تقرير شام السياسي 1-1-2015
المشهد المحلي:
• رفض الأمين العام السابق للائتلاف الوطني السوري، بدر جاموس، دعوة روسيا للحوار مع النظام في موسكو، واعتبر في رسالة إلى أعضاء الائتلاف أن الهدف مما يحصل في موسكو وما يسمى لقاء موسكو تشتيت المعارضة، وخلق وفد يتفاوض مع النظام وإعادة تسويقه، وأضاف جاموس الذي كان ضمن وفد الائتلاف في القاهرة مؤخراً، أن علينا أن نرفض أي مشاركة في هذا المؤتمر باسم الائتلاف أو بأسماء أشخاص موجودين في الائتلاف، لأن هذا سوف يفهم على أنه مشاركة الائتلاف، كما اقترح أن يتم التصويت في الاجتماع القادم على أنه لا يحق لعضو في الائتلاف المشاركة بأي لقاءات سياسية تعطي انطباعاً بأن المشارك هو الائتلاف إلا بموافقة مسبقة من قيادة الائتلاف.
• وصف نصر الحريري، الأمين العام للائتلاف الوطني السوري، الخطوات الأخيرة التي تقدمت بها موسكو في الملف السوري، بأنها ليست بمبادرة ولا ترتقي لحيز المفاوضات، بل لا تعدو كونها "دردشة سياسية"، معتبراً أن الجلوس على طاولة المفاوضات دون ضمانات دولية وأطر موضوعية وصيغة واضحة المعالم هو استسلام ومضيعة للوقت وعبث بدماء الأبرياء، وأضاف أن الذهاب إلى موسكو في الوقت الذي يحتجز به نظام الأسد مئات الآلاف من المدنيين والمتظاهرين السلميين في سجونه السادية، ويمطر أهالي المدن المنتفضة كل يومٍ بعشرات البراميل المتفجرة، يعني أننا نطلق رصاصة الرحمة على سوريا الثورة، وختم الحريري بقوله: إننا لا نريد الذهاب إلى موسكو للمطالبة بالكف عن قتل المدنيين والمفاوضة على حياتهم وعدم استخدامهم كأوراق ضغط على الثوار، فهذا حق قانوني وإنساني، ومن المعيب أن يكون ضمن مفردات العملية التفاوضية، فإن مثل هذه المطالب لا بد أن تكون عربون حسن نية تقدمه الحكومة الروسية للشعب السوري قبل ذهابنا إلى مفاوضات الانتقال السياسي للسطلة في سوريا.
• أعلن رئيس الائتلاف السوري الأسبق معاذ الخطيب الأسس التي يمكن الانطلاق منها تجاه أي مبادرة أو مؤتمر أو مفاوضات سياسية مع نظام الأسد، واعتبر أن التفاوض السياسي أحد الوسائل لحقن الدماء وإيقاف الخراب، ومن مقدماته إطلاق سراح المعتقلين، خصوصاً النساء والأطفال، وأشار في بيان صدر الخميس في الأول من يناير باسم "مجموعة سوريا الوطن"، وحمل توقيعه، إلى أنه لن يجتمع شمل سوريا ثانية أرضاً وشعباً بوجود النظام ورأسه، لذا فلا حلّ من دون رحيل رأس النظام والمجموعة التي ساقت سوريا إلى المصير البائس الذي وصلته اليوم، وقال في البيان: إنه لابد من إجراءات جدية لأي مؤتمرات ترعاها جهات داعمة للنظام، وأولها إلزامه بإيقاف القصف الوحشي لشعبنا، والذي يستهدف المشافي والمدارس والمدنيين والأماكن السكنية، مما هو من أكبر الجرائم في تاريخ الإنسانية، واعتبر أن بيان جنيف يشكل الأرضية لكل عملية سياسية تؤدي إلى وضع انتقالي لإنقاذ سوريا.
