تقرير شام السياسي 10-06-2015
المشهد المحلي:
• عقد الائتلاف الوطني السوري، اليوم في إسطنبول، لقاءه التشاوري الثاني مع ممثلي الفصائل العسكرية السورية، وبحث المجتمعون آليات تشكيل قيادة عسكرية مشتركة والسماع لمطالب ممثلي الفصائل بإصلاح الائتلاف أو إعادة هيكلته، وناقشوا إصدار وثيقة مشتركة يبنى عليها رؤية شاملة لمستقبل سورية، وأكد المجتمعون على وحدة سورية أرضاً وشعباً وأن التراب والدم السوري كل متكامل لا يقبل التقسيم أو التفرقة، واستمرار الثوار بعمليات التحرير حتى إسقاط نظام الأسد وطرد كافة التنظيمات الإرهابية والميليشيات التابعة له، وعودة المهجرين السوريين إلى منازلهم، ونفى رئيس الائتلاف خالد خوجة وجود اجتماع آخر للفصائل في عمان، كما تناولته بعض وسائل الإعلام، مؤكداً على تواصل الائتلاف مع كافة القوى الثورية على الأرض بهدف تكوين بوصلة للمرحلة القادمة.
• اعتبر عضو الائتلاف الوطني السوري ورئيس المجلس الوطني السابق عبد الباسط سيدا أن تحرير اللواء 52 والتقدم العسكري اللافت للثوار في الجنوب السوري يؤكد أن الطريق نحو دمشق العاصمة بات هو الهدف، كما أكد سيدا على أن هذا الإنجاز الميداني يستوجب ارتقاء الجهود السياسية إلى المستوى الذي تستطيع بموجبه مواكبة ما يجري، والعمل على توحيد القرار استعداداً للتحديات والاستحقاقات القادمة، كما أشاد الناطق الرسمي باسم الائتلاف ببطولات الثوار في حوران وسائر جبهات سورية، مؤكداً أن ما يجري على الأرض هو المسار الطبيعي للأحداث، خاصة عندما تتحد كلمة الثوار وتتضافر جهودهم، مؤكدا أن معارك التحرير مستمرة لتشمل جميع أرجاء سورية، فيما يتعهد الائتلاف بمواصلة مساعيه من أجل الوصول إلى حل سياسي يضمن تحقيق تطلعات الشعب السوري، ويحقن المزيد من الدماء، ليتمكن السوريون من إلقاء السلاح والعودة إلى بناء سورية المستقبل.
• كشف مصدر بمؤتمر القاهرة الثاني للمعارضة السورية من أجل الحل السياسي في سوريا، عن خطة لجنة المتابعة والتنسيق المنبثقة عن المؤتمر للتحرك العربي والدولي للتسويق لـ"خارطة طريق الحل السياسي التفاوضي من أجل سوريا ديمقراطية" والتي اعتمدها المؤتمر، مساء أمس الثلاثاء، تحت رعاية مصرية، وبمشاركة واسعة من مختلف أطياف المعارضة السورية في الداخل والخارج، وعلمت مصادر إعلامية مختلفة أن رئيس الائتلاف السوري الأسبق أحمد الجربا، والذي كان مشاركاً بمؤتمر القاهرة تلقى عِدة اتصالات من عدد من وزراء خارجية الدول العربية والغربية، للاطلاع منه على نتائج المؤتمر، وقال المستشار الإعلامي لأحمد الجربا عبد الجليل السعيد في تصريح له لموقع "24" ، إن اللجنة ستتوجه إلى المملكة العربية السعودية والإمارات، بمشاركة الجربا في مستهل جولة خارجية لاستعراض نتائج مؤتمر القاهرة، على أن تبدأ بعده لقاء هام ستعقده اللجنة مع الخارجية المصرية، دون أن يحدد موعد.
