تقرير شام السياسي 09-05-2015
المشهد المحلي:
• انطلقت اجتماعات الهيئة العامة للائتلاف الوطني السوري في دورتها 21، اليوم السبت، وعلى رأس جدول أعمالها دراسة الوضع الميداني والعسكري وانتصارات الثوار على قوات نظام الأسد والحرس الثوري الإيراني وميليشيا "حزب الله" الإرهابي، ويبحث الاجتماع الذي يستمر حتى منتصف ليل يوم غد الأحد، تقارير الهيئة الرئاسية والهيئة السياسية واللجان، بالإضافة إلى الزيارة التي قام بها رئيس الائتلاف خالد خوجة إلى الولايات المتحدة الأميركية، كما تبحث الهيئة العامة المشاورات الثنائية التي دعا لها المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا في جنيف، بالإضافة إلى الدعوة التي أطلقها البيان الختامي لمجلس التعاون الخليجي لاستضافة مكونات المعارضة السورية في الرياض.
• قالت مصادر دبلوماسية غربية متابعة لتحضيرات اجتماعات المبعوث الأممي لسورية ستافان دي ميستورا بالمعارضة، أن هيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي قررت الاجتماع بوفد الائتلاف الوطني الذي سيحضر لقاءات المبعوث بجنيف لكنها اشترطت ألا يضم هذا الوفد أي من عناصر جماعة الإخوان المسلمين في سورية، وقالت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء إن هيئة التنسيق قررت الحضور إلى لقاءات المبعوث الأممي في جنيف وسمّت وفداً يضم المنسق العام حسن عبد العظيم وأحمد العسراوي وصفوان عكاش وصالح النبواني ويحيي عزيز، وهم من قيادات الهيئة، وأضافت كما قررت الهيئة الاجتماع في نفس المناسبة بوفد الائتلاف قبيل لقاء دي ميستورا في جنيف أيضاً وغالباً في التاسع من الشهر الجاري، من أجل للتشاور في تقريب وجهتي النظر، لكنها اشترطت ألا يضم هذا الاجتماع أي من عناصر جماعة الإخوان المسلمين في سورية، وهو التكتل الأكبر الذي يُشكّل الائتلاف، وفق تأكيدها.
• أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو على ضرورة تعزيز دور الائتلاف الوطني السوري الذي يضم جميع أطياف الشعب السوري العرقية والدينية والذي بدوره يحظى باعتراف 114 دولة في الأمم المتحدة، وأوضح جاويش أوغلو بأن المواقف التي أبداها الائتلاف والرؤية التي عرضها خلال مؤتمر جنيف، أظهرت بأنه يشكل البديل الأكثر قوّة في سورية، منوّهاً إلى أن سورية المستقبل التي يجب ألا تقصي أحداً يلزمها حكومة وحدة وطنية تضع دستوراً جديداً يؤسس دولة القانون والانتخاب الديمقراطي وكان ذلك خلال إجابته على أسئلة مراسل تلفزيون "تي آر تي" التركي الرسمي عقب اجتماعه مع قناصل الجمهورية التركية المعتمدين في ألمانيا بحسب ما أورده موقع الائتلاف الرسمي، وأشار الوزير على أن جميع الأطراف متفقة على رحيل بشار الأسد، إلا أن المباحثات تدور في هذه الآونة حول كيفية رحيله ومن سيخلفه، مضيفاً أن هنالك وجهات نظر مختلفة بشأن إنشاء منطقة آمنة في سورية، وأن الأطراف المعنية لم تتوصل بعد إلى قرار مناسب في هذا السياق.
المشهد الإقليمي:
• نفت الخارجية التركية الادّعاءات التي تداولتها بعض وسائل الإعلام حول شنّ القوات التركية بالاشتراك مع المملكة العربية السعودية، حملة عسكرية في سوريا من أجل الإطاحة بنظام الأسد، وذلك عبر بيانٍ صدر عنها بهذا الخصوص، وجاء في البيان أنّ الادّعاءات التي تتداولها بعض وسائل الإعلام، لا أساس لها من الصّحة وأنّ قيادتي البلدين لم تناقشا مثل هذه الخطوة، وفق "ترك برس"، وفي سياق متصل، أوضحت الخارجية التركية أنّ تدريب وتأهيل المعارضة السورية سيبدأ قريباً داخل الأراضي التركية، وذلك بالاشتراك مع الولايات المتحدة الأمريكية، وكانت الأوساط الإعلامية قد تداولت مؤخّراً نبأ توصّل كلٍّ من تركيا والمملكة العربية السّعودية لاستراتيجية عسكرية للإطاحة بنظام الأسد عبر تدخّل بري داخل الأراضي السورية.