• حذر المحامي محمد صبرا عضو الوفد المفاوض في جنيف ورئيس حزب الجمهورية المعارض خلال اتصال أجرته معه "إيلاف" من أن الهدف من مؤتمر موسكو، تجهيل من هو الطرف الثاني الشريك للنظام بإنجاز عملية الانتقال السياسي، لأن تنفيذ أي التزام يحتاج لطرفين معلومين بالذات، وموسكو تريد إلغاء الائتلاف باعتباره طرف ثاني، والقول أن صفة المعارضة هي الشريك الثاني وهذا يسمح للنظام بالتحلل من التزاماته القانونية، وفق بيان جنيف لعدم وجود طرف ثاني ينجز معه عملية الانتقال السياسي، وأوضح أنه عندما تقول موسكو أن الطرف الثاني هو المعارضة، فهذا يعني أن كل من يحمل هذه الصفة يدخل في مفهوم المعارضة، واعتبر صبرا أن موسكو تريد أن تفتح ثغرة تسمح للنظام بالتخلص من تنفيذ بيان جنيف الملزم بموجب القانون الدولي وذلك عبر إلغاء وجود الطرف الثاني وتحويله من طرف لأطياف غير محددة.
• قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الحرب الدائرة في سوريا خلفت 76021 قتيلاً في 2014 نصفهم تقريباً من المدنيين، وأضاف المرصد أن 33 ألفاً و278 مدنياً استشهدوا العام الماضي، وأوضح أن عدد القتلى من عصابات الأسد بلغ12861، في حين قتل 9766 شخصا من ميليشيات جيش الدفاع الوطني وكتائب البعث واللجان الشعبية والحزب السوري القومي الاجتماعي والجبهة الشعبية لتحرير لواء اسكندرون وغيرهم، إضافة إلى مقتل 366 عنصرا من "حزب الله" الإرهابي، وقتل 2167 شخصاً من الموالين للنظام من الطائفة الشيعية وجنسيات عربية وآسيوية وإيرانية، ولواء القدس الفلسطيني، ومن جانب المعارضة، قتل خلال العام الماضي 259 من الجنود المنشقين عن الجيش، و15488 مقاتلا في صفوف الجيش الحر والكتائب المقاتلة، و16979 مقاتلا عربيا وأجنبيا في صفوف الفصائل المتشددة، بحسب المرصد، ولقي 3500 طفل سوري مصرعهم و1987 من النساء، لأسباب مختلفة معظمها بسقوط براميل متفجرة ألقتها الطائرات الحربية على الأحياء المدنية، أو جراء التعذيب، إضافة إلى مقتل 345 لم تعرف هوياتهم.
المشهد الإقليمي:
• قال مسؤول كويتي، إن عودة موظفين لتسيير أمور السفارة السورية لا يعني وجود تقارب مع نظام بشار الأسد، وإنما جاءت تقديراً للظروف الإنسانية لأكثر من 150 ألف مواطن سوري مقيم، وأكد وكيل وزارة الخارجية الكويتي خالد الجارالله أن السفارة السورية عادت للعمل مجدداً في الكويت بطاقم عمل قليل، وقال إنهم هم من قرروا إغلاق السفارة، والآن عادت للعمل لمتابعة أوضاع الرعايا السوريين، مشيراً إلى أن السفارة الكويتية في دمشق لن تعود لممارسة عملها في سورية حتى انتهاء الأزمة، وأشار الجارالله إلى أن الأزمة الإنسانية في سورية أصبحت صعبة، قائلاً إن بلاده تجري محادثات حالياً مع الأمم المتحدة لاستضافة مؤتمر جديد للمانحين لدعم الشعب السوري والمشاورات مستمرة لتحديد موعد لذلك، وأضاف أن الحل الوحيد في سورية هو الحل السياسي، وعلى أساس تنفيذ اتفاق "جنيف1".
• قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان إن الخونة في الداخل والأعداء في الخارج منزعجون من بناء تركيا قوية، وارتقائها كبلد رائد في منطقتها والعالم، مؤكدًا أن تركيا لن تنخدع بالخونة، ولن تخضع أبداً للقوى الظلامية التي تقودهم، جاء ذلك في رسالة تلفزيونية بمناسبة العام الجديد، وأفاد فيها أن 2014 كان عاماً تقدمت فيه مسيرة السلام الداخلي، التي وصفها بأنها مشروع الوحدة الوطنية والأخوة، بعزم في المسار المرسوم لها، ولفت الرئيس التركي إلى أن 2014 كان عامًا بلغت فيه الآلام ذروتها في المنطقة، وعلى الأخص في سوريا والعراق، مضيفًا أنه على الرغم من لا مبالاة العالم وعدم اكتراثه، بذلنا ونبذل كل ما في وسعنا ليحل السلام في سوريا والعراق، وفتحنا أبوابنا أمام كل أخوتنا اللاجئين إلينا من هذين البلدين، وأدينا ما يقع على عاتقنا إنسانيًّا ووجدانيًّا.