• نفى وزير عدل نظام الأسد نجم الأحمد الشائعات التي تحدثت عن اختطافه، مؤكداً أن ثقة السوريين بالجيش لا حدود لها، وفي تصريح لـ قناة "الإخبارية السورية" التابعة للنظام، قال الأحمد إنه لو أردنا أن نلاحق القنوات المغرضة لأكاذيبها لطبقت عليها كل قوانين العالم، وفي حديث آخر إلى قناة "المنار" التابعة لـ"حزب الله" الإرهابي، لفت إلى أن القنوات الإعلامية المضللة شريكة في سفك الدم السوري ولا نعير اهتماماً للشائعات، حسب تعبيره، وقال "جيش الإسلام" صباح اليوم على موقعه الرسمي إن عملية إنغماسية محكمة في قلب دمشق تسفر عن اعتقال شخصية قيادية بارزة من مليشيات الأسد واقتياده إلى الغوطة الشرقية، وبعد ساعات، أكدت قناة الجزيرة نقلاً عن "جيش الإسلام" إعلانه اعتقال الأحمد في دمشق ،لينفي الجيش الخبر بعد ساعة من نشره، مؤكدا أنه لم يصرح ويعلن حتى الآن عن اسم الشخصية القيادية البارزة التي تم اعتقالها صباح هذا اليوم من دمشق.
• اعتبر وزير خارجية الأسد وليد المعلم أن الانتخابات البرلمانية التركية الأخيرة أسقطت طموحات أردوغان وأثبتت للرأي العام التركي والعالمي أن الشعب التركي يرفض سياساته أردوغان الخاطئة، حسب تعبيره، وخلال الجلسة الأسبوعية لحكومة الأسد قال المعلم: إن إنجازات قواتنا المسلحة الباسلة في الحسكة هامة جداً لأنها أسقطت مشروعاً سياسياً كان معداً للحسكة، معتبراً أن ما جرى في محافظة الحسكة قدم نموذجاً للتلاحم المميز بين الشعب والجيش الذي صنع انتصارات جبارة تعبر عن إرادة الشعب السوري وتصميمه على تحقيق الانتصار النهائي والكبير على الإرهاب، على حد تقديره.
المشهد الإقليمي:
• أعلنت الخارجية المصرية تفاصيل خارطة الطريق لحل الأزمة السورية، وقال السفير بدر عبدالعاطي، المتحدث باسم الخارجية المصرية، إن البيان الختامي لمؤتمر المعارضة السورية المنعقد في القاهرة أسفر عن خارطة طريق لحل الأزمة، مشيرا إلى أن إصرار السلطة على إنكار الثورة الشعبية السورية ومطالبها المشروعة بالحرية والكرامة واختزال ما يجري بالمؤامرة، بالإضافة إلى الرد الأمني العسكري العنيف عليها قد أوصلها إلى حدودٍ من الدموية غير المسبوقة وكذلك فإن تقاعس المجتمع الدولي عن القيام بواجباته في إيجاد حل لهذه القضية قد أطال عمر الصراع، ونص البيان الختامي على أن القضية السورية دخلت في مراحل متصاعدة من التعقيد والعسكرة الناجمة عن سياسات النظام القمعية وقوى التطرف والإرهاب، والتدخلات المتعددة الأشكال التي حولت سوريا إلى ساحة صراع إقليمي ودولي ملوث بالعنف والمذهبية، وكلها باتت تهدد الوجود السوري والمنطقة، ومع استحالة الحسم العسكري لأي طرف، تقودنا الصراعات المسلحة نحو السيناريوهات الأشد ظلامية، التي تجعل من سوريا كدولة وشعب الخاسر الأكبر.
• أفاد مصدر رسمي تركي أن أكثر من ألفي لاجئ هربوا من المعارك بين القوات الكردية وجهاديي تنظيم "داعش" في شمال سوريا عبروا الأربعاء الحدود مع تركيا، وأوضح مسؤول تركي أن من بين هؤلاء النازحين الـ2000 هناك 686 عراقيا غادروا في البداية بلادهم ثم اضطروا بعد ذلك للهرب من سوريا، ودخل هؤلاء تركيا عبر مركز اكتشاكاليه الحدودي في محافظة شانلي أورفا (جنوب شرق) كما أوضح المصدر نفسه، وأضاف المسؤول أن مع هؤلاء الواصلين الجدد يرتفع عدد اللاجئين الذين استقبلوا على الأراضي التركية منذ بدء المعارك العنيفة في المناطق الشمالية في سوريا إلى نحو تسعة آلاف.
