تقرير شام السياسي 05-06-2015
المشهد المحلي:
• طالب الائتلاف الوطني السوري الجامعة العربية بعقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب لبحث تدخل ميليشيا "حزب الله" الإرهابي في سورية، وتحويل الملف إلى محكمة الجنايات الدولية في لاهاي لسحب قوات ميليشيا الحزب من سورية، وقد جاء ذلك خلال لقاء رئيس اللجنة القانونية في الائتلاف هيثم المالح يوم أمس مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، كما قدم المالح مذكرة تركز على الأوضاع الصعبة التي يعاني منها اللاجئون السوريون في لبنان والاعتداءات على المخيمات الخاصة بهم وحرقها، كما تدين المذكرة تدخلات ميليشيا "حزب الله" الإرهابي في سورية ومشاركتها نظام الأسد في الإجرام بحق الشعب السوري، وأوضح المالح خلال اللقاء وجهة نظر الائتلاف من مؤتمر القاهرة المزمع عقده في غضون الأيام القليلة القادمة، وقرار الهيئة العامة بعدم المشاركة فيه، كما شرح المالح لأمين عام جامعة الدول العربية موقف الائتلاف من مشاورات جنيف الثنائية ولقائه المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا وتسليمه رسائل الائتلاف.
• رفضت قيادة المجلس العسكري العليا، والمندرج تحت اسم مجلس "الثلاثين"، قرار الاقالة والحل الصادر بحقه من قبل رئيس الائتلاف السوري لقوى المعارضة السورية خالد الخوجة، والذي اعتبره المجلس بأنه غير شرعي ولا يندرج ضمن صلاحيات الخوجا، وإنما هو تجاوز صارخ لقانون العمل بالائتلاف ويقتضي إحالة الخوجة للمحاسبة، وجاء في نص البيان الصادر، أنه لا يحق لرئيس الائتلاف حل مجلس القيادة العسكرية العليا كونها ليست من صلاحياته، وان مجلس القيادة شخصية اعتبارية عسكرية، تم انتخابها أصولا في مؤتمر انطاليا في 06-12-2012، وأورد البيان الصادر، أنه جاء في قرار رئيس الائتلاف مخالفة واضحة لأنظمة العمل في الائتلاف، حيث كان جزء من قراره خاضع لرقابة الهيئة العامة، وجزء أخر لم يمر على الهيئة، وفي هذا مخالفة صريحة لأنظمة العمل في الائتلاف، وأردف البيان أننا نستند إلى قرار السيد رئيس المكتب القانوني، الصادر بتاريخ سابق في العام الماضي عند رد قرار رئيس الائتلاف السابق بحل مجلس القيادة العسكرية العليا، حيث أكد في قراره أنه لا يحق لرئيس الائتلاف حل المجلس.
• وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان وقوع 45 مجزرة في شهر مايو/أيار الماضي منها 38 على يد عصابات الأسد وثلاث على يد تنظيم "الدولة الإسلامية"، ومثلها على يد فصائل في المعارضة المسلحة، في حين ارتكبت قوات التحالف الدولي مجزرة واحدة، وبحسب تقرير الشبكة الدوري الخاص بتوثيق المجازر المرتكبة من قبل أطراف النزاع في سوريا، فإن عصابات الأسد ارتكبت 14 مجزرة في محافظة حلب، وخمسا في دير الزور، وثمان في إدلب، وثلاثا في ريف دمشق، واثنتين في حمص، ومثلهما في كل من حماة ودرعا والحسكة، أما تنظيم الدولة فقد ارتكب ثلاث مجازر في محافظة دير الزور، في حين ارتكبت فصائل المعارضة المسلحة مثلها في محافظة حلب. وارتكبت قوات التحالف الدولي مجزرة واحدة في حلب أيضا، وأشار التقرير إلى أن تلك المجازر تسببت في مقتل 601، بينهم 145 طفلا و90 سيدة، أي أن 37% من الضحايا هم نساء وأطفال، وهي نسبة مرتفعة جداً، وهذا مؤشر على أن الاستهداف في معظم تلك المجازر كان بحق المدنيين.
المشهد الإقليمي:
• أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن برنامج تدريب وتجهيز المعارضة السورية بصيغته الحالية غير كاف، كما أكد مجددا إجراء بلاده مباحثات مع الولايات المتحدة حول ضرورة إقامة منطقة آمنة في سوريا لحماية المتدربين، وأضاف أوغلو إن علينا إنقاذ سوريا والعراق، وإن برنامج تدريب وتجهيز المعارضة هو جزء من ذلك، مشيرا إلى أن اعتبار برنامج التدريب والتجهيز وحده قادر على حل الأزمة يعبر عن موقف متفائل أكثر من اللازم، وأوضح جاويش أوغلو أن أنشطة البرنامج بدأت في تركيا والأردن، فيما تجري عمليات لوجستية تتعلق بالبرنامج في المملكة العربية السعودية وقطر، مؤكدا أن التدريبات في تركيا تقتصر على تلك الجارية في ولاية "قرشهير"، وسط تركيا، وأن عدد المتدربين بضع مئات، وردا على سؤال حول كيفية حماية العناصر المشاركة في التدريب بعد عودتهم إلى سوريا، قال الوزير التركي إن بلاده طالبت بمنطقة آمنة في سوريا منذ البداية، وأكد على ضرورة دخول العناصر المذكورين إلى منطقة آمنة يتم توفيرها، وحمايتها من غارات سورية جوية.