• قال الناطق باسم وزارة الخارجية التركية تانجو بيلغيتش، إن برنامج تدريب وتجهيز قسم من عناصر المعارضة السورية المعتدلة، يسير كما هو متفق عليه، وأن تدريب تلك العناصر سيبدأ في الأيام القليلة القادمة، نافيا وجود أي عقبات أو مشاكل في هذا الصدد، وأضاف بيلغيتش في مؤتمر صحفي دوري عقده في مقر الخارجية التركية في العاصمة أنقرة، أن الاتفاقية التي وقعت بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية فيما يخص برنامج تدريب وتجهيز المعارضة السورية، تشكل الصيغة القانونية للبرنامج، الذي سيدرب 5000 من عناصر المعارضة السورية كل عام، بينهم ما بين 1500 – 2000 في تركيا، وأكد الناطق باسم وزارة الخارجية التركية أن المواقف التركية من الأزمة السورية واضحة منذ البداية وأنه لن يطرأ عليها أي تغيير مجددًا، فتركيا تدعم ضرورة رحيل نظام الأسد وإعلان جنيف، مشيرًا إلى أن النظام في سوريا يستغل وجود تنظيم "داعش" الإرهابي في المنطقة، وأن وجهات نظر كل من تركيا والمملكة العربية السعودية متطابقة في هذا الشأن.
• قال الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي إنه ليس من مصلحة تونس حاليا إرجاع السفير السوري إلى تونس، وحول إمكانية وجود ضغوطات مورست على تونس في هذا الشأن، قال السبسي خلال لقاء تلفزيوني بث ليل الجمعة السبت إن تونس لا تخضع لأي ضغوطات خارجية في خصوص عدم إعادة السفير السوري حاليا، وسبق لوزير الخارجية التونسي الطيب البكوش أن قال في مؤتمر صحفي الشهر الماضي: إننا سنرسل في قادم الأيام تمثيلا قنصليا أو دبلوماسيا قائما بالأعمال إلى سوريا، مضيفا أننا أبلغنا الجانب السوري بإمكانية إرساله سفيرا لسوريا في تونس، وقررنا رفع التجميد الدبلوماسي في سوريا وليبيا.
• قالت مصادر حكومية أردنية إن التدريب العسكري للمعارضة السورية، سيركز على الحروب غير النظامية وغير التقليدية لتمكينهم من إلحاق الخسائر بتنظيم "داعش" الإرهابي، وأوضحت المصادر لموقع "24"، أن التدريبات العسكرية غير النظامية تحتاج لجهد كبير ووقت أطول من التدريبات العسكرية العادية، وأشار المصدر إلى أن هذه الأنواع من التدريبات لها القدرة على إلحاق الخسائر والوقوف كند قوي للجماعات الإرهابية القوية بشكل أفضل من الجيوش النظامية التي يصعب عليها مواجهة العصابات والجماعات الإرهابية في الميدان، خصوصاً إذا كانت الجماعات تعرف خصائص المنطقة التي تقاتل عليها أكثر من الجيوش، ووفقاً للمصادر، فإن التدريب بدأ بمئات من السوريين بشكل مبدئي، متوقعة أن يزيد العدد ليتجاوز الـ 5 آلاف سنوياً، مشيرة إلى أن الأردن بهذا التدريب وجد حليفاً قوياً له داخل سوريا لمواجهة الإرهابيين.
• أكد مدير عام الأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم أن ملف العسكريين اللبنانيين المختطفين لدى النصرة و"داعش" منجز تماما، والخلاف المتبقي هو حول آلية التنفيذ لإتمام العملية، وقال إبراهيم خلال استقباله وفداً من نقابة الصحافة اللبنانية حول موضوع المطرانين السوريين المختطفين في حلب إنه ليس لدينا أي تسجيل يدلنا على أن هذين المطرانين لا يزالان على قيد الحياة، مشيراً إلى أن ملف المطرانين يشبه ملف الصحفي اللبناني المختطف في سوريا سمير كساب، وهو ملف معقد لعدم وجود معلومات تتعلق به، ولعدم وجود مطالب من الخاطفين لإطلاق المطرانين، أما عن النازحين السوريين، فأوضح أن عددهم إلى تناقص كثيرا، وليس إلى ارتفاع، وأقول لكم إن عددهم قد نقص 300 ألف نازح منذ بدأنا بإجراء ضبط الدخول عبر الحدود.
• اعترف قائد الحرس الثوري الإيراني، اللواء محمد علي جعفري، بأن تدخلات إيران في اليمن وسوريا تأتي في إطار توسع خارطة الهلال الشيعي في المنطقة، وبحسب موقع محطة "برس تي في" الإخبارية الإيرانية، فقد اعتبر جعفري أن ما أسماه "نظام الهيمنة الغربي" بات يخشى من توسع الهلال الشيعي في المنطقة، والذي يجمع ويوحد المسلمين في إيران وسوريا واليمن والعراق ولبنان، على حد قوله، وأكد جعفري، بحسب ما أوردت قناة "العربية"، خلال كلمة ألقاها بمؤتمر تكريم ذكرى 3 آلاف شهيد بمحافظة سمنان، شرق طهران، أن الغرب يخشى الهلال الشيعي، لأنه موجه كالسيف في قلب الكيان الصهيوني، حسب تعبيره، أما حول التدخل الإيراني في سوريا ودعم نظام الأسد بالمال والسلاح والقوات العسكرية ضد ثورة الشعب السوري، فقال جعفري إن إيران نظمت 100 ألف من القوات الشعبية المسلحة المؤيدة لنظام الأسد وللثورة الإسلامية الإيرانية ضد المعارضة السورية، وذلك في إطار جبهة المقاومة، على حد زعمه.
• أنهى الجيش الإسرائيلي، أمس الجمعة، أسبوعا كاملا من التدريبات الضخمة بقيادة رئيس أركانه الجديد جادي آيزنقوط، ومشاركة قوات برية من جميع الألوية، تساندها قوات سلاح الجو والبحرية، وفي الوقت الذي شدد فيه الناطق العسكري على أنها مجرد تدريبات عادية مخططة لها سلفا، إلا أن مراقبين عسكريين أشاروا إلى أنها شملت إجراء تجارب على مهمات غير عادية، بينها اجتياز الحدود مع الأردن وسوريا، وحول اختيار الأردن وسوريا، قال جنرال متقاعد إن هنالك فرقا جوهريا بين اجتياز الحدود الأردنية، وبين اجتياز الحدود السورية، وبخصوص سوريا، قال الجنرال المذكور إن الحديث يجري عن تطورات جديدة في هذا البلد، تنذر بتغيرات جوهرية قد تستدعي تدخلا إسرائيليا، وعلى إسرائيل أن تكون جاهزة لمجابهة المتطرفين، ليس فقط بالاستعدادات العسكرية الدفاعية فحسب، بل أيضا بقوة الردع.
المشهد الدولي:
• أعلن التحالف الذي يقود العمليات في بيان، اليوم السبت، أن الولايات المتحدة وحلفاءها نفذوا 15 ضربة جوية ضد تنظيم "داعش" في سوريا، و13 ضربة في العراق منذ يوم الجمعة، وذكرت قوة المهام المشتركة في بيان، اليوم السبت، أن 13 ضربة في سوريا قرب الحسكة أصابت 10 وحدات تكتيكية لتنظيم داعش، ودمرت 9 مواقع قتالية، و10 مركبات واثنين من المدافع الرشاشة الثقيلة وعربة مدرعة. ووقعت الضربتان الأخريان قرب حلب وكوباني، وقال البيان إن القوات التي يقودها التحالف نفذت 4 ضربات في العراق قرب بيجي، و4 قرب الفلوجة، وضربات أخرى قرب تلعفر وسنجار والموصل والأسد.
• أجرى المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، ستيفان ديمستورا، لقاء الجمعة، مع أول وفد معارض سوري ضم رجلي دين مسلم ومسيحي، وذلك في مقر الأمم المتحدة بجنيف، وأفاد بيان صدر عن المكتب الإعلامي للأمم المتحدة في جنيف، أنه في إطار المشاورات الجارية في جنيف، التقى اليوم المبعوث الأممي، مع عدد من الجهات الفاعلة السورية، بما في ذلك ممثلين عن المجتمع المدني السوري والزعماء الدينيين، وأكد المبعوث الأممي في البيان، أنه يجب على أصوات المجتمع المدني والقادة الدينيين أن تُسمع وتُؤخذ في عين الاعتبار، خلال البحث عن طريق للسلام في سوريا، حيث يلعب ممثّلو هذه الفئات دوراً أساسيّاً في تعزيز السلام والمصالحة في سوريا الغد، على حد تعبيره.
• قالت مصادر دبلوماسية إن مفتشين دوليين عثروا على آثار لغاز السارين وغاز الأعصاب (في إكس) في موقع للأبحاث العسكرية في سوريا لم يتم إبلاغ منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بها من قبل، ونقلت وكالة "رويترز" عن هذه المصادر قولها إن نتائج فحص عينات أخذها خبراء من المنظمة في ديسمبر/كانون الأول ويناير/كانون الثاني الماضيين جاءت إيجابية فيما يخص مواد أولية كيميائية لازمة لصنع العناصر السامة، وقال مصدر دبلوماسي إن هذا دليل قوي جدا على أنهم كانوا يكذبون بشأن ما فعلوه بغاز السارين، وحتى الآن لم يقدموا تفسيرا مرضيا بشأن هذا الكشف، وأوضحت المصادر الدبلوماسية أن عينات غاز السارين وغاز الأعصاب أُخذت من مركز الأبحاث والدراسات العلمية الحكومي الذي تقول وكالات الاستخبارات الغربية إن سوريا تقوم بتطوير أسلحة بيولوجية وكيميائية به.
• كشفت مصادر دبلوماسية غربية متابعة بشكل لصيق لتحضيرات اجتماعات المبعوث الأممي لسورية ستافان دي مستورا بالمعارضة السورية عن وجود خلافات في الموقف بين فصائل المعارضة العسكرية حول هذه المشاورات، وكذلك وجود خلافات لا تقل أهمية بين كتل الائتلاف تهدد بمقاطعة رئيسه شخصياً لهذه اللقاءات، وعن مشاركة المعارضة المسلحة في لقاءات المبعوث الأممي دي مستورا في جنيف، قالت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء، إن ثمة خلاف بين الفصائل العسكرية للمعارضة السورية حول اجتماعات المبعوث الأممي لسورية ستافان دي مستورا بالمعارضة السورية، ففصائل المعارضة المسلحة في جنوب سورية وتلك المتواجدة في وسطها متحمسة للمشاركة في الاجتماعات، فيما لم تُعطِ فصائل المعارضة المسلحة في شمال سورية أية رد إيجابي حول هذه الاجتماعات حتى اللحظة، وفق تأكيدها.
• نقلت صحيفة "الحياة" عن مصادر داخل البيت الأبيض قولها إن ادارة الرئيس باراك أوباما قلقة وغير مرتاحة على الإطلاق لانتصارات الثوار في سوريا وجيش الفتح في إدلب وغيرها بسبب ما وصفته بـ"مخاوف من تنامي نفوذ جبهة النصرة والمتطرفين بسبب التغييرات الميدانية وعدم جاهزية المعارضة المعتدلة بعد"، وقالت المصادر إن الإدارة الأميركية وتحديداً البيت الأبيض بأعلى مستوياته غير مرتاح للتغييرات في المشهد السوري و قلق من استفادة النصرة من الانتصارات الأخيرة في إدلب وجسر الشغور، وإذ لا تبدو أن هناك خطة محددة في جعبة الإدارة، هناك تذمر واضح من الدور التركي قبل غيره في هذه المعادلة الجديدة على الأرض، وفق المصادر التي أشارت إلى أن إدارة أوباما تحاول ابقاء الجانب الخليجي بعيداً من هذه التطورات، واستمهال تزويد أي أسلحة نوعية مثل مضادات للطائرات إلى ما بعد تجهيز المعارضة التي تشرف على تدريبها واشنطن.