• قال زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني وليد جنبلاط إن نظام الأسد انتهى بعد سيطرة المعارضة أمس على مقر "اللواء 52" في درعا (جنوب)، وطالب الطائفة الدرزية في جنوب سوريا بالمصالحة مع المعارضة التي يزداد تقدمها في المنطقة، وفي تغريدات نشرها على حسابه الرسمي بموقع تويتر، أكد جنبلاط أن الشعب السوري ينتصر اليوم ويسقط النظام، مذكرا بمواقفه في دعم الثورة السورية منذ انطلاقتها عام 2011 حين كانت أولى رسائل التضامن مع الشعب السوري أثناء تصديه السلمي لطغيان النظام، كما دعا جنبلاط وهو من زعماء الطائفة الدرزية في لبنان أبناء طائفته في محافظتي درعا والسويداء بسوريا إلى المصالحة مع أهالي المنطقة، وكتب قائلا: إلى أهل جبل العرب أقول: وحدها المصالحة مع أهل حوران وعقد الراية تحميكم من الأخطار، مضيفا أن هذه المصالحة هي الحماية والضمانة، واعتبر جنبلاط أن أبطال درعا انتصروا، كما أن تضحيات المناضلين والمناضلات في جبل العرب الذين واجهوا النظام انتصرت.
• أعلن أمين عام "حزب الله" الإرهابي حسن نصر الله، أن مقاتليه حققوا "إنجازات" في منطقة القلمون السورية ضد جبهة النصرة، وأحرزوا "تقدماً" في محيط بلدة عرسال اللبنانية المحاذية للحدود مع سوريا، وقال نصرالله خلال مؤتمر، عقد في بيروت عن المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي، إن المعركة مع تنظيم "داعش" بدأت فعلاً بعد أن هاجمت عناصرها أمس مواقع لـ"حزب الله" في منطقة رأس بعلبك الحدودية، مشيراً إلى أن الحزب حقق إنجازات في القلمون صباح اليوم، وأن القمم العالية أصبحت تحت سيطرة "الجيش السوري" والحزب، وأصبحت لديهم السيطرة الكافية بالنار على الجرود، وتحدث نصر الله عن تقدم كبير في محيط عرسال وعن هزيمة حقيقة لجبهة النصرة، بحسب وصفه، مشددا على أن التطور المهم هو بدء المعركة مع "داعش"، وفق وكالة الأناضول.
• نفت إيران مجددا وجود قوات لها في سوريا دعما لعصابات الأسد، وذلك بعدما تحدثت مصادر عسكرية سورية عن وصول آلاف المقاتلين الإيرانيين أخيرا إلى هذا البلد، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم في مؤتمرها الصحافي اليومي إن المزاعم عن وجود عسكري لدول صديقة لسوريا لا أساس لها، وأضافت أن الحكومة والشعب السوريين لديهما القدرة على المقاومة وسيظلان قادرين على ذلك مستقبلا، كما جددت المتحدثة انتقاد الخطأ السياسي الذي ترتكبه الدول التي تساعد في تدريب مقاتلي المعارضة السورية.
• واصلت القيادات الأمنية الإسرائيلية التحذير من التداعيات الخطيرة لسقوط نظام الأسد المحتمل، مشددة على أن هذا التحول سيفضي إلى ولادة تحديات أمنية غير مسبوقة، وقال الجنرال قائد المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال، أفيف كوخافي، إنه يتوجب إعادة بناء الجيش الإسرائيلي لتمكينه من مواجهة خطر التنظيمات الإسلامية السنية التي يتوقع أن تلعب دورا رئيسا في سوريا بعد نظام الأسد، ونقلت صحيفة "ميكور ريشون" عن كوخافي قوله إنه على الرغم من أن التنظيمات السنية التي تقاتل الأسد حاليا لا تبدي حرصا على استهداف العمق الإسرائيلي بسبب تركيزها على التخلص من نظام الأسد، إلا أن هذا الواقع يمكن أن يتغير في لحظة، مما يستدعي الحيطة والحذر، وأشار كوخافي إلى أنه يمكن ملاحظة نشاط وحضور الجماعات الإسلامية السنية المقاتلة في كل سوريا، وتحديدا في هضبة الجولان.
