المجتمع المدني التركية بتوجيه رسالة إلى الحكومة التركية من أمام مبنى الحكومة السورية المؤقتة في مدينة غازي عنتاب تطالب بنقل مقر الحكومة المؤقتة خارج المدينة، وطالبت المجموعة بنقل مقر الحكومة المؤقتة من المدنية خوفاً من التهديدات الإرهابية المحتملة التي حذرت منها الولايات المتحدة قبل أيام، وكانت السفارة الأمريكية في أنقرة قد قالت إنها تلقت تقارير بأن جماعات متشددة ربما تخطط لشن هجوم على جماعة سورية معارضة في مدينة غازي عنتاب بجنوب شرق تركيا.
المشهد الدولي:
• يركز المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي مستورا، جهوده للحصول على تأييد دولي لخطته من أجل الصراع السوري، وحصل دي مستورا، أثناء تواجده في لندن، على تأييد الحكومة البريطانية لتجميد جبهات القتال، لكن المسؤولين البريطانيين الذين اجتمعوا معه شددوا على أهمية ألا يستفيد نظام الأسد من وقف إطلاق النار للسيطرة على مناطق جديدة، ويتوجه المبعوث الأممي إلى بروكسل للاجتماع مع وزراء الاتحاد الأوروبي وسط حديث عن تحضيرات لـ"جنيف 3"، الأمر الذي يرفضه الأسد، حسب مصادر في دمشق، كما يحاول دي مستورا الحصول على تأييد أطراف النزاع أنفسهم، إذ زار دمشق الشهر الماضي، واجتمع في اسطنبول وغازي عنتاب مع الائتلاف السوري وقادة المعارضة المسلحة في حلب، التي من المفترض أن تنطلق خطة تجميد القتال منها، لكن أياً من الطرفين لم يعلن تأييداً أو دعماً غير مشروط لهذه الخطة.
• حصلت قناة "العربية" على معلومات تفيد بأن إيران، أبدت مرونة في ما يتعلق ببقاء بشار الأسد ضمن أي تسوية، وقد أبلغ مصدر دبلوماسي فرنسي "العربية" عن تبدل مثير للاهتمام في الموقف الإيراني من الأسد، إذ أبلغت طهران دولاً من بينها فرنسا استعدادها مناقشة صيغة حل في سوريا يضع جانباً النقاش حول بقاء الأسد في السلطة أو رحيله عنها، وأشار المصدر الفرنسي إلى أن واشنطن ترفض التصعيد بأي شكل مع طهران حول الملفات العالقة حالياً وعلى رأسها الملف السوري وإنشاء منطقة حظر جوي فوق سوريا، بسبب الخوف على سلامة مستشاريها العسكريين في العراق حيث النفوذ الإيراني كبير، كما أكد الدبلوماسي الفرنسي أن نظام الأسد ليس بالقوة التي يتصورها البعض، وخصوصاً النقص الكبير في موارده العسكرية.
• أعربت موسكو عن أملها باستضافة المفاوضات الخاصة بتسوية النزاع السوري، قبل نهاية كانون الثاني (يناير) 2015، وقال ميخائيل بوغدانوف، المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط نائب وزير الخارجية الذي قابل بشار الأسد يوم الأربعاء الماضي للصحافيين في العاصمة اللبنانية بيروت: إننا نأمل بأن ننجز هذا بأسرع وقت، وإذا توفرت الرغبة لدى شركائنا السوريين، فمن الممكن عقد المفاوضات السورية – السورية قبل نهاية كانون الثاني (يناير) المقبل، وأضاف بوغدانوف أن روسيا مستعدة لاستضافة ممثلين عن المجموعات المعارضة المختلفة التي تعمل داخل سوريا وخارجها، وبعد ذلك يمكن أن يشارك ممثلون عن حكومة الأسد في مرحلة ثانية من الاجتماعات بغية التوصل إلى اتفاق حول سبل التسوية، مشددًا على أن روسيا تؤكد على ضرورة إيجاد حل سياسي تفاوضي للأزمة السورية.