• فصل مدير الأمن العام اللبناني اللواء عباس إيراهيم يوم الأربعاء، عددا من الضباط الكبار من المديرية بمركز الأمن العام في منطقة المصنع الحدودية مع سورية، كما أخذ باقتراحات الضباط التي نظمت الوضع الجديد بحيث أصبحت الآلية المتبعة أن السوريين الذين يعبرون نقطة المصنع إياباً إلى لبنان يبقون داخل سياراتهم، ويتمّ تمرير كلّ عشرين سيارة على دفعة واحدة، واعتبر ابراهيم، أن هذه الآلية هي أفضل بكثير من الوضع الذي كان قائماً، والذي أدى في الفترة السابقة الى خللٍ كبير، لأن البنى التحتية في هذا المركز غير مؤهّلة لاستيعاب الأعداد الكبيرة التي تدفّقت من سورية إلى لبنان، وهي كانت مجهزة لوضع طبيعي ولحركة مرور طبيعية وليس لاستقبال الآلاف كل يوم.
المشهد الدولي:
• أعلن الاتحاد الدولي للصحافيين أن 118 صحافيا قتلوا خلال العام الماضي في مناطق متفرقة من العالم، وأشار الاتحاد إلى أن سوريا وباكستان تعتبران من أكثر المناطق دموية بالنسبة للصحافيين، وأوضح تقرير صادر عن الاتحاد أن باكستان ضمن قائمة أخطر الدول لعمل وسائل الإعلام، إذ لاقى فيها 14 صحفيا مصرعهم بينما تصدرت سوريا المركز الثاني حيث قتل 12 صحافيا، مشيرا إلى أن كلا من أفغانستان والأراضي الفلسطينية شهدت مقتل تسعة صحافيين، فيما قتل ثمانية في كل من العراق وأوكرانيا، وطالب الاتحاد الحكومات بجعل حماية أفراد وسائل الإعلام من أولوياتها، مؤكدا أن الإخفاق في تحسين سلامة وسائل الإعلام سيؤثر سلبا على تغطية الحروب خاصة مع ارتفاع الرقم المسجل مقارنة بالسنة الماضية، حيث قتل 105 صحفيين أثناء ممارسة عملهم الصحفي، وأعرب الاتحاد عن مخاوفه بعد عملية قطع رؤوس الصحافيين علنا من قبل تنظيم "الدولة الإسلامية" وهو ما يشكل تهديدا خطيرا للصحافيين.
• أعلنت السلطات الايطالية أن مائة وثلاثين مهاجرا سوريا خضعوا للرعاية الطبية من مجمل 970 مهاجر غير شرعي كانوا على متن سفينة (بلو سكاي ام) التي رست فجر الاربعاء بميناء غاليبولي، بالقرب من مدينة ليتشي جنوب شرق إيطاليا، ونفى فريق خفر السواحل الإيطالية بعد تفقده السفينة معلومات عن وجود موتى بين المهاجرين على متنها، غالبيتهم من حملة الجنسية السورية وبينهم نساء حوامل، حسبما تناقلت وسائل إعلام محلية في وقت سابق، ولقد تدخلت قوات خفر السواحل الإيطالية بعد تلقيها نداء استغاثة الذي أطلق بينما كانت السفينة تبحر قرب جزيرة كورفو اليونانية بإتجاه سواحل كرواتيا ولكنها عدلت في وقت لاحق مسارها نحو إيطاليا، وكانت وسائل إعلام عالمية قد تداولت في وقت سابق أنباء عن وجود مسلحين على متن السفينة ولكن السلطات الايطالية نفت ذلك وذكرت أن نداء الاستغاثة أطلقه المهاجرون بعد أن تبين لهم أن قطبان السفينة هجروها في عرض البحر.