المشهد الدولي:
• أعلن وسيط الأمم المتحدة في سوريا ستافان دي ميستورا أنه سيواصل المشاورات بين الأطراف السورية في تموز، وأوضحت جيسي شاهين المتحدثة باسم الوسيط الأممي في بيان لوسائل الإعلام أن هذه العملية ستستمر في تموز، وأشارت إلى أنه في الأسابيع المقبلة، ينوي الموفد الخاص ابلاغ الأمين العام (بان كي مون) بنتيجة هذه العملية، موضحة أن دي ميستورا يأمل بأن يكون قادرا عندها على تحديد كيفية مساعدة الأطراف السوريين في بلوغ حل سياسي، وكان مقررا أصلا أن تستمر هذه المشاورات ما بين أربعة وستة أسابيع، وشارك فيها حتى الآن ممثلون لحكومة الأسد والائتلاف الوطني السوري المعارض إضافة إلى ممثلين وسفراء للأطراف المدعوين بينهم إيران وخبراء وممثلين للمجتمع المدني.
• اعتبر رئيس أركان القوّات الجوية الفرنسية الجنرال دوني ميرسييه، أنه ينبغي استهداف مراكز قيادة "داعش" بشكل أكبر، ملاحظاً أن هذه المهمّة معقّدة خصوصاً بسبب انتشار التنظيم في سوريا، وقال الجنرال الفرنسي دوني ميرسييه خلال لقاء مع الصحافيين إن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتّحدة يواجه وضعاً حسّاساً في سوريا، حيث لا تشارك فرنسا في الضربات الجوية، لأن العمليات ضدّ "داعش" قد تؤدّي إلى تعزيز نظام الأسد، وفي العراق، طلبت السلطات الوطنية عدم استهداف هذه المواقع المحورية، وفي المقابل، رفض ميرسييه التساؤلات حول مدى فاعليّة حملة الضربات الجوّية ضدّ التنظيم المتطرّف، وأشار إلى أن المقاتلات الفرنسية نفّذت مئات الضربات في العراق، منذ بدء التدخّل الفرنسي في سبتمبر/ أيلول 2014، من دون تفاصيل إضافية، وتتحدّث هيئة الأركان عن 135 ضربة وتدمير نحو مئتي هدف.
• نفذ الجيش اللبناني استعراضا بالذخيرة الحية لصواريخ متطورة أمدته بها الولايات المتحدة للمساعدة في قتال "المتطرفين الإسلاميين" على طول الحدود المضطربة مع سوريا، وقالت السفارة الأمريكية إن عرضا أقيم في قاعدة للجيش اللبناني في منطقة بعلبك شرقي البلاد بمناسبة تسليم أكثر من مائتي صاروخ من نوع تو - 2 التي يقدر ثمنها بما يقرب من 10 ملايين دولار، وتعد الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات جزءا من شحنة أسلحة وذخائر وصلت إلى بيروت على دفعات هذا العام.
• بحث مفوض الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف الوضع في سوريا مع ممثل "جبهة التغيير والتحرير" السورية المعارضة قدري جميل، وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية الروسية أن الطرفين تبادلا الآراء بشأن تطورات الأوضاع في سوريا وأفق تسوية الأزمة سياسيا، ووقف العملية العسكرية في البلاد عبر حوار سوري سوري شامل على أساس بيان جنيف الصادر في الـ30 من يونيو/حزيران عام 2012، وأفادت الوزارة بأن بوغدانوف أجرى في وقت سابق الثلاثاء محادثات مع السفير الفرنسي في موسكو جان موريس ريبير، تناولت القضايا الملحة للأجندة الشرق أوسطية، بما فيها مسائل التصدي للخطر الإرهابي، وذكر البيان أن اللقاء ركز على أفق تسوية الأزمة في سوريا واستتباب الأوضاع في ليبيا.