تقرير شام السياسي 08-04-2015
المشهد المحلي:
• دان الناطق الرسمي باسم الائتلاف الوطني السوري سالم المسلط التفجيرين الإرهابيين الانتحاريين اللذين وقعا ليلة أمس في مدينة مارع وبلدة حور كلس بريف حلب، على يد عناصر من تنظيم الدولة الإرهابي "داعش"، واستهداف من خلالها مقرات الجبهة الشامية في المنطقتين في محاولة للتخلص من قادتها، وأشار المسلط إلى أن توقيت الهجومين جاء في استغلال مكشوف لانشغال الثوار بمعاركهم ضد نظام الأسد واستجابة عملية لرغبة النظام في الانتقام من الخسائر المتلاحقة التي مني بها خلال الشهر الماضي، وأكد المسلط أن هناك مسؤوليات مفصلية وشديدة الخطورة تبرزُ كل يوم تلقيها جرائم داعش ونظام الأسد الإرهابيين على عاتق المجتمع الدولي الذي بات لزاماً عليه أن يبادر إلى تقديم الدعم للسوريين، ليس من أجل تحقيق تطلعاتهم المشروعة وإنقاذ الأبرياء فقط؛ بل درءاً لمزيد من المخاطر والاحتمالات التي لا يمكن تخيل مدى خطورتها على الشعب السوري وشعوب المنطقة والعالم.
• قال الناطق السابق باسم الائتلاف الوطني لؤي صافي إن الثورة السورية هي المتضرر الأول من الاتفاقية الموقعة بين الولايات المتحدة وإيران بشأن النووي الإيراني، واستبعد أن تلتزم طهران بالاتفاقية وقال إنها وقّعت لضرورة مرحلية، على حد تقديره، وقال صافي، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء إن المبالغ الكبيرة التي تنفقها الحكومة الإيرانية في المنطقة العربية لدعم الميليشيات الشيعية هي السبب الأساسي لموافقة إيران على الدخول في اتفاقية تمنعها من تطوير سلاح نووي يجعلها القوة الضاربة الأولى في منطقة المشرق بلا منازع. وذكر أن القرار الذي واجه القيادة الإيرانية كان يراوح بين خيارين: الأول المضي في مشروع تطوير السلاح النووي والتخلي عن نظام بشار الأسد، والثاني، التخلي ـ مؤقتا، عن المشروع النووي لدعم بقاء النظام الأسدي الذي تحول إلى منظومة أمنية تابعة كلياً لطهران، تديره كما تشاء، مضيفا أنه في نهاية المطاف حزمت إيران أمرها واختارت الاستراتيجية التي تسمح لها بتوسيع دائرة نفوذها في المشرق، والهيمنة على المنطقة من خلال الجماعات الشيعية المسلحة في العراق وسورية ولبنان واليمن التي تشكل رأس الحربة للمد الإيراني في المنطقة العربي.
• أكدت مصادر في المعارضة السورية أنها لاحظت غيابا لافتا لقوات الحرس الثوري الإيراني، التي تدعم عصابات الأسد، عن جبهات المعارك، مما انعكس إيجابا على وضع المعارضة التي بدأت مؤخرا في استعادة زمام المبادرة وفتح جبهات جديدة، وأكدت المصادر لصحيفة "الشرق الأوسط"، أن قواتها استعادت القدرة على الهجوم والمباغتة في أكثر من موقع شمال البلاد وجنوبها، وفتحت 8 جبهات متزامنة فوق مساحات واسعة في سوريا، في وقت تراجعت فيه عصابات الأسد إلى موقع المدافع، ونقلت الصحيفة عن المرصد السوري قوله، إن القوات الإيرانية التي تصدرت الهجمات في بعض المناطق خلال الأشهر الماضية، تكاد تغيب الأنباء عن إطلاقها هجمات في الفترة الحالية، منذ انشغال طهران بالمباحثات حول ملفها النووي.
• اعتقلت عصابات الأسد الناشط الحقوقي صالح النبواني لدى عودته إلى سوريا بعد مشاركته في ورشة عمل حقوقية بجنيف، ويتحدر النبواني (44 عاما) من منطقة السويداء ذات الغالبية الدرزية، وهو أحد مؤسسي "هيئة التنسيق للتغيير الديمقراطي"، أبرز هيئات المعارضة السورية في الداخل والمقبولة من النظام، وينتمي النبواني إلى تيار "قمح" الذي يرأسه المعارض السوري هيثم مناع، وقال مناع إن النبواني كان في دبي نهاية الأسبوع الماضي وشارك في اجتماع عقدته الهيئة التحضيرية لمؤتمر القاهرة، الذي من المقرر أن يجمع نهاية الشهر الحالي أكثر من 150 معارضا سوريا، وأشار إلى أنه توجه من دبي إلى جنيف حيث شارك في ورشة عمل عقدها المعهد الاسكندينافي لحقوق الإنسان حول إعادة بناء قدرات المجتمع المدني في الدول قيد النزاعات، وفق وكالة فرانس برس.
• خرج علي حيدر، وزير المصالحة الوطنية في حكومة الأسد، بتصريح مثير للسخرية، قال فيه إن مخيم اليرموك بحاجة لحل عسكرية، وقال حيدر، بحسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية، إن الوضع الراهن في مخيم اليرموك يستدعي حلا عسكرياً فرضه على الحكومة دخول المسلحين إلى المخيم، وأكد حيدر بعد اجتماعه بأحمد مجدلاني عضو اللجنة المركزية في "منظمة التحرير الفلسطينية"، أن الأولوية لإخراج المسلحين ودحر الإرهابيين من المخيم، هذا وتحاصر عصابات الأسد مخيم اليرموك منذ عامين، متسببة باستشهاد المئات جراء الجوع والعطش ونقص الأدوية، قبل أن تقوم بالتزامن مع هجوم "داعش" بمساندة التنظيم عبر قصف المخيم بالبراميل المتفجرة.
المشهد الإقليمي:
• ذكرت تقارير صحفية لبنانية أن وزير الإعلام اللبناني رمزي جريج، تقدم باعتذار للسفير السعودي علي عسيري بسبب انتقادات الأمين العام لـ"حزب الله" الإرهابي حسن نصر الله للسعودية و"عاصفة الحزم"، وبحسب وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، فقد سُئل وزير الإعلام عن موضوع نقل "تلفزيون لبنان" المملوك من الحكومة لخطاب نصر الله، وسبب النقل المباشر وخصوصا أن كلام نصر الله حمل انتقادات للسعودية وهو خارج إطار الحكومة والنأي بالنفس، فأجاب أنهم لم يسألوني عندما تم النقل واطلعت عليه عبر الشاشة، لكن الموضوع هو الاتصال بالإخبارية السورية من أجل هذا النقل، في حين أننا نأينا بأنفسنا عن أي اتصال مع حكومة الأسد.
• اعتبر السياسي اللبناني سعد الحريري أنه لم يكن ينقص لبنان والمشاكل التي يراكمها "حزب الله" الإرهابي على رؤوس اللبنانيين، سوى إقحام تلفزيون لبنان في حلبة الملاكمة الإعلامية والسياسية، واستدراجه إلى فخ المشاركة، في حفلة الشتائم ضد المملكة العربية السعودية وقيادتها، التي خصصتها الإخبارية الرسمية السورية قبل يومين، من خلال المقابلة السيئة الذكر مع الأمين العام لـ"حزب الله" الإرهابي، وقال الحريري إنه لشيء مؤسف ومؤلم، أن يتم استغلال لبنان إلى هذا الحد ، وأن تكون بعض منابرنا شريكة لمنابر السفّاح بشار الأسد في الإساءة لدولة، لم يرَ منها اللبنانيون سوى الخير، ولم يسمعوا من مسؤوليها سوى الكلمة الطيبة، ولم يعرفوا عنها منذ قيام دولة الاستقلال سوى إسهامها في إنهاء الحرب الأهلية ورفضها كل أشكال الاقتتال بين اللبنانيين، ووقوفها إلى جانبهم في مواجهة الآثار المدمرة للحروب الإسرائيلية وآخرها حرب العام 2006.
المشهد الدولي:
• قالت ممثلة الادعاء في المحكمة الجنائية الدولية إنها تحرت أمر ما يتردد عن ارتكاب مقاتلين من تنظيم "داعش" جرائم حرب في سوريا والعراق، لكنها ذكرت أن احتمال فتح تحقيق في هذا الصدد محدود، وقالت فاتو بن سودة في بيان، إن أساس الاختصاص القضائي لفتح تحقيق أولي في هذا الوضع ضيق للغاية في هذه المرحلة، وفق وكالة رويترز، وأضافت أن تجديد الدول التي تشعر بالقلق لطلبها قد يساعد في فتح سبل للتحقيق في الجرائم المزعومة.
• وصل المعارضون السوريون المتواجدون في العاصمة الروسية موسكو بحسب مصادر لقناة "العربية" إلى ورقة عمل مشتركة من أجل عقد اجتماعات مع ممثلين عن نظام الأسد تضمنت مبادئ وخطواتْ لإطلاق حوار سياسي، تركزت على: تمسك المشاركين بالحل السلمي على أساس بيان جنيف، وحرصهم على مشاركة كافة القوى في حوار وطني شامل، إضافة إلى مطالب إنسانية لتوفير الظروف اللازمة لإطلاق حوار وطني شامل، على رأسها إطلاق سراح المعتقلين السياسيين ووقفُ العملياتِ العسكرية، وتجدر الإشارة الى أن هذه المطالب كانت قد نوقشت خلال "موسكو واحد"، لكن نظام الأسد اعترض واعتبر أن تنفيذ حزمة القضايا المطروحة يجب أن يكون محصلة اتفاق وليس خطوة في إطار إثبات حسن النوايا، ومن المعروف أن المحادثات بين بعض ممثلي معارضة الداخل ووفد من النظام برئاسة بشار الجعفري، مندوب النظام في الأمم المتحدة تسير تحت رعاية وزارة الخارجية الروسية لتنتهي الخميس.
• قال سيرغي لافروف وزير خارجية روسيا، إن زعماء العالم الغربي غيّروا موقفهم وخففوا لهجتهم حيال بشار الأسد، وأوضح لافروف خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم في موسكو، أن قادة الدول الغربية تعاملوا مع بشار منذ بداية الأزمة السورية، وكأنه طاغية يجب تسوية الحسابات معه والدخول في تعاون مع خصومه حتى لو كانوا إرهابيين، وذكر لافروف أنهم كانوا يتوقعون سقوطاً سريعا لنظام الأسد، زاعمين أن هذا النظام لا سند له في المجتمع السوري في حين يحظى هذا النظام في حقيقة الأمر بتأييد السوريين الكثيرين، حسب تقديره، وأشار لافروف إلى أن زعماء العالم الغربي بدأوا أخيرا يتحدثون حول إمكانية مفاوضة الأسد، وهذا يدل على تغيير الموقف واللهجة حيال الرئيس، مضيفاً: أن يكون الأمر متأخراً خير من ألا يكون أبداً، على حد تعبيره.