• كشف عباس زكي "أبو مشعل"، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، عن بدء عودة العلاقات الشرعية بين حركة فتح ونظام الأسد بعد انقطاع استمر أكثر من 32 عاما تقريبا أي منذ العام 1983، وقال عباس زكي في حديث لغرفة تحرير وكالة معا إن الزيارة التي قام بها وفد حركة فتح إلى سوريا كانت ناجحة جدا، مؤكدا أنه سيتم فتح مكاتب لحركة فتح في سوريا خلال الفترة المقبلة وبدأوا جملة من الاجراءات التي ستنعكس بالإيجاب على الشعب الفلسطيني - بعد أن كانت حركة فتح الفصيل الفلسطيني الوحيد الممنوع من فتح مكاتب في سوريا، وأضاف زكي أن وفد فتح اطلع على الأوضاع هناك وخاصة ما يتعرض له شعبنا الفلسطيني من تهجير وقتل وترحيل وحصار في المخيمات الفلسطينية، مؤكدا أن احتياجات اللاجئين تفوق الحدود والتصورات.
• أعلنت الأردن رفضها عدة طلبات ايرانية لفتح باب السياحة الدينية للإيرانيين بشكل منتظم، لما وصفته بسياسات إيران الطائفية في المنطقة، وقال وزير الأوقاف والمقدسات والشؤون الإسلامية الأردني هايل داود، إن بلاده رفضت خلال عام 3 طلبات إيرانية بفتح باب السياحة الدينية، لكنه أكد أيضاً أن هذا الرفض مرحلي بسبب الظروف السياسية في المنطقة وبعض المواقف الإيرانية الطائفية في المنطقة، وأكد أن ايران ألحت مؤخراً على فتح باب السياحة لعدة مواقع دينية وبالأخص منطقة المزار الجنوبي في محافظة الكرك التي تضم ضريح الصحابي جعفر بن أبي طالب أحد قادة معركة مؤتة وشقيق الإمام علي، مشيرا إلى مخاوف متعلقة برفض الأردنيين لتلك الزيارات بسبب المواقف السياسية الإيرانية، وأشار إلى امكانية اعادة النظر بهذه الطلبات لاحقاً، مشددا على أن فتح المزار والأماكن السياحية الدينية أمام الإيرانيين، لن يصل بأي حال من الأحوال إلى السماح بممارسة طقوس وشعائر شيعية على غرار الحوزة.
• نفى مصدر عسكري إسرائيلي كبير وجود خطة إسرائيلية للتدخل في سوريا في حالة تعرض القرى الدرزية في الطرف السوري من هضبة الجولان لاعتداءات، وذلك بعد أن نقلت صحيفة هآرتس العبرية، الثلاثاء، تصريحات لنائب رئيس الأركان يئير غولان، مفادها أن سياسة عدم التدخل عسكريا في سوريا قد تتغير مستقبلا، وأكد المصدر العسكري أن إسرائيل تفضل بقاء الوضع القائم دون التدخل عسكريا بأي شكل من الأشكال في "الحرب الأهلية" الدائرة في سوريا، بحسب الإذاعة الإسرائيلية، وأشار المصدر ذاته إلى أنه في حالة فرار مواطنين سوريين باتجاه الحدود مع إسرائيل، فإنه سيتم تأمين مناطق محددة لاستقبالهم في الطرف السوري من الحدود، وفق موقع "عربي 21".
• ذكرت مصادر دبلوماسية إيرانية، أن طهران بصدد إعلان وشيك لتفعيل معاهدة الدفاع المشترك مع سوريا، واصفة هذا القرار في حال تطبيقه بـ"التاريخي"، وقال الملحق الثقافي في سفارة طهران في الجزائر، أمير موسوي، إن قرارات مماثلة قد تدعم الاستراتيجية الإيرانية العامة في كل من لبنان والعراق، وتجعل من "محور المقاومة" في وضع أفضل لمواجهة امتداد حركات التطرف والإرهاب، ويذهب مراقبون إلى أنه في حال فعّلت إيران تلك المعاهدة، فإن ذلك يعني أن الفترة القادمة ستشهد تشغيل جسر جوي بين طهران ودمشق، لنقل آلاف الجنود والمعدات العسكرية إلى سوريا، ويلفت المراقبون إلى أن تلك ستكون المرة الأولى التي تشارك فيها إيران بشكل مباشر وعلني في الحرب السورية، بعد أن ركزت طوال الأعوام الأخيرة على التدخل غير المباشر عبر إيفاد مرشدين عسكريين تابعين للحرس الثوري، أو مقاتلين من دول مختلفة.
المشهد الدولي:
• قال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال مارتن ديمبسي إن الولايات المتحدة تعمل على توسيع نطاق برنامج جديد لتدريب وتسليح مقاتلي المعارضة السورية, غير أنه أشار إلى أن بناء قوة فاعلة للتصدي لتنظيم "داعش" ربما يستغرق وقتا أطول مما كان متوقعا، ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن الجنرال الامريكي قوله إن برنامج التدريب سيحقق نجاحا إذا استطاعت الولايات المتحدة تدريب عدد كاف من المقاتلين الذين سيشكلون قوة معتدلة معارضة سورية جديدة، وـضاف أن ذلك يمثل تحديا وربما يستغرق وقتا اطول مما كان متصورا. غير انه استطرد قائلا ان البرنامج الامريكي بدأ يحقق بعض النجاحات المبكرة، مشيرا إلى أن المدربين الأمريكيين يقومون حاليا باختيار قادة من بين الذين تم تدريبهم وأصبح لديهم خبرة في محاربة الجيش النظامي أو مقاتلي تنظيم "داعش"، وتوقع الجنرال ديمبسي أن القوة الجديدة ستحد من قدرات "داعش" على المناورة في المناطق الواقعة على أطراف سوريا.
• قال جوليان برايزر نائب وزير الدفاع البريطاني إن التقارير تؤكد أن نظام الأسد مستمر في استخدام الأسلحة الكيميائية ضد شعبه، مشيرا إلى أن عملية تدمير منظومة السلاح الكيميائي السوري التي أشرفت عليها منظمة دولية أبقت بعضها، جاء ذلك في تصريح صحفي بشأن المؤتمر الدولي لنزع الأسلحة الكيميائية الذي بدأت فاعلياته أمس الخميس في العاصمة البريطانية لندن، وتستضيفه وزارة الدفاع البريطانية ويشارك فيه رئيس منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أحمد أوزمجو، ومسؤولون من كل من اليابان والصين وأميركا، وأضاف برايزر أن نظام الأسد عليه إنهاء استخدامه للسلاح الكيميائي، لافتا إلى أن دمشق ما زالت تمتلك بعض الأسلحة الكيميائية رغم حملة التدمير التي قادها المجتمع الدولي ضد الكيميائي السوري العام الماضي، واعتبر برايزر أن المؤتمر يمثل فرصة لا مثيل لها بشأن تبادل المعلومات والتخلص من الأسلحة الكيميائية، ويلعب دورا هاما في تذكير العالم بهذا الشأن.
• أعلن رئيس منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أحمد أوزمجو أن المجتمع الدولي بالتعاون مع المنظمة، نجحا في تدمير كل الأسلحة الكيميائية السورية تقريبا، وإن الأحداث المتواصلة في سوريا تؤكد على ضرورة تدمير باقي السلاح الكيميائي في البلاد، وأكد أوزمجو من لندن حيث يعقد المؤتمر الدولي لنزع الأسلحة الكيميائية الذي يستمر يومين أن هذا المؤتمر يلعب دورا هاما في المساهمة بالوصول إلى ذلك الهدف.
• ذكرت سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في سوريا، أن دعم الأسد لتنظيم الدولة لم يبدأ مع تقديم الغطاء الجوي العسكري لهم في حلب، بل بدأ مع تقدم التنظيم في الموصل، وأضافت السفارة الأمريكية في وثيقة سرية تحدثت عنها شبكة "سي إن إن" الأمريكية: أن نظام الأسد عمل على دعم المتشددين الذين شكلوا نواة "داعش"، منذ البدايات الأولى التي تعود إلى فترة الوجود الأمريكي في العراق، وتابعت الوثيقة بالقول: إن نظام الأسد كان يسمح بمرور الجهاديين من سوريا من أجل مهاجمة القوات الأمريكية في العراق، وقد انضم العديد منهم إلى صفوف تنظيم القاعدة، ومن ثم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق، الذي تطور لاحقاً إلى "داعش".
• قال ميخائيل بوغدانوف المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا نائب وزير الخارجية إن موسكو مستعدة لاستضافة جولة ثالثة من المشاورات بين الحكومة والمعارضة السوريتين، وقال بوغدانوف، إننا لا نفرض إرادتنا على أحد، وإن المبادرة تنطلق من السوريين أنفسهم، مضيفا أن "الحكومة السورية" تطلب منا الآن عقد لقاء موسكو الثالث، ونحن مستعدون لذلك، ولو تم انعقاده اليوم، لكننا نحتاج إلى إجراء مزيد من الاتصالات مع ممثلي المجموعات المعارضة المختلفة، وأضاف بوغدانوف أن الأمر لا يتوقف على روسيا، وأن موسكو ليست طرفا في النزاع، وقال: إننا نتمنى للسوريين، سواء كانوا من مؤيدي بشار الأسد أو ممن يعارضه، أن يتوصلوا إلى اتفاق، لا سيما وأن العدو عند جميع السوريين عدو واحد ومشترك، وهو الإرهاب والتطرف، على حد